عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-09, 04:46 PM   #3
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: غابرييل خوسيه غارسيا ماركيز


وعلى مدى القرن التاسع عشر
كانت الثورات والحروب الأهلية
على المستويين المحلي والقومي
قد دمرت كولومبيا، ووصلت
ذروتها في 1899 عندما بدأت
حرب الألف يوم، انتهى هذا
الصراع في أواخر 1902 بهزيمة
حزب الأحرار.




كانت هذه الحرب قد خلفت
ما يزيد على 100 ألف قتيل
غالبيتهم من الفلاحين البسطاء
وأبنائهم.



وقد خاض هذه الحرب جدّ
جارسيا ماركيز. عامل آخر
أثر على أعماله هو مذبحة
إضراب مزارع الموز عام
1928- أي سنة مولده -




حيث كان الموز له أهميته
الاقتصادية في البلاد في ذاك
الوقت وشركة الفواكه المتحدة
الأمريكية كان لها حق الاحتكار
الفعلي لتجارة الموز التي كانت
في تلك الفترة المصدر الوحيد
لدخل العديدين من الكوستينو
بما فيها أراكاتاكا وكانت الشركة
مرتشية استغلت عمالها
الكولومبيين بشكل بشع.




في أكتوبر من عام 1928 قام
ما يزيد على 32 ألف عامل
بالإضراب مطالبين بأوضاع
عمل صحية، وعلاج طبي
ودفعات نقدية بدلاً من صكوك
الشركة التي لا يمكن صرفها.



وكان رد فعل الأمريكيين تجاه
إضراب العمال واعتراضاتهم
هو تجاهل مطالبهم، وبعد بداية
الإضراب بفترة قصيرة احتلت
الحكومة الكولومبية منطقة
مزارع الموز، واستخدمت القوات
المسلحة لمجابهة المضربين
حتى أنها أرسلت قواتها لإطلاق
النار على العمال العزل حينما
حاولوا التظاهر بالقرية مسقط
رأس ماركيز وبذلك قتلت المئات
منهم.



وخلال الشهور القليلة التي
تلت، كانت أعداد كبيرة من
الناس قد اختفت وفي النهاية
أُنكرت الواقعة برمتها بشكل
رسمي ومسحت من كتب
التاريخ تماماً.



لكن جارسيا ماركيز أدرج
هذه الأحداث ووثقّها فيما
بعد في كتابه
"مائة عام من العزلة".




الأساطير والكتب تملأ
عالم غابيتو



كانت كنية ماركيز التي ينادى
بها هي غابيتو "جابرييل الصغير"
كان صبياً هادئاً خجولاً، مفتون
بقصص جدّه وخرافات جدته
وعداه هو وجده كان البيت
بيت نساء، ذكر ماركيز فيما
بعد أن معتقداتهن جعلته يخشى
مغادرة مقعده، نصف رعبه
كان من الأشباح التي كن
يتحدثن عنها، ومع ذلك كانت
هذه الحكايات هي بذور أعماله
المستقبلية.




قصص الحرب الأهلية وقصة
مذبحة الموز، وزواج والديه
والمزاولات اليومية للطقوس
المتعلقة بالخرافات، إضافة
إلى حضور ومغادرة الخالات
وبنات جّده غير الشرعيات
كل هذه الأمور كتب عنها
جارسيا ماركيز فيما بعد قائلاً:


"أشعر أن كل كتاباتي كانت
حول التجارب التي مررت
بها وسمعت عنها وأنا
برفقة جدي".



مات جده عندما كان لا يزال
في الثانية عشرة من عمره ونتيجة
لذلك ساءت حالة العمى لدى جدته
فذهب ليعيش مع والديه في سوكر
حيث يعمل والده كصيدلاني بعد
أن وصل إلى سوكر بفترة وجيزة
قرر والداه أنه قد آن الأوان
ليتلقى تعليمه بشكل رسمي،



فأرسلا به إلى مدرسة داخلية
في بارانكويللا وهي مدينة تقع
على ميناء نهر ماغدالينا، هناك
اشتهر عنه قصائده الظريفة
ورسومات الكاريكاتير وبشكل
عام كان جاداً وغير رياضي
إلى درجة أن أقرانه في الفصل
أطلقواعليه كنية " الرجل العجوز".



في عام 1940 عندما كان لا
يزال في الثانية عشرة من العمر
حصل على بعثة دراسية لمدرسة
ثانوية للطلبة الموهوبين، كان يدير
المدرسة اليسوعيون المتدينون
وكانت هذه المدرسة التي تسمى
الليسو ناسيونال في مدينة
زيباكويرا التي تبعد 30 ميلاً
إلى الشمال من العاصمة بوغوتا
كانت الرحلة إليها تستغرق
أسبوعاً، وفي ذلك الوقت
وصل إلى نتيجة وهي أنه
لا يحب بوغوتا.




كانت أول مرة يرى فيها
العاصمة، وجدها كئيبة وظالمة
وتجربته هذه ساعدته على
تأكيد هويته ككوستينو.



وجد نفسه في المدرسة مهتماً
بدراسته إلى أقصى حد، وفي
الأمسيات كان يقرأ على زملاؤه
في السكن الداخلي محتوى الكتب
بصوت مرتفع ,بعد تخرجه عام
1946 عندما كان في الثامنة
عشرة من العمر حقق أمنية
والديه بالالتحاق بجامعة
يونيفيرسيداد ناسيونال في
بوغوتا كطالب لدراسة القانون
بدلاً من الصحافة.

منقول


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس