عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-09, 04:48 PM   #5
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: غابرييل خوسيه غارسيا ماركيز


"فولكنر" و "سوفوكليس"
إشارة البدء



" ان اكثر ما يهمني في هذا
العالم هو عملية الإبداع .


أي سر هو هذا الذي يجعل
مجرد الرغبة في رواية
القصص تتحول إلى هوى
يمكن لكائن بشري أن يموت
من اجله أن يموت جوعا أو
بردا أو من أي شئ آخر لمجرد
عمل هذا الشيء الذي لا يمكن
رؤيته أو لمسه وهو شئ في
نهاية المطاف إذا ما أمعنا
النظر لا ينفع في أي شئ ؟ "



كرس ماركيز في الفترة اللاحقة
نفسه للأدب حيث انتقل ليعيش
في بارانكويللا وبدأ بالاختلاط
بالدائرة الأدبية التي يطلق عليها
اسم إيل غروبو دي بارانكويللا
وتحت تأثيرها بدأ يقرأ أعمال
همنجواي وجويس وولف والأهم
من كل هؤلاء فولكنر.


كذلك وقعت يده على دراسة
عن الروائع الأدبية وجد من
خلالها الإلهام الكبير في
أوديبوس ريكس التي كتبها
سوفوكليس.



أصبح كل من فولكنر وسوفوكليس
أكبر تأثير مرّ عليه في حياته
خلال أواخر سنوات الأربعينات
وبداية الخمسينات بهره فولكنر
في مقدرته على صياغة طفولته
على شكل ماضٍ أسطوري ومن
كتاب أوديبوس ريكس وأنتيجون
لسوفوكليس وجد الأفكار لحبكة
رواية تدور حول المجتمع وإساءة
استخدام السلطة فيه علمه فولكنر
أن يكتب عن أقرب الأشياء إليه
وقد حدث.


عندما عاد برفقة والدته الى
بيت جدته في أراكاتاكا لتجهيز
البيت من أجل بيعه وجدوا البيت
في حالة مزرية وبحاجة للكثير
من الإصلاح ومع ذلك أثار هذا
البيت في رأسه زوبعة من
الذكريات كان يرغب في رواية
بعنوان "لاكازا " البيت" وعند
عودته إلى بارانكويللا كتب أولى
رواياته "عاصفة الورقة" بحبكة
معدّلة عن أنتيجون وأعاد نقلها
إلى البلدة الأسطورية ولكن في
عام 1952 رفض الناشر عرض
القصة إلى عام 1955 حين كانت
الأجواء تهيأت لإخراجها من
الدرج وأثناء وجود جارسيا
ماركيز في أوروبا الشرقية
وقد نشرت على يد أصدقاء
ماركيز الذين أرسلوها للناشر.



كان في هذا الوقت لديه أصدقاء
وعمل ثابت في كتابة أعمدة لصحيفة
الهيرالدو وفي المساء عمل على
كتابة قصصه الخيالية بعد ذلك عام
1953 حاصرته حالة من القلق
فجمع حاجياته واستقال من عمله
وبدأ يبيع الموسوعات في لاغواجيرا
مع صديق له ثم خطب مرسيدس
بارتشا بشكل رسمي انتقل بعدها
في 1954 مرة أخرى الى بوغوتا
وقبل بالعمل ككاتب للقصص
والمقالات عن الأفلام في صحيفة
السبيكتاتور.




نحو تحرر الشعوب..



هناك بدأ بمغازلة الاشتراكية
محاولاً أن يفلت من انتباه
الدكتاتور غوستافو روجاز بينيللا
في ذلك الوقت وكان يفكر كثيراً
في واجباته ككاتب في فترة العنف
وفي عام 1955 حصلت حادثة
أعادته إلى طريق الأدب وأدت بشكل
ما إلى نفيه المؤقت من كولومبيا
حينما غرقت المدمرة الكولومبية
الصغيرة "الكاداس" في مياه البحر
العالية أثناء عودتها من كارتاغينا
وجرف العديد من البحارة عن ظهر
المركب وماتوا جميعاً عدا رجل
واحد هو لويس اليخاندرو فيلساكو.



الذي استطاع أن يعيش لمدة عشرة
أيام في البحر متمسكاً بقارب نجاة
وعندما جرفته الأمواج إلى الشاطئ
أصبح بسرعة مذهلة بطلاً قومياً
فاستخدمته الحكومة في الدعاية
لها قام فيلاسكو بعمل كل شيء
من إلقاء الخطب إلى الدعاية
لساعات اليد والأحذية وفي
النهاية قرر أن يقول الحقيقة..



كانت سفينة الكالداس تحمل
بضائع غير مشروعة وأغرقتهم
مياه البحر بسبب إهمالهم وعدم
كفاءتهم ! وبزيارته لمكاتب صحيفة
ايل سبيكتاتور قدم فيلاسكو قصته
لهم وبعد تردد قبلوا بها سرد
فيلاسكو قصته على جارسيا ماركيز
والذي أعاد صياغة قصته نثراً
ونشر القصة على مدى أسبوعين
كاملين، تحت عنوان "حقيقة
مغامرتي قصة لويس اليخاندرو
فيلساكو" أثارت القصة ردة فعل
قوية، فبالنسبة لفيلاسكو طردته
البحرية من العمل، وكان يُخشى
من أن بينيللا قد تطالب بمحاكمة
جارسيا ماركيز، فأرسلته دار نشره
إلى إيطاليا لتغطية نبأ الموت
الوشيك للبابا بيوس الثاني عشر
غير أن بقاء البابا على قيد الحياة
جعل رحلته دون فائدة، فرتب لنفسه
رحلة حول أوروبا كمراسل وبعد
مراجعة للخطة في روما بدأ بجولة
في الكتلة الشيوعية وبعد ذلك
في نفس تلك السنة استطاع
أصدقاؤه أن ينشروا له أخيراً
روايته "عاصفة ورقة" في
بوغوتا.



تجول ماركيز مسافراً بين جنيف
وروما، وبولندا وهنغاريا واستقر
في النهاية في باريس حيث وجد
نفسه عاطلاً عن العمل، عندما
أغلقت حكومة بينيللا مطابع
صحيفة أيل سبيكتاتور عاش
في الحي اللاتيني من المدينة
حيث حصل على متطلبات معيشته
على شكل ديون مؤجلة، إضافة
إلى القليل من النقود من إعادة
الزجاجات الفارغة..



وهناك تأثر بكتابات همنغواي
وطبع حوالي إحدى عشر مسودة
من روايته
"لا أحد يكتب للكولونيل"




NoOneWritesTo
TheColonel


نقرأ فيها عن كولونيل انتهى دوره
السياسي واصبح خارج اللعبة
يرصد جزيئات حياته اليومية
عارضاً بؤسها، تفاصيل صغيرة
تحكي ما آلت إليه حياة الكولونيل
فالرجل الذي قضى حياته عسكرياً
مرموقاً في ظل الدكتاتورية التي
تحكم بلداً من بلدان العالم الثالث
اصبح الآن وحيداً، منبوذاً يعاني
من بؤس وفراغ مدمرين يتشبث
يائساً بالحياة، منتظراً بريداً لا
يصل أبدا، البريد الحامل لجواب
الحكومة والمتعلق براتبه
التقاعدي إضافة إلى جزء
من رواية "الساعة الشريرة" .
بعد الانتهاء من رواية الكولونيل
سافر إلى لندن وفي النهاية عاد
إلى فنزويلا المكان المفضل للاجئين
الكولومبيين، هناك أنهى روايته
"البلدة المكونة من الهراء"
الذي كان معظمه حول فترة
العنف وتعاون مع صديقه القديم
بلينيو أبوليو الذي كان حينها
محرراً في صحيفة "ايلايت"
وهي صحيفة أسبوعية في
كاراكاس، وطوال عام 1957
تجول كلاهما في دول أوروبا
الشيوعية باحثين عن أجوبة
وحلول لمشكلات كولومبيا
مساهمين بمقالات في دور
النشر الأمريكية اللاتينية
المختلفة، ومع إيمانهم بوجود
شيء جيد في الشيوعية، إلا
أن جارسيا ماركيز أيقن بأن
الشيوعية قد تكون سيئة بنفس
مقدار درجة العنف التي مرت
بها البلاد، وبعد مكوثه في
لندن لمدة وجيزة، عاد مرة
أخرى إلى فنزويلا .



وفي 1958 جازف ماركيز
بالعودة إلى كولومبيا بشكل مستتر
واختفى عن الأنظار متسللاً إلى
بلدته الأصلية، وتزوج بمرسيدس
باتشا التي كانت تنتظره في
بارانكويللا لسنوات طويلة وبعد
ذلك تسلل هو وعروسه مرة أخرى
عائداً بها إلى كاراكاس ، وبعد أن
نشرت صحيفة "مومينتو" بعض
المقالات عن الخيانة الأمريكية
واستغلال الطغاة، أذعنت للضغط
السياسي وأخذت موقفاً موالياً
لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية
بعد زيارة نيكسون المدمرة في مايو
مشحونين بالغضب من موقف
صحيفتهما سلّم كل من جابرييل
جارسيا ماركيز، وصديقه ميندوزا
استقالتيهما.



بعد فترة وجيزة من تركه لوظيفته
في صحيفة "مومينتو" وجد ماركيز
نفسه هو وزوجته في هافانا حيث
كان يغطي أحداث ثورة كاسترو
ألهمته الثورة فساعد من خلال فرع
بوغوتا في وكالة أنباء كاسترو
برنسالاتينا، وكانت بداية صداقة
بينه وبين كاسترو استمرت
حتى هذه اللحظة.


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس