أحبتي الكرام
لا أستغرب أن واجه كل متابع للساحة استغراب
وهو ظهور ما يعرف ( بمنظمة داعش ) كوننا لم نسمع بهذه المنظمة من قبل ، متى ما علمنا تاريخ تأسيسها والتي عرفت "دولة الإسلام في العراق والشام" المختزلة بأسم "داعش" في 9-4-2013، وسرعة توسعها وسيطرتها خلال ست شهور على مناطق عديدة داخل العراق وسوريا، من هنا كان ظهورها على الساحة ظهور مفاجأ وهذا فيه دلالة على أنها مدعومة دولياً.
وبعد البحث هنا وهناك تبين أن صانعيها هم النظامين السوري والفرس معا كي تضرب الثورة السورية بالظهر ، والشاهد على ذلك المواجهات الحاصلة بينها وبين الجيش الحر .وللعلم "داعش" هو أسم مختصر لـ(الدولة الإسلامية في العراق والشام)، وهي منظمة ارهابية لم تكن موجودة في العراق قبل الاحتلال، ولا في سوريا قبل احداثها المروعة.. وحين فجرت احداث (درعا) الثورة وفتحت باب الصراع، بدأ النظام السياسي في دمشق حركته بخلق البديل المناقض لنقيضه، ويتمثل بتصنيع "داعش" ودعمها وتسليحها بالضد من الجيش العربي السوري الحر؟
أذا هي بديل يقاتل عن الجيش النظامي قوى الثورة السورية وذلك من اجل تشتيت جهد الثورة وبعثرة قواها واستنزافها في صراع، فلو كان وجود "داعش" لمقاتلة جيش النظام السوري، فلماذا تقاتل الجيش الحر
و" تنظيم "أحفاد الرسول" الذي يقاتل جيش النظام السوري جنباً إلى جنب مع الجيش الحر.؟ولماذا "داعش" تهاجم بسيارات مفخخة، صقور الشام وهو من يقاتل مع الجيش الحر قوات النظام السوري؟! ولماذا هددت تنظيمات أخرة مسلحة، وطالبتها بنزع سلاحها ؟ و لماذا تسعى "داعش" إلى استضعاف الفصائل المقاتلة الأخرى، والعمل على تفكيكها بضم عناصرها إلى تنظيماتها بالترغيب والتهديد؟ ولماذا تعمل "داعش" على تكفير تلك الفصائل؟ بل لماذا اصدرت "داعش" فتوى تكفر الجيش الحر، وتكفر الإتحاد الوطني السوري، والديمقراطي، وتكفر كل من يرفض أو يتحفض على فتاواها، وتهددهم بالقتل، وقتلت فعلاً بعضهم واعتقلت البعض الآخر، واختطفت من غير المسلمين (قسسه) من رجال الدين المسيحيين.؟ ولماذا تستمر "داعش" في عمليات مطاردة الوطنيين والمثقفين والإعلاميين ورجال الفكر ورجال الدين، الذين تتم عملية اعتقالهم على وفق قوائم تستلمها "داعش" بالتنسيق مع مخابرات النظام السياسي؟! و لماذ تقاتل "داعش" أعداء النظام السياسي ومن ثاروا عليه، ولا تقاتل النظام، فيما تعلن وجودها المسلح لفرض أجندة النظام ومن يقف إلى جانب دعمه؟
إن كل ما سيق فيه دلالة واضحة على أن "داعش" هي من صنع النظام السياسي في دمشق وأعوانه الفرس وحزب الدعوة في العراق المتمثلة في ( الهالكي) أقصد المالكي ، لخلط الأوراق على الساحة سواء في سوريا أو العراق .
قال تعالى:
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [سورة الأنفال: آية 30]. وهذا المكر المضاف إلى الله جل وعلا والمسند إليه ليس كمكر المخلوقين، لأن مكر المخلوقين مذموم، وأما المكر المضاف إلى الله سبحانه وتعالى فإنه محمود، لأن مكر المخلوقين معناه الخداع والتضليل، وإيصال الأذى إلى من لا يستحقه، أما المكر من الله جل وعلا فإنه محمود؛ لأنه إيصال للعقوبة لمن يستحقها فهو عدل ورحمة.
نسئل الله أن يمكن الجيش الحر من تحرير بلده من المغتصبين
وأن ينصر ثوار العشائر في العراق ويهلك داعش وصناعها .
وتقبلوا تحيتي
أبو نواف