عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-09, 02:21 PM   #25
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: سوق عكاظ-السبع المعلقات سوق عكاظ


قصيدة سما لك شوق الشاعر امرؤ القيس

--------------------------------------------------------------------------------

سما لك شوق

سَمَا لَكَ شوْقٌ بَعدَما كَانَ أَقصَـرَا
وَحَلّتْ سُلَيمَى بَطنَ فَـوٍّ فَعَرْعَـرَا
كِنَانِيّةٌ بَانَـتْ وَفِي الصَّـدرِ وُدُّهَـا
مُجَـاوِرَة غَسّـانَ وَالحَـيَّ يَعمَـرَا
بعَيْنـيَّ ظَعْنُ الحَيّ لَمّـا تَحَمّلُـوا
لَدَى جَانبِ الأفلاجِ مِنْ جَنبِ تيمُرَا
فشَبّهتُهُـم فِي الآل لَمّـا تَكَمّشُـوا
حَـدَائِـقَ دَوْمٍ أَوْ سفينـاً مُقَيَّـرَا
أوِ المُكْرَاعَاتِ مِنْ نَخيلِ ابنِ يَامِـنٍ
دُوَينَ الصَّفَا اللاَئِي يَليـنَ المُشَقَّـرَا
سَوَامِـقَ جَبّـارٍ أثِيـثٍ فُرُوعُـهُ
وَعالَينَ قِنْوَانـاً منَ البُسْـرِ أحمَـرَا
حَمَتْهُ بَنو الرَّبْـدَاءِ مِـنْ آلِ يامـنٍ
بأسْيَـافِهِـمْ حَتَّـى أقَـرَّ وَأوْقَـرَا
وَأرْضَى بَني الرَّبْدَاءِ وَاعتَـمّ زَهـرُهُ
وَأكمَامُـهُ حَتَّـى إِذَا مَـا تَهَصّـرَا
أطَافَتْ بِهِ جَيْـلانُ عِنْـدَ قِطَاعِـهِ
تَرَدّدُ فِيـهِ العَيـنُ حَتَّـى تَحَيّـرَا
كأنّ دُمّى شَفْعٍ عَلَى ظَهْرِ مَـرْمَـرٍ
كسَا مِرْبَدَ السّاجوم وَشياً مُصَـوَّرَا
غَرَائِرُ فِي كِـنٍّ وَصَـوْنٍ وَنِعْمَـةٍ
يُحَلِّيـنَ يَاقُوتـاً وَشَـذْراً مُفَقَّـرَا
وَرِيـحَ سَنـاً فِي حُقّـة حِمْيَرِيّـةٍ
تُخَصّ بِمَفرُوكٍ مِنَ المِسـكِ أذْفَـرَا
وَبَاناً وَأُلْوِيّـاً مِـنَ الهِنْـدِ ذَاكِيـاً
وَرَنْـداً وَلُبْنَـى وَالكِبَـاءَ المُقَتَّـرَا
غَلِقنَ برَهنٍ مِنْ حَبِيبٍ بِـهِ ادّعـتْ
سُلَيْمَى فَأَمْسَى حَبْلُـها قَـدْ تَبَتّـرَا
وَكَانَ لَهَا فِي سَالِفِ الدَّهـرِ خُلّـةٌ
يُسَارِقُ بالطَّـرْفِ الخِبَـاءَ المُسَتَّـرَا
إِذَا نَالَ مِنْـها نَظَـرَةً رِيـعَ قَلْبُـهُ
كَمَا ذَعرَتْ كأسُ الصَّبوحِ المُخَمَّـرَا
نَزيفٌ إِذَا قامَـتْ لِوَجْـهٍ تَمَايَلَـتْ
تُرَاشي الفّؤادِ الرَّخْـصَ ألاَّ تَخَتّـرَا
أأسْمَاءُ أَمْسَى وُدُّهَـا قَـدْ تَغَيّـرَا
سَنُبدِلُ إِنْ أَبدَلـتِ بالـوُدِّ آخَـرَا
تَذَكّرْتُ أهْلي الصّالحينَ وَقَدْ أتَـتْ
عَلَى خَمَلى خُوصُ الرِّكَابِ وَأوْجَرَا
فَلَمّا بَدَتْ حَوْرَانُ فِي الآلِ دُونِهَـا
نَظَرْتَ فَلَمْ تَنْظُـرُ بعَينِـك منظَـرَا
تَقَطّـعَ أسبَـابُ اللُّبَانَـةِ وَالـهَوَى
عَشِيّـةَ جَاوَزْنَـا حَمَـاةً وَشَيْـزَرَا
بِسَيـرٍ الـعَـوْدُ مِنْـهُ يَـمِـنّـهُ
أَخُو الجَهدِ لاَ يَلوِي عَلَى مَنْ تَعَـذّرَا
ولَمْ يُنْسِنِي مَا قَـدْ لَقِيـتُ ظَعَائِنـاً
وَخمْلاً لَهَا كالقهرِ يَوْمـاً مُخَـدَّرَا
كأَثْلٍ مِنْ الأَعرَاض مِنْ دُونِ بَيشَـةٍ
وَدُونِ الغُمَيـرِ عامِـدَاتٍ لِغَضْـوَرَا
فدَعْ ذا وَسَلِّ الـهَمِّ عَنكَ بِجَسْـرَةٍ
ذَمُولٍ إِذَا صَـامَ النَّهَـارُ وَهَجّـرَا
تُقَطَّـعُ غِيطَـانـاً كَـأنّ مُتُونَهَـا
إِذَا أَظهَرَتْ تُكسَى مُـلاءً مُنَشَّـرَا
بَعِيـدَةُ بَيـنَ المَنْكِبَيـنِ كَـأنّمَـا
ترَى عِندَ مَجْرَى الضَّفرِ هِرّاً مُشجَّرَا
تُطَايِرُ ظِـرّانَ الحَصَـى بِمَنَاسِـمٍ
صِلابِ العُجى مَلثومُهَا غَيرُ أَمعَـرَا
كَأنّ الحَصَى مِنْ خَلفِـهَا وَأمامِهَـا
إِذَا نَجَلَتهُ رِحلُها حَـذْفُ أَعسَـرَا
كَأنّ صَلِيلَ الـمَرْوِ حِيـنَ تُشِـذُّهُ
صَلِيـلُ زُيُـوفٍ يُنْتَقَـدْنَ بعَبقَـرَا
عَلَيها فَتـىً لَمْ تَحْمِلِ الأرضُ مِثْلَـهُ
أبَـرَّ بِمِيثَـاقٍ وَأوْفَـى وَأْصبَـرَا
هُوَ المُنْزِلُ الآلافَ مِنْ جَـوّ نَاعِـطٍ
بَني أَسَدٍ حَـزْناً مِنَ الأرضِ أَوْعـرَا
وَلوْ شَاءَ كَانَ الغزْوُ مِنْ أَرضِ حِميَرٍ
وَلَكِنّـهُ عَمْـداً إِلى الـرُّومِ أَنْفَـرَا
بَكى صَاحِبـي لَمّـا رَأَى الـدَّرْبَ
دُونَهُ وَأيْقَنَ أَنَّا لاَحِقَـانِ بقَيْصَـرَا
فَقُلتُ لَهُ : لاَ تَبْـكِ عَيْنُـكَ إنّمَـا
نُحَاوِلُ مُلْكـاً أَوْ نَمُـوتَ فَنُعْـذَرَا
وَإِنِي زَعِيـمٌ إِنْ رَجَعْـتُ مُمَلَّكـاً
بِسَيْرٍ تَـرَى مِنْـهُ الفُرَانِـقَ أَزْوَرَا
عَلَى لاَحِـبٍ لاَ يَهتَـدِي بِمَنَـارِهِ
إِذَا سَافَهُ العَوْدُ النُّبَاطـيُّ جَرْجَـرَا
عَلَى كُلّ مَقصُوص الذُّنَابِى مُعَـاوِدٍ
بَرِيدِ السُّرَى باللّيلِ مِنْ خَيلِ بَرْبـرَا
أقَبَّ كَسِرْحَـان الغَضَـا مُتَمَطِّـرٍ
تَرَى المَاءَ مِنْ أَعْطَافِهِ قَـدْ تَحَـدَّرَا
إِذَا زُعتَـهُ مِـنْ جَانِبَيْـهِ كِلَيْهِـمَا
مَشَى الهَيْدَبـى فِي دَفّـه ثُمْ فَرْفَـرَا
إِذَا قُلْـتُ رَوِّحْنَـا أَرَنَّ فُـرَانِـقٌ
عَلَى جَلْعَدٍ وَاهي الأَبَاجِـلِ أَبْتَـرَا
لَقَـد أنْكَرَتْنِـي بَعُلَبَـكُّ وَأهْلُـهَا
وَلابنُ جُرَيجٍ فِي قُرَى حِمصَ أَنكَرَا
نَشيمُ بُرُوقَ المُـزْنِ أَيـنَ مَصَابُـهُ
وَلا شَيءَ يَشفي مِنكِ يَا بنةَ عَفـزَرَا
مِنَ القَاصِرَاتِ الطَّرْفِ لَوْ دَبّ مُحْوِلٌ
مِنَ الذَّرّ فَوْقَ الإتْبِ مِنـهَا لأثّـرَا
لَهُ الوَيْلُ إنْ أمْسَـى وَلا أُمُّ هَاشِـمٍ
قرِيبٌ وَلا البَسباسَةُ ابنـةُ يَشكُـرَا
أَرَى أُمَّ عَمرٍو دَمْعُهَا قَـدْ تَحَـدَّرَا
بُكَـاءً عَلىَ عَمرٍو وَمَا كَانَ أَصْبَـرَا
إِذَا نَحْنُ سِرْنَا خَمسَ عَشـرَةَ لَيلَـةً
وَرَاءَ الحِسَـاءِ مِنْ مَدَافِـعَ قَيْصَـرَا
إذا قُلُتُ هَذَا صَاحِبٌ قَـدْ رَضِيتُـهُ
وَقَرّتْ بِهِ العَيْنَـانِ بُدّلـتُ آخَـرَا
كَذَلِكَ جَدّي مَا أُصَاحِبُ صَاحبـاً
مِـنَ النَّـاسِ إلا خَانَنِـي وَتَغَيّـرَا
وَكُنّـا أُنَاساً قَبـلَ غَـزْوَةِ قَرْمَـلٍ
وَرِثْنَا الغِنَى وَالمَجْـدَ أكْبَـرَ أكبَـرَا
وَمَا جَبُنَتْ خَيلِي وَلَكـنْ تَذَكّـرَتْ
مَرَابِطَهَـا فِي بَرْبَعِيـصَ وَميْسَـرَا
أَلاَ رُبّ يَـوْمٍ صَالِحٍ قَـدْ شَهِدْتُـهُ
بتَاذِفَ ذَاتِ التَّلِّ مِنْ فَوْق طَرْطَـرَا
وَلا مِثْلَ يَـوْمٍ فِي قَـذَارَانَ ظَلْتُـهُ
كَأَنِّي وَأَصْحَابِي عَلَى قَـرْنِ أَعْفَـرَا
وَنَشْرَبُ حَتَّى نَحسِبَ الخَيلَ حَوْلَنَـا
نِقَاداً وَحَتَّى نَحسِبَ الجَونَ أَشقَـرَا
فَهَل أَنَا مَاشٍ بَيـنَ شَـرْطٍ وحَيَّـةٍ
وَهَل أَنَا لاَقٍ حَـيَّ قَيْسِ بْنِ شَمَّـرا
تَبَصَّرْ خَليلي هَل تَرَى ضَوْءَ بَـارِقٍ
يُضِيء الدُّجَى باللَّيلِ عَنْ سَرْوِ حِمْيرَا
أجَارَ قُسَيْساً فالطُّهـاءَ فَمِسْطَحـاً
وجَوّاً فَرَوَّى نَخْلَ قيْسِ بْنِ شَمَّـرَا
وعَمْرُو بْمُ دَرْماءَ الـهُمامُ إِذَا غَـدَا
بِذِي شُطَبٍ عَضْبٍ كَمِشْيَةَ قَسْـوَرَا
وَكُنتُ إِذَا مَا خِفْتُ يَـوماً ظَلامَـةً
فَـإنَّ لَهَـا شِعْـباً ببُلْطَـةَ زَيْمَـرَا
نِيَـافـاً تَـزِلُّ الطَّيْـرُ قَذَفَـاتِـهِ
يَظَلّ الضَّـبَابُ فوقَـهُ قَدْ تَعَصّـرَا


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس