عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-12, 01:55 PM   #4
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: مذبحة غزة , دراسه وتحليل


مذبحة غزة , دراسه وتحليل


[b][size="4"]مذبحة غزة , دراسه وتحليل

--------------------------------------------------------------------------------





الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني » المحتوى » مقالات وآراء حرة

... مذبحة غزة"]دراسة"أحمد عزت سليم
بواسطة: الأمانة العامة
بتاريخ : الجمعة 09-01-2009 11:30 صباحا


هؤلاء الأشرار عادوا مرة أخرى ـ 3

مذبحة غزة
"دراسة فى لاهوت العنصرية الصهيونية بين حقائق الواقع وضرورات المواجهة"

أحمد عزت سليم
عضو أتحاد الكتاب
وآتيليه القاهرة

ينبغى أن نؤكد قبل الدخول فى معية هذه الدراسة على أن الصراع العربى- الصهيونى الإسرائيلى قد دخل القرن الحادى والعشرين والضغوط القاهرة قد اشتدت على الواقع العربى بأنظمته السياسية التى تم توظيفها وتدجينها فى إطار ما يسمى بالنظام العالمى الجديد
لكى تحافظ أول ما تحافظ على رجعيتها وعلى الكيان العنصرى الصهيونى فى فلسطين المحتلة، وما للرجعية العربية والكيان العنصرى الصهيونى من ارتباط بالنظام العالمى الاستعمارى الغربى الذى يجمعهما معاً فى إطار المصالح الرأسمالية، وتحت مسميات اللحاق بهذا النظام والاندماج فى بنيته الكوكبية التى تتحكم فيها مصالح الغرب الرأسمالى واستثماراته، وتتداخل فيها مجموعات الرأسمال العربى مع الرأسمالية الصهيونية ، ومايحدث فى غزة ليس إلا نموذجا سافرا على هذا التوظيف والتدجين والتواطؤ .
وقد توهمت هذه الأنظمة العربية وهى تلقى بميراث شعوبها ـ الذى أثقله تهاونها فى عمليات الصراع العربى ـ الصهيونى ـ وراء ظهرها بأنها قد تحررت منه والتحقت بالعالمية الجديدة والكوكبية الحديثة الظافرة وحازت على رضا أقطابها، فإذا بهذه الأنظمة السياسية قد جرت نفسها إلى العمالة وشعوبها إلى براثن السيطرة الغربية الأمريكية والصهيونية، والتبعية المخزية لها، وبأهداف وطموحات متواضعة، تبرز فى أوهامها المتضخمة " السلام مع العدو الصهيونى الإسرائيلى " وكضرورة أولية لإعلان الاندماج والالتحاق بالعالمية الجديدة، والتى لم تقدم لها شيئاً سوى الخوف المرعب من اهتزاز كراسيها تحت تهديد سطوتها، فإذا بالعالم العربى يقع تحت وطأة الغزو والاحتلال وتصنيع التجزئة بين أبناء الوطن الواحد والتقسيم والتفتيت والتفكيك كمقدمة أولى لإعادة الاستعمار إلى أراضيه ومن ثم تحقيق الأهداف والأطماع الصهيونية فى إقامة إسرائيل الكبرى وتهجير الشعب الفلسطينى بأكمله من أراضيه ونهب الثروات وانتزاع مكتسبات التحرر الوطنى من أيدى الشعوب العربية، وبنفس الدعاوى التى استكانت لها هذه الأنظمة وروجتها وضخمتها فى أوطانها بجنى ثمار السلام والتعاون والشراكة ، وأصبحت هذه الدعاوى ذاتها ترهب هذه الأنظمة تحت مسميات النموذج الديمقراطى الغربى وواحة الديمقراطية فى إسرائيل/ النموذج تارة، ونموذج الديمقراطية الفذ الذى يحققه الأمريكان بجيوشهم- القريبة من عروشهم- فى العراق تارة أخرى أو تحت دعاوى حقوق الإنسان والأقليات ومحاربة الإرهاب مرات أخر، فتندفع حركة هذه الأنظمة إلى مزيد من الاستلام والتبعية والسقوط فى أحضان الحلف الغربى الأمريكى الصهيونى، ثم هى فى ذات الوقت تندفع بقوة استسلامها لتزيد من سطوتها على شعوبها وعلى أمانى هذه الشعوب فى التخلص والتحرر من سيطرة هذا الحلف وأعوانه فى حين أن الكيان العنصرى الإسرائيلى الصهيونى يستمد قوته من هذا الحلف الذى يقهر شعوب العالم العربى ويستحوذ على أنظمتها المستكينة، ويحصل على الدعم من النظام العالمى الذى تقوده القوى الاستعمارية وذلك بما يضمن تفوقه الإستراتيجى الدائم فى القوة العسكرية والنووية والتكنولوجية والعلمية والاقتصادية والدبلوماسية، ثم استغلال المسألة اليهودية بأبعادها الأخطبوطية المتعددة لتبرير الوجود والعدوان تارة كتعويض عن الاضطهاد المزعوم الذى عانى منه اليهود فى العالم بأسره من العالم بأجمعه! وتارة بأن العودة اليهودية إلى فلسطين تخلص أوربا من مشاكل اليهود، وأخرى العودة كتحقيق لوعد إلهى يؤمن به الأصوليون فى العالم المسيحى ، الغربى والأمريكى، وأخرى باستخدام اليهود كجماعة وظيفية قتالية لتركيع العالم العربى ووضعه تحت التهديد الدائم لإخضاع ثرواته وشعوبه لمصالح الغرب الاستعمارى، ثم العودة بإقامة دولة إسرائيل كهدف مرحلى وأولى يستهدف السيادة العالمية وإخضاع شعوب الإنسانية للأهداف الصهيونية، والعودة لشعب متفرد ومتميز لأرض مقدسة حل بهما الإله، ولتطهير هذه القداسة من الأغيار بقتلهم ليس كما تقضى تعاليم الشريعة الحقة فحسب ولكن بكون كل شئ محرم مسموح به فى سبيل البقاء ـ كما يحدث فى غزة ـ وكما قال أحد الزعماء الصهاينة فى حوار مع الأديب الصهيونى عاموس عوز، "حتى طرد العرب من الضفة الغربية".. وكما يقول " فليقولوا عنا إننا نازيون ... ماذا لو قتلنا من العرب مليوناً أو حتى ستة ملايين؟ ماذا سيحدث؟ سيكتب عنا صفحتين فقط مجللتين بالسواد، ولكن ثمن ذلك سيكون عظيماً... سيأتى إلينا يهود الشتات ونصبح أمة تعدادها 25مليون... أمة تدعو للاحترام، وبعد ذلك سينسى التاريخ.. ويأتى أدباؤنا ويكتبون روايات عظيمة عن المذابح التى ارتكبناها فى حق العرب ومشاعر الذنب التى تنتاب الجيل الجديد، ويحصلون على جوائز نوبل مثلما فعل أدباء النازية الذين كتبوا عن الشعور بالذنب .. ما العيب فى أن يكون لكل دولة سجل إجرامى "
وعلى الحقيقة الجارية الآن، ومن خلال كل ذلك ينعم الكيان العنصرى الإسرائيلى بالشرعية والحماية والرعاية والدعم والمساندة الفورية والاستراتيجية، وينعم بتدفق المساعدات والتعويضات المالية الضخمة كما ينعم بالتعويض البشرى عن أية خسائر تلحق به، فينتعش بالتهجير والإحلال ويحيا بالهجرة إليه ويتجدد ثم هو ينعم بتنظيم يهودى عالمى يتكفل ليس فقط بتحقيق أهدافه وإنما بتسييدها فى ظل نظام عالمى استعمارى جديد يضع اليهود مهما يرتكبون من مجازر وجرائم دموية فوق البشر أجمعين ويتعرض كل من يتناول المسألة اليهودية.. إلى افتراس وتمزيق كلاب الحراسة اليهودية، فاليهود معصومون من النقد .. هذا هو قانون اليهود، فليس من الجائز توجيه النقد إلى اليهود .. إن هذا محظورً كما يرى ليونيل كرانا ولكن على حد تعبير موشيه سيملا نسكى: " إن الصهيونية تعتبر العمل الواحد حقاً وصواباً إذا قامت هى به، وخطأ غير مشروع إذا قام به غيرها " وهو القائل إن القومية اليهودية فى فلسطين مبنية على أنانية عسكرية من العنف، وبعيدة كل البعد عن الإنسانية، هذا هو المقصود بالصواب الصهيونى.
وينبغى أن نؤكد على أن الصراع العربى- الصهيونى هو صراع يتعارض فيه الوجود العربى بالوجود الصهيونى بعيداً عن الحلول التلفيقية التى تؤجل حسم الصراع والتى تأتى نتيجة اختلال ميزان القوى لصالح العدو الصهيونى والذى يعرف جيداً بأن ما بين النهر والبحر لا يمكن أن تسود إلا سيادة يهودية أو عربية ويتغلب فيها من يتحلى بالإرادة الأكثر عزماً والرؤية السياسية الأكثر وضوحاً، كما عبر عن ذلك الصهيونى مارتين شارون، وكما أن كل الحلول والتسويات التى تم غرسها فى المنطقة لم تأت بالسلام، وإنما أطلقت يد إسرائيل فى التسوية والغزو والعدوان، ورداً على سؤال حول البيئة الاستراتيجية التى تقوم عليها إسرائيل فى ظل اتفاقيات السلام، أجاب إيهود باراك: إسرائيل القوية.. القوية جداً ، لأعوام طويلة مقبلة حتى بعد أن نتوصل لاتفاقيات السلام .. أقوياء فى جميع النواحى.. وهذه القوة ستكون الضمان لاستمرارنا " لقد وصلت القوة الإسرائيلية هذه فى ظل الأنظمة السياسية المتعامية عن مصالح شعوبها والجاهلة بحقيقة الصراع إلى كل بيت من خلال الشراكة الاقتصادية وتسليم مشروعاتها إلى المستثمرين اليهود فى إطار التعاون الرأسمالى العالمى والذى سلمت به هذه الأنظمة قبل حل المشكلة وقبل السلام الدائم الذى ما فتأت تعلن سعيها إليه، وقبلت لعب دور الوسيط والوكيل الدائم للسيطرة الاحتكارية العالمية على مقدرات شعوبها فقبلت تسليم أراضيها لإقامة القواعد العسكرية وقبلت تعديل مناهجها التعليمية وحذف آيات القرآن الكريم فيها وكل ما يتعلق بإسرائيل العدو، منها، وكما قال نيتانياهو: إن مصير العرب واليهود سيتحدد فى المدارس والجامعات وقاعات تحرير الصحف والمساجد، وقال ساسون: لا بد من تلقين الجماهير فى مصر من خلال حملة تثقيفية مدروسة ومحسوبة ، هكذا كان الهدف من السلام هو الاستسلام ومحو ذاكرة الأمة.
وينبغى أن نؤكد أن العدو الصهيونى الإسرائيلى لا يمكن مواجهته إلا فى إطار الروح النقدية الموضوعية والعقلانية التى تمكننا من مجابهته حضارياً فى إطار علاقته بالغرب الأمريكى الاستعمارى، وبالديمقراطية التى تجعل الشعوب أداة للتغيير وأداة للمقاومة وذلك فى إطار التراث العربى الإسلامى العظيم الذى يمجد العلم ويؤمن بتعدد الشرائع والمناهج ويمجد العقلانية ويمجد المقاومة، وهذه العوامل ذاتها هى التى يجرى تغييبها عن الواقع العربى من الأنظمة الحاكمة بأساليبها السلطوية القهرية، وبمساندة من قوى الغرب الاستعمارى، ودعمه لها حتى تبقى فى مواقع السلطة، وبالتالى بقاء حالة التغييب، تلك الأنظمة التى حولت الصراع بعد اتفاقيات كامب ديفيد وطورته بتخاذلها من مجرد صراع مع دولة مجاورة معتدية إلى مجرد صراع- يبدو دائماً وليس مؤقتاً- على بنود اتفاقيات سلام مزمع توقيعها بين دولة ودول أخرى مجاورة لها وكل منهما يتهدد الآخر!! كما تتوهم هذه الأنظمة- فتبدو هذه الدولة- إسرائيل- فى بحر العداء الذى يحيط بها من كل جانب وقد أضحت الضحية التى يجب أن يدافع عنها الجميع، هكذا صار الحال بعد هذه الاتفاقيات وبعد اتفاقية أسلو ووثائق كوبنهاجن وجنيف وخريطة الطريق ، ثم أن كلا الطرفين يسعيان سعيهما الحثيث من أجل توقيع اتفاقيات مرحلية أو دائمة لإقامة السلام والتعاون المسمى بالمثمر والبناء بين " الجميع " ويقع العرب والأنظمة العربية تحت وطأة " الجميع " الذى يدافع عن الدولة الضحية وبرعاية راعية السلام قائدة الحركة الاستعمارية الجديدة وهى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم تحول ذلك الصراع تحت وطأة كل هذا على نحو ما نراه الآن إلى صراع بين ضحية تدافع عن نفسها وقلة إرهابية منبوذة- من هذا " الجميع " ومعه إجماع الدول العربية- وبين الدولة الضحية رمز الحضارة الغربية الأمريكية، النى تحارب الإرهاب الفلسطينى ضمن معركة الغرب العالمية ضد الإرهاب وهذا مايجرى فى ظل التواطؤ المشين فى مذابح غزة الجارية ، هكذا آل الحال بالقضية الفلسطينية برمتها نحو المحو والاقتلاع من الذاكرة العربية والدولية، تحت عملية غسيل مخ كامل لا يستثنى فيها طفل فى مدرسة أو واعظ فى مسجد أو مثقف أو صحفى كما قال أمريكى صهيونى، بل وأحياناً كثيرة ما تهم هذه الأنظمة لدفع العدو الإسرائيلى بالفتك بهذه القلة الإرهابية علها تريح رؤوسها المتعبة وعلى نحو مانراه الآن.
ونؤكد أيضا أن تحويل الصراع إلى صراع دينى يشكل من الخطورة الكبرى النى تهدد كيان المجتمع العربى وتفضى إلى تغييب حقيقة الكيان الصهيونى الإسرائيلى العنصرى ككيان استيطانى إحلالى ذو وظيفة قتالية، وكقاعدة استعمارية إستراتيجية للغرب، تستهدف اقتلاعنا واجتثاثنا من جذورنا الممتدة فى أوطاننا بعمق التاريخ ذاته، وتحويلنا إلى مادة استعمالية تستهلك ذاتها وتنتهى من التاريخ وتضيع بانتهاء الغرض منها وبانتفاء وجودها بالهزيمة والاستسلام، أو كشعوب متخوفة تستهلك ما يلقى إليها من فضلات العالم الغربى، وفى ظل أنظمة ترفع رايات القداسة فى الوقت الذى يطأ فيه الصهاينة عروشها وهى تضع تحت أقدامها مصالح شعوبها مستغلة هذه الرايات فى وضع غمامة كثيفة على العقل والنقد والعلم والروح.



م
ن
ق
و
ل


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس