عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-09, 01:08 PM   #53
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


وأشدَّهم تسويفاً، حتى ضَرَبوا بِمَطْله المثلَ، فاتفق أنْ عاملَ الفضلَ بن عباس بن عُتْبة بن أبي لَهَب، وكان أشدَّ أهلِ زمانِهِ اقْتِضَاءً، فقال الناس‏:‏ ننظر الآنَ ما يصنعان، فلما حلَّ المالُ لزم الفضلُ بابَ عقرب، وشدّ ببابه حماراً له يسمى السَّحَاب، وقعد يقرأ على بابه القرآن، فأقام عقرب على المَطْل غيرَ مكترثٍ به، فعدل الفضلُ عن مُلاَزمة بابه إلى هِجاء عِرْضه، فمما سار عنه فيه قولُه‏:‏
قد تَجَرَتْ في سُوقِنَا عقربٌ * لا مَرْحَباً بِالْعَقْرَبِ التاجِرَهْ ‏[‏ص 148‏]‏
كلُّ عدوٍّ يُتَّقَى مُقْبلاً * وعقربٌ يُخْشَى من الدَّابِرَهْ
كل عدوٍّ كيدُهُ في اسْتِهِ * فغيرُ مَخْشِىٍّ ولا ضَائِرَهْ ‏(‏ويروى عجز البيت‏:‏ فغيره ليس الأذى ضائره‏)‏
إن عَادَتِ العقربُ عُدْنَا لَهَا * وكَانَتِ النَّعْلُ لَهَا حَاضِرَهْ
755- أتْعَبُ مِنْ رَائِضِ مُهْرٍ
هذا كقولهم ‏"‏لا يَعْدَمُ شَقِيٌّ مُهْرا‏"‏ يعني أن معالجة المِهارة شَقَاوة لما فيها من التعب، قلت‏:‏ وهذا كما يحكى أن امرأة قالت لرائضٍ‏:‏ ما أتعَبَ شأنَكَ‏!‏ حرفُتك كلها بالاست، فقال لها ليس بين آلتي وآلتك إلا مقدار ظفر‏.‏
756- أَتْلَي مِنَ الشِّعْرَى‏.‏
يعنون الشِّعْرَى العَبُورَ، وهي اليمانية، فهي تكون في طلوعها تِلْوَ الجَوْزاء، ويسمونها كلب الجَبّار، والجَبَّار‏:‏ اسم للجَوْزَاء، جعلوا الشعرى ككَلْب لها يتبع صاحبه‏.‏
757- أَتْيَمُ مِنَ المُرَقِّشِ‏.‏
يعنون المُرَقِّشَ الأصْغَر، وكان متيما بفاطمة بنت الملك المنذر، وله معها قصة طويلة، وبلَغ من أمره أخيرا أنْ قَطَع المرقش إبهامه بأسنانه وَجْدا عليها، وفي ذلك يقول‏:‏
ومَنْ يَلْقَ خيراً يَحْمَدِ الناسُ أمرَه * وَمَن يَغْوِ لا يَعْدَمْ على الغَيِّ لائما
ألم تَرَ أن المَرْءَ يَجْذِمُ كَّفُه * ويَجْشَمُ من لَوْمِ الصَّدِيقِ المَجَاشِمَا
أي يكلف نفسه الشدائدَ مخافةَ لوم الصديق إياه، وأتيم‏:‏ أفعل من المفعول، يقال‏:‏ تَامَهُ الحبُّ وتَيَّمه، أي عَبَّده وذلله، وتَيْمُ الله مثلُ قولك عبد الله، قال لَقِيط‏:‏
تَامَتْ فُؤَادَكَ لم يَحْزُنْكَ ما صَنَعَتْ * إحْدَى نِسَاءِ بَنِي ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَا
758- أَتْيَهُ مِنْ فَقِيدِ ثَقِيفٍ‏.‏
قالوا‏:‏ كان بالطائف في أول الاسلام أخَوَانِ فتزوَّج أحدُهما امرأةً من كُنَّة ثم رامَ سفَرا فأوصى الأخَ بها، فكان يتعهَّدُها كل يوم بنفسه، وكانت من أحسن الناس وَجْهاً، فذهبت بقلبه فَضَنِىَ وأخذت قوته حتى عجز عن المشي، ثم عجز عن القعود، وقَدِمَ أخوه فلما رآه بتلك الحال قال‏:‏ مالك يا أخي‏؟‏ ما تجد‏؟‏ قال‏:‏ ما أجد شيئاً غير الضعف فبعث أخوه إلى الحارث بن كَلْدَةَ طبيبِ العرب، فلما حضر لم يجد به علَّة من مرض، ووقع له أن ما به من عشق، فدعا بخمر ‏[‏ص 149‏]‏ وفَتَّ فيها خبزا، فأطعمه إياه ثم أتبعه بشَرْبة منها، فتحرك ساعةً ثم نغص رأسه ورفع عَقيرتَه بهذه الأبيات‏:‏
ألمَّا بي على الأبْيَا * تِ بِالْخِيفِ نَزُرْهُنَّهْ
غَزَالٌ ثَم يَحْتَلُّ * بها دُورَ بني كُنَّهْ
غَزَال أحْوَرُ الْعَيْنَيْن فِي مَنْطِقِةِ غُنَّهْ
فعرف أنه عاشق، فأعاد عليه الخمر، فأنشأ يقول‏:‏
أيها الجِيَرةُ اسْلَمُوا * وَقِفُوا كي تَكَلَّمُوا
خرجت مزنة من الـ* ـبَحْرِ ‏(‏البحر‏)‏ رَيَّا تُحَمْحِمُ
هِيَ مَا كُنَّتِي وتز * عُمُ أنِّي لَهَا حَمُ
فعرف أخوه ما به، فقال‏:‏ يا أخي هي طالق ثلاثا فتزوجْهَا، فقال‏:‏ هي طالق يوم أتزوجها، ثم ثاب إليه ثائب من العقل والقوة ففارق الطائف حضرا، وهاَمَ في البر فما رُؤي بعد ذلك، فمكث أخوه أياما ثم مات كَمَداً على أخيه، فضرب به المثل، وسمى فقيد ثقيف‏.‏
وأما قولهم‏:‏
759- أَتْيَهُ مِنْ أَحْمَقِ ثَقِيفٍ‏.‏
فهذا من التِّيِه الذي هو الصَّلَف، وأَحْمَقُ ثقيف هو يوسف بن عمر، وكان أمير العراقَيْنِ من قبل هشام بن عبد الملك، وكان أَتْيَهَ وأَحْمَقَ عربي أَمَرَ ونهى في دولة الإسلام، ومن حُمْقه أن حجاماً كان يحجمه فلما أراد أن يَشْرطه ارتعَدَتْ يَدُهُ، فأحسَّ بذلك يوسف، وكان حاجبه قائماً على رأسه، فقال له‏:‏ قل لهذا البائس لا تَخَفْ، وكان يوسف قصيراً جداً قَمِيئاً‏.‏ فكان الخياط عند قطع ثيابه إذا قال له يحتاج إلى زيادة أكرمه وحَبَاه ‏.‏ وإذا قال يَفْضُل شيء، أهانه وأَقْصَاه‏.‏
760- أَتْمَكُ مِنْ سَنَامٍ‏.‏
التُّمُوك‏:‏ الارتفاع والسِّمَن، والتامِكُ من الإبل‏:‏ العظيمُ السنامِ، وأتمكَهَا الكلأُ‏:‏ أي سَمَّنها، يعني الناقة‏.‏
761- أَتْيَسُ من تُيُوسِ تُوَيْتٍ‏.‏
قال حمزة‏:‏ هذا مَثَلٌ حكاه نحند بن حبيب ولم يذكر في أي موضع يجب أن يُوضَع، وتُوَيْت‏:‏ قبيلة من قبائل قريش، وهو تُوَيْت بن حَبيب بن أسد بن عبد العُزَّى قال‏:‏ وحكى أيضاً ولم يفسره أيضاً‏:‏
762- أَتَيْسُ مِنْ تُيُوسِ البَيَّاعِ‏.‏
قال حمزة‏:‏ فسألت عنه أبا الحسن النَّسَّابة الأصبهاني، فذكر أنه البَيَّاعُ بن عَبْدِ يالِيل بن نَاشِب بن غِيَرَة بن سَعْد بن لَيْث بن بكر ‏.‏ وبنتُه رَيْطَة بنتُ أم أبي أُحَيْحَةَ سَعيد بن العاص، ويُعَيرون به‏.‏ ‏[‏ص 150‏]‏
763- أَتْبَعُ مِنْ تَوْلَبٍ ‏.‏
التَّوْلَبُ‏:‏ الجَحْشُ ‏.‏ قال سيبويه‏:‏ هو مَصْرُوف لأنه فَوْعل، ويقال للأتان‏:‏ أم تَوْلَب ‏.‏ وقال ابن فارس‏:‏ لا يبعدُ أن تكون التاء في تَوْلَب واواً‏.‏ يعني أن أصله وَوْلَب من وَلَبَ يَلِبُ وُلُوباً إذا ذهب وتتبع، سمى به لأنه يَتْبَعُ الأمَّ‏.‏
764- أَتْوَى مِنْ دَيْنٍ ‏.‏
التَّوَى‏:‏ الهلاكُ ‏.‏ يقال ‏"‏تَوَى‏"‏ إذا هَلَك، وإنما قيل ذلك لأن أكثر الدُّيُون هالك ذاهب‏.‏
765- أَتْرَفُ مِنْ رَبِيبِ نِعْمَةٍ‏.‏
التُّرْفَة‏:‏ النعمة ‏.‏ والرَّبيبُ‏:‏ المَرْبُوب ‏.‏ يضرب للمنعَمِ عليه‏.‏
766- أَتْيَهُ مِنْ قَوْمِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏.‏
هذا من التِّيه بمعنى التَّحَيُّرِ، وأرادوا به مُكْثَهم في التِّيهِ أربعين سنةً‏.‏
767- أَتْوَى مِنْ سَلَفٍ‏.‏
السَّلَف والسَّلَم واحد ‏.‏ وهما ما أَسْلَفْتَ في طعام أو غيره ‏.‏ وهذا مثل ‏"‏أَتْوَى من دَيْنٍ‏"‏ وقد مر‏.‏
768- أَتَبُّ مِنْ أَبِي لَهَبٍ‏.‏
أي‏:‏ أَخْسَر، أخِذَ من قوله تعالى‏:‏ ‏{‏تَبَّتْ يَدَا أبي لهب‏}‏ والتَّبَابُ‏:‏ الْخَسَار والهَلاَك‏.‏
769- أَتْخَمُ مِنْ فَصِيٍل‏.‏
لأنه يَرْضَع أكثر مما يُطِيق ثم يتخم ‏.‏ وكان الأصل أن يقال‏:‏ أوْخَمُ من وَخِمَ يَوْخَمُ، إلا أنهم بَنَوْه من الاتخام توهُّما أن التاء أصلية كما تَوَهَّمُوها في التُّكَلة والتُّهَمة وأشباههما فألزموها التاء في التصغير والجمعِ فقالوا‏:‏ تُكَيْلَة وتُهَيْمة وتُكَل وتُهَم ‏.‏
770- أَتْعَبُ مِنْ رَاكِبِ فَصِيلٍ ‏.‏
لأنه غيرُ مَرُوضٍ‏.‏
المولدون‏.‏
تَوْبَةُ الْجَانِي اعْتِذارُهُ‏.‏
َتَزاوَرُوا وَلاَ تَجَاوَرُوا‏.‏
تَقَارَبُوا بالمَوَدَّةِ، وَلاَ تَتَّكِلُوا عَلَى القَرَابَة‏.‏
تَعَاشَرُوا كالإِخْوَانِ، وَتَعَامَلُوا كَالأجانِبِ‏.‏
أي ليس في التجارة مُحَاباة‏.‏
تَلَقَّاكَ سَبُعٌ وَلاَ تَلَقَّاكَ ذُو عِيالِ‏.‏ ‏[‏ص 151‏]‏
تَوَكَّلْ تُكفَ‏.‏
تَشْوِيشُ العِمَامَةِ مِنَ المُرُوءَةِ‏.‏
تَأَمُّلُ العَيْبِ عَيْبٌ‏.‏
تُجَازَي القُرُوضُ بأَمْثَالِهَا‏.‏
تَكَلْم فَقَدْ كَلَم اللّهُ مُوسَى‏.‏
تَفرِّقُ بَيْنَ المُسْلِمينَ الدَّرَاهِمُ‏.‏
تَجْرِي الرِّيَاحُ بِمَا لا تَشْتَهِي السُّفُن‏.‏
تُجَرِّئُنِي وَأَنَا حَرِيصٌ‏.‏
تَفُورُ مِنْ نِصْفِ خُوصَةٍ قِدْرُهُ‏.‏
تَخَلَّصْتُ مِنْهُ بِشَعْرَةٍ‏.‏
تَحَلُّمٌ ما لَمْ تَحْلُمْ بُهْتَانٌ عَلَى المَقادِير‏.‏
تَرَكْتُهُ كُرَةً عَلَى طَبْطَابٍ وَحَبَّةً عَلَى المِقْلَى‏.‏
تَرْكُ المُكافَأةِ مِنَ التَّطفِيفِ‏.‏
تَحْتَ هَذَا الكَبْشِ نَبْشٌ‏.‏
يضرب لمن يُرْتَاب به‏.‏
تأَلَّفِ النِّعْمَةَ بِحُسْنِ جِوَارِهَا‏.‏
تَحِلُّ لَهُ الْمَيْتَةُ‏.‏
يضرب للفقير‏.‏
تَرْكُ ادِّعاءِ العِلْم يَنْفِي عَنْكَ الحسَدَ‏.‏
تَاجُ المُرُوءَةِ التَّوَاضُعُ‏.‏
التَمَيُّزُ شُؤْمٌ‏.‏
التَّعْبِيرُ نِصْفُ التّجَارَةِ‏.‏
التَّسَلطُ عَلَى الممالِيكِ دَنَاءَةٌ‏.‏
التَّحَسُّنُ خَيْرٌ مِنَ الْحُسْنِ‏.‏
التَّقْدِيرُ أَحَدُ الكَاسِبَيْنِ‏.‏
التَّوَاضُعُ شَبَكَةُ الشَّرَفِ‏.‏
التِّينَةُ تَنْظُرُ إلَى التِّينَةِ فَتَيْنَعُ‏.‏
اْتَّقِ مَجَانِيقَ الضُّعَفَاءِ‏.‏
أي دَعَوَاتهم‏.‏
اتْبَعِ النُّبَاحَ وَلاَ تَتْبَعِ الضُّبَاحَ‏.‏
اتَّكَلْنَا مِنْهُ عَلَى خُصٍّ‏.‏
وهو جِدَار من قصب، يضرب في الخيبة‏.‏
التَّدْبِيرُ نِصْفُ المعِيشَةِ‏.‏ ‏[‏ص 152‏]‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس