عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-09, 04:47 PM   #4
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: غابرييل خوسيه غارسيا ماركيز


مرسيدس ..
رفيقة الحياة .





خلال تلك الفترة التقى جارسيا
ماركيز زوجة المستقبل أثناء
زيارة لوالديه حيث تم تعريفه
على فتاة في الثالثة عشرة من
العمر تدعى مرسيدس بارتشا
باردو.


كانت شديدة السمرة وهادئة
انحدرت من أصول مصرية
يقول ماركيز إنه وجد أنها
"أكثر إنسان ممتع قابله في
حياته" وبعد تخرجه من
الليسيو ناسيونال أخذ إجازة
قصيرة مع والديه قبل الذهاب
إلى الجامعة أثناء تلك الفترة
طلب يدها للزواج .


وافقت على شرط أن تنهي دراستها
أولاً وقامت بتأجيل الخطوبة ومع
أنهم لم يكونوا ليتزوجوا قبل أربعة
عشر عاماً ..


المقربون من الكاتب يعرفون مدى
أهميتها بالنسبة له فهي التي تدير
أمور العائلة وهو يتحدث عنها
باستمرار ويقول "إن زوجتي
وولدَي أهم ما في حياتي وبفضلهم
استطعت تخطي الصعاب التي
واجهتني" ولماركيز ابنان
"رودريجو" مخرج سينمائي
يعيش في الولايات المتحدة
و"جونزالو" مصمم جرافيك
ويعيش في المكسيك.



ولد ليكون أديبا..


وجد جارسيا ماركيز أنه لا يوجد
لديه أي اهتمام في دراسته وأصبح
كسولاً إلى درجة كبيرة فبدأ بالتخلف
عن حضور المحاضرات وأهمل دراسته
ونفسه كذلك كان يفضّل التجول في
بوغوتا والتنقل في مواصلاتها وقراءة
الشعر بدلاً من دراسة القانون تناول
طعامه في المقاهي الرخيصة ودخن
السجائر واختلط بالمشبوهين
المعتادين مثل الاشتراكيين المثقفين
والفنانين المتضورين جوعاً
والصحفيين الواعدين، وفي يوم
ما تغيرت حياته بأكملها من خلال
قراءة كتاب واحد بسيط اسمه
"كافكا"..



كان لهذا الكتاب أكبر الأثر على
ماركيز حيث جعله يدرك أنه لم
يكن على الأديب أن يتحدث عن
نفسه على شكل قصة تقليدية.
يقول: "فكرت في نفسي..


لم أعرف إنساناً قط كان مسموحاً
له بالكتابة بهذا الأسلوب لو كنت
أعرف لكنت بدأت الكتابة منذ
زمن طويل" .." إن صوت كافكا
كان له نفس الصدى الذي امتلكته
جدتي، كانت هذه هي طريقتها
التي استخدمتها في رواية القصص
حيث تحدثت عن أغرب الأحداث
بنبرة صوت طبيعية تماماً".


حاول بعدها أن يلحق بما فاته
من الأدب الذي لم يكن قد اطلع
عليه بدأ بالقراءة بنهم شديد
وبدأ أيضاً بكتابة قصص الخيال
وتفاجأ هو شخصياً بقصته الأولى
"الاستقالة الثالثة" عندما نشرت
عام 1946 في صحيفة بوغوتا
الليبرالية "الإسبكتيتور" ( حتى
أن ناشره المتحمس مدحه وقال
عنه "العبقري الجديد للكتابة
الكولومبية" ) دخل بعدها ماركيز
مرحلة الإبداع بكتابة عشرة
قصص أخرى للصحيفة خلال
السنوات القليلة اللاحقة.


العنف يطارد ذاكرة
الأديب


هناك فترة عايشها الأديب ماركيز
وأثرت على كتاباته بشكل كبير
يُطلق عليها " لا فايولينسيا" أي
العنف امتدت جذور هذا العنف
إلى مذبحة الموز في ذلك الوقت
شخص واحد فقط من رجال السياسة
امتلك الشجاعة إلى درجة الوقوف
في وجه الحكومة وانتقاد فسادها
كان اسمه جورجي ايليسير غيتان
وهو شاب من أعضاء الكونجرس
من الليبراليين، حيث نادى في
اجتماعات الكونجرس بالتحقيق
في الحادث , بدأت شهرة غيتان
بعدها تنتشر كبطل للفلاحين
والفقراء .



لكنه أصبح مصدر قلق لأعضاء
الكونجرس من ذوي النفوذ من
كلا الحزبين وكان يبشر من خلال
الإذاعة بحلول وقت التغيير الذي
يجبر الشركات على التصرف بشكل
مسئول بحلول عام 1946 كان
غيتان قد أصبح ذا نفوذ قوي لأن
يتسبب بانشقاق في حزبه الذي
كان قوياً وفي المرتبة الأولى
منذ عام 1930 أدى هذا الانشقاق
إلى عودة المحافظين إلى السلطة
وإلى الشعور بالخوف من ردة فعل
انتقامية متوقعة لذلك بدءوا بتنظيم
جماعات برلمانية كان الغاية منها
إشاعة الرعب في قلوب الناخبين
الليبراليين وهذا ما نجحوا في
تحقيقه بشكل يثير الإعجاب
عندما قاموا بقتل الآلاف منهم
في عام 1947 استطاع الليبراليون
أن يسيطروا على الكونغرس وبذلك
نصبوا غيتان رئيساً للحزب وفي
التاسع من أبريل عام 1948 اغتيل
غيتان في بوغوتا وارتجـّت المدينة
بحالات مميتة من الشغب لمدة ثلاثة
أيام هذه الفترة أطلق عليها اسم
بوغوتازو وكانت حصيلتها 2500
قتيل كما تم تنظيم فرق جيوش مقاتلة
من كلا الحزبين وساد الرعب أنحاء
البلاد ..




حرقت أثناءها المدن والقرى وقتل
الآلاف بشكل وحشي وصودرت
المزارع وهاجر أكثر من مليون
فلاح إلى فنزويلا .



وفي النهاية حلَّ المحافظون
الكونجرس، وأعلنوا البلاد في
حالة حصار، وتمت ملاحقة
الليبراليين وحوكموا وأعدموا .



تقطّعت أوصال البلد في فترة
العنف هذه التي كانت من
نتائجها مقتل ما يزيد عن 150
ألف كولومبي حتى عام 1953
هذا العنف أصبح فيما بعد
الخلفية الأساسية للعديد من
روايات ماركيز وقصصه خصوصاً
ما كتبه في رواية


"الساعة الشريرة"




In Evil Hour




وككاتب إنسانيات من عائلة
متحررة، كان لاغتيال غيتان عام
1948تأثير كبير على ماركيز
حتى أنه شارك في مظاهرات البوغوتازو
أغلقت في تلك الفترة كلية اليونيفير
سيداد ناسيونال، مما عجّل بانتقاله
إلى الشمال الأكثر أمناً، حيث انتقل
إلى جامعة كاراتاغينا هناك تابع
دراسة القانون بفتور وأثناء ذلك
كان يكتب عموداً يومياً لصحيفة
اليونيفيرسال وهي صحيفة
كارتاغينية محلية في النهاية
قرر أن يتخلى عن محاولاته
في دراسة القانون عام 1950.


وقد كانت الصحافة مصدر
إلهام كبير لماركيز في الكثير
من أعماله حتى أن واحدة من
أشهر أعماله "خريف البطريرك"
قد اختمرت في رأسه بشكل كامل
أثناء تغطية صحفية كان يقوم
بها لمحاكمة شعبية لأحد الجنرالات
المتهمين بجرائم حرب ومن
ناحية أخرى فان عمله الصحفي
أتاح له نفوذا كبيرا في كثير من
الأنظمة الحاكمة ومراكز السلطة
في أمريكا اللاتينية بالإضافة
إلى شبكة اتصالات واسعة
بشخصيات سياسية ما كانت
شخصيته كأديب ستسمح له بها.

منقول


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس