عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-03, 01:03 AM   #7
 
الصورة الرمزية زهرة حنــــان

زهرة حنــــان
العضوية الماسية

رقم العضوية : 523
تاريخ التسجيل : Nov 2002
عدد المشاركات : 1,512
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ زهرة حنــــان

مرت الأيام ..
تلتها الأسابيع ...
مضى شهر على الحادثه...
تدهورت أحوال أحمد..
عاد إلى شلته القديمه...
أهمل دراسته ...
انهارت احوال المؤسسه...
حاول عادل الإتصال به كثيرا ....
كان أحمد يتهرب من رؤية عادل ..
ربما كان يذكره بريم..
ربما أراد أن ينسى..

قرر عادل أن يرى أحمد ...
مهما كان الثمن ..
اتصل عادل بخالد ..
خالد هو أحد أفراد تلك الشله..

عادل: مسا الخير خالد..
خالد: هلا ابوي .. من معي ؟؟
عادل: معك عادل .. لحقتو تنسونا ؟؟
خالد: عادل !!! ...
عادل: ايه عادل.. خويك بالبلوت اول أيام الإستراحه ...
خالد: عااااااااااااااااااادل .. هلا والله .. وينك ياخي منقطع..
عادل: يبن الحلال .. انت عارف هالدنيا ومشاغلها .. المهم انتم وش اخباركم ؟؟
خالد: والله الحمدلله .. بشرنا عنك ؟
عادل: والله حالي يسرك ..
خالد: .....
عادل: وانتم وش احوالكم .. الين هالحين تجتمعون ولا تفككتو ؟؟
خالد: لا الى الان .. والليله عندي في البيت .. ورا ما تجي تخلينا نشوفك ؟؟..
عادل: على خير انشالله .. فيه واحد من الشباب بعد مبطي عنه ولازم اشوفه ..
خالد: من هو ؟؟
عادل: خلها اذا جيتكم الليله تعرفه .. بس اسمع ..
خالد: هلا..
عادل: لحد يدري من الشباب اني جاي .. خلها مفاجئه ...
خالد: ابشر ابشر ... خلاص اجل وعدنا الليله ...
عادل: على خير انشالله .. فمان الله..
خالد: فمان الكريم .. هلا والله..

انتهت المكالمه ..
في المساء جهز عادل نفسه لمقابلة شلة "الأنس"..
ذهب اليهم ...
وصل الى منزل خالد...
رحب به خالد بحراره يعلم عادل ما تخفيه من نفاق..
تظاهر عادل بحرارة اللقاء..

دخلو الى المجلس.. كانت مجموعة من الشباب "تتسدح" مقابل التلفاز يتابعون برنامجا "ثقافيا"..
ومجموعة أخرى انغمسو في جو البلوت..
كان أحمد من بين ربع البلوت ..
سلم عليهم عادل بصوت عال..
التفت اليه كل من في المجلس..
البعض تفاجاء بحظوره..
البعض رحبو فيه بحرارة مصطنعه..
والبقيه سلمو من بعيد وكأن حظوره لم يرق لهم..
ومن بينهم كان أحمد.. جالسا في مكانه ..
دون حتى أن يرد السلام ...
وقف عادل فوق رأسه..

عادل: ما ودك تسلم يبو الشباب..

رفع أحمد رأسه .. نظر الى عادل..
ابتسم بسخريه وقال..

أحمد: اهلين عادل.. هلا بوجه الخير...

أطلق ضحكة قصيره ساخره ...
احرقت هذه الضحكة قلب عادل...
جلس الجميع ..
أخذ بعضهم يسأل عادل عن أخباره..
تجاذبو أطراف الحديث..
تناولو بعض ذكريات الماضي...
شربو الشاي ...
عاد بعضهم الى البرنامج الثقافي ..
عاد اصحاب البلوت الى لعبتهم ...
تظاهر أحمد بإنشغاله باللعب..
علت وجه ابتسامة محتقنه بالمراره...
واستقلت سيجارة طرف شفتيه..
كان عادل يراقب أحمد..
يرى ما وصل إليه من حال..
حز ذلك في نفسه..
قاطعه صوت خالد..

خالد: ايوه عادل.. تقول لي .. وش أخبارك ..
عادل: هاه .. والله نحمد الله..
كان عادل منشغلا بمراقبة أحمد..
كان يتحرى الفرصة لمحادثته ...
حاول ان يجامل خالد ..
احس خالد بإنشغال عادل..
خالد: اجل أنت جاي علشان أحمد؟...
عادل: كيف !!..
خالد: انت جاي علشان أحمد.. صح؟؟
عادل: ....
خالد: وش سالفتكم؟؟...
عادل: لا أبد.. خلاف بسيط وإانشالله بنحله..
أحس خالد بعدم ودية عادل..
سحب نفسه .. وانجر لمتابعة التلفاز..
بقي عادل يراقب أحمد..
نظر الى ساعته ...
مر الوقت بطيئا..
تجاهل أحمد وجود عادل..
انتهت لعبتهم .. هزم أحمد...
نهض أحمد بسخط .. نظر إلى عادل .. أخذ نفسا عميقا..
هم بمحادثة عادل .. ولكنه غير رأيه .. جلس أمام التلفاز ..
نهض عادل...
عادل: أحمد.. بالله بغيتك بكلمة راس ..
أدار أحمد رأسه الى عادل ببطء..
أحمد: وش بغيت ...؟
عادل: ابيك بسالفه..
أحمد: قل وش عندك .. ما بيني وبين الشباب شي...
عادل: أحمد.. ابيك بموضوع خاص..

نظر أحمد الى عادل..
نظر الى الشباب.. اطلق زفرة ساخنه وقال..

أحمد: معليش شباب.. شوي وراجع ...

نهض كل من عادل وأحمد..
خرجا الى الشارع ...
وقفا أمام سيارة عادل..

أحمد: يالله قل .. وش عندك ؟؟...
عادل: أحمد ليه ؟!..

أخرج أحمد سيجارة من جيبه .. هم بإشعالها..

عادل: مو انت بطلت من زمان .!!

رفع أحمد عينيه .. نظر إلى عادل بحده..

أحمد: أبطل وأرجع بكيفي ...
عادل: أحمد أنت..
أحمد: مهوب انت اللي تعلمني وش أسوي...
عادل: .....
أحمد: وش عندك .. قل ..
عادل: ابيك بمشوار..
أحمد: ايش!!..
عادل: علشان حق العشره .. تعال معي.. خل نطلع سوا..
أحمد: .....
عادل: عطني وجه .. لو بس الليله ...

استغرب أحمد من تصرف عادل .. لماذا يذل نفسه بالحظور الى هنا..
لماذا يكسر كرامته بكلامه معه ..

عادل: ارجوك.. تعال معي..

أطلق أحمد زفرة قصيره.. اطفاء سيجارته..

أحمد: اوكي.. دقيقه بستاذن من الشباب..

خرج الإثنان.. دار بينهما حوار حول دراسة أحمد..
حول أحوال المؤسسه..
كان أحمد يتهرب من حصار عادل..
في داخله كان يعلم بسوء سلوكه...
كان يعرف سعي عادل الى مصلحته...
ولكنه كان يجنح ...
كان ينكر ..
كان يعاند نفسه ...
يحاول ان يبعد عادل عن حياته..
وصل الاثنان الى مكان ليس بالغريب ..
نظر عادل الى ساعته...
كانت تشير الى التاسعه..
أحمد: وش جابك هنا !!
نظر عادل الى أحمد..
عادل: ليه ؟..وش فيه هالمكان ؟؟..
أدار أحمد عينيه .. نظر الى ذلك الرصيف .. كان ذلك المكان الذي تتمشى به ريم..

أحمد: عادل.. امش .. تحرك .. لا تجلسنا هنا ..
عادل: ليه ... مو انت تحبها ؟؟...

التفت أحمد الى عادل في حده وصرخ..
أحمد: كنت... كنت أحبها..
ظهرت في تلك اللحظه ريم من زاوية الشارع يدفع مقعدها سائق أجنبي...
كانت بكامل بريقها..
كانت مثل ماكانت دائما ...
زهرة ربيع جميله... تلفت الانظار.. بما في ذلك أنظار أحمد.. وقلبه..

عادل: كنت !! متأكد؟؟...
أحمد: ....
عادل: يا أحمد لا تكذب على نفسك...
صرف أحمد أنظاره عن ريم.. أنزل رأسه..
أحمد: ليه يا عادل.. ليه كذا .. حرام عليك .. والله حرام عليك..
عادل: ليه حرام علي .. الا حرام عليك .. حرام عليكم .. حرام تنتهون .. والله حرام تنتهون..
أحمد: ....
عادل: أحمد تحبها ولا لا؟؟؟
أحمد: وش يفيدك جوابي..

اسند رأسه الى المقعد ..
أحمد: كل شي إنتهى.. حبيتها او ما حبيتها .. ما راح أقدر أوصلها..
عادل: ليه ما تقدر توصل لها ؟!.. هذي هي قدامك.. انزل وكلمها..
أحمد: اكلمها !! أكلم وحده ما تطيقني !!...
عادل: أعتذر.. جرب أعتذر.. وش بتخسر ..!!
أحمد: أخسر كرامتي.. أخسر عزة نفسي ...

نظر عادل الى أحمد بحده ..

عادل: وانت شايف حالك مع شلة المصلحه فيه عزة نفس !!
أحمد: ....
عادل: اللي يحب لازم يضحي..
أحمد: ....
عادل: يضحي حتى بكرامته ... في سبيل انه ما يخسر اللي يحب ...
أحمد: ....
عادل: مابين المحبين عزة نفس...
أحمد: اعتذر !!..
عادل: ايه أعتذر .. وتذلل بعد .. خطاك كان كبير .. وأعتذارك لازم يكون أكبر...
أحمد: ....
عادل: أحمد.. انت جرب .. طعني وجرب .. وش بتخسر ...
قالها وابتسم بخفه..
نظر اليه أحمد ..
أحمد: ....
عادل: يالله عاد .. هذي فرصتك .. لا تضيعها ..
أحمد: طيب .. بجرب ..
عادل: يالله نزلنا ..
نزل الاثنان ..توجها بخطى واثقه خلف ريم ...
أحمد: طيب وهالعله السواق وش دبرته ..
عادل: ما عليك .. أنا بلقا له صرفه ...
سارا خلف ريم وسائقها...
وعادل يبحث عن فرصة لأحمد..
توقف أحمد..
أحمد: يبن الحلال .. هالسواق نشبه مالنا أمل..

أمسك عادل بيد أحمد وجره ..

عادل: تعال وما عليك .. والله لو أخطفه يا شيخ .. امش بس...

ابتسم أحمد بسخريه .. طاوع عادل واكملا السير..
انتظر عادل لحظة مناسبه..
انتظر مكانا خاليا من الناس..
وصلو الى مكان شبه مظلم.. هادئ ..ولم يكن به أحد...

عادل: وشي سيارتهم ؟؟
أحمد: ايش!!
عادل: اخلص بسرعه قبل لا يجي أحد.. وش سيارتهم..
أحمد: اااااااا .. الظاهر فان ..
عادل: اوكيك..استنا شوي..
أحمد: تعال !! وش بتسوي !!
خلع عادل غترته امسكها بيده .. رفع طرف ثوبه .. نظر الى أحمد وابتسم بخبث..
عادل: اصبر وشف ..
دفع عادل أحمد وطلب منه أن يقف في زاوية مظلمه..
ركض جهة السائق بسرعه وصرخ..
عادل: صدييييق صدييييييييييق...
السائق: !!! ايس في !!!..
وقف عادل عند السائق.. ركع ومثل دور أخذ الأنفاس ببراعه..
عادل: صديق .. انتا فيه سياره فان ؟؟
السائق : ايوه .. !! ايس في!!..
رفع عادل نظره الى السائق بعينين يملأهما الذهول ..
عادل: بسرعه بسرعه ..
السائق: !!! ايس في !!! ...
جر عادل السائق من يده ..
عادل: بسرعه .. هذا سياره ولع نار ...
السائق: ايس !!!!!
عادل: نار نار .. فاير فاير.. سياره ولع .. يالله بسرعه..
احتار السائق في أمره .. ماذا يجب أن يفعل !!!
نظر الى ريم في حيره ..
جره عادل من يده مصرا على خطورة الموقف..
انساق السائق مع عادل مذهولا وهو يتطلع الى ريم..
راقبت ريم الموقف في ذهول .. ودون ان تتكلم ..
ركض عادل وهو يشير الى السائق أن يتبعه..
وقف السائق للحظه..
نظر الى ريم..
السائق: ماما ريم .. سويه انا يجي..
وركض مسرعا خلف عادل...
مر عادل بجانب أحمد..
عادل: شف شغلك...
أحمد: خبل ..
ابتسم أحمد..
أحمد: والله انك خبل..
تجاوز السائق أحمد دون أن ينتبه له..
جلست ريم في ذلك الظلام..
تسألت في نفسها اين ذهب الناس..
شعرت بوحشه...
شاهدت شيئا يتحرك في تلك الزاويه..
خافت..
ريم: مين هناك ؟؟
خرج أحمد من الزاويه .. وتحرك بخطى بطيئه تجاه ريم..
كان الظلام يمنع ريم من تحديد معالم وجهه..
ريم: من انت ؟؟ وش تبي ؟؟
لم يجب أحمد .. وأكمل خطواته بهدوء..
خيم الرعب على قلب ريم..
وصل اليها أحمد.. وهي عاجزة عن تمييز ملامحه..
أدار كرسيها ودفعه..
ريم: هيه أنت !! وش تسوي.. والله لأزاعق وألم عليك الناس..
أحمد: تبين ازاعق معك ؟...
صعق ريم ذلك الصوت .. عرفته .. خفق قلبها بشده..
ارادت أن تتأكد من صاحبه..
توقف أحمد ..
لم تلتفت ريم اليه..
كان جزء منها يخاف ان يكون هو صاحب الصوت..
رغم ان قلبها تمنى ذلك...
جلس أحمد بجانبها..
نظر اليها..
لم تحرك نظرها اليه..
امعن في النظر الى عينيها...
تاه في بحرهما...


التعديل الأخير تم بواسطة زهرة حنــــان ; 10-04-03 الساعة 01:20 AM
زهرة حنــــان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس