عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-09, 01:01 PM   #46
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


• الباب الثالث فيما أوله تاء‏
o ما جاء على أفعل من هذا الباب‏
 الأمثال المولدة على هذا الباب
الباب الثالث فيما أوله تاء‏.‏
609- تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّلُه‏.‏
الظلل ههنا‏:‏ الكِنَاسُ الذي يستظل به في شدة الحر فيأتيه الصائدُ فيثيره فلا يَعُود إليه، فيقال ‏"‏ترك الظبي ظِلَّه‏"‏ أي موضع ظله‏.‏
يضرب لمن نَفَر من شيء فتركه تركاً لا يعود إليه، ويضرب في هَجْر الرجل صاحبَه‏.‏
610- تَرَكْتُهُ عَلَى مِثْلِ مَقْلَع الصَّمْغَةِ‏.‏
أي تركْتُه ولم يَبْقَ له شيء لأن الصَّمْغ إذا قلع لم يبق له أثر‏.‏
ومثله قولهم‏:‏
611- تَرَكْتُهُ عَلَى مِثْلِ لَيْلَةِ الصَّدَرَ‏.‏
وهي ليلة يَنْفِرُ الناسُ من منًى فلا يبقى منهم أحد‏.‏ ومثلُهما‏:‏
612- تَرَكْتُهُ عَلَى أَنْقَى مِنَ الرَّاحَةِ‏.‏
أي على حال لا خَيْرَ فيه كما لا شَعْرَ على الراحة‏.‏
وكلها يضرب في اصْطِلاَمِ الدهرِ الناسَ والمالَ‏.‏ ‏[‏ص 122‏]‏
613- تَرَكَ الخِدَاعَ مَنْ أَجْرَى مِنْ مائَةٍ‏.‏
أي من مائة غَلْوة، وهي اثنا عشر مِيلا، قال الأصمعي‏:‏ يجري الجُذْعَانُ أربعين، والثُّنْيَانُ ستين، والرّبَعُ ثمانين، والقُرَّحُ مائة، ولا يجري أكثر من ذلك‏.‏ وهذا من كلام قيس بن زُهَير، قاله لِحُذَيفة بن بَدْر يوم دَاحِس‏:‏ أي لو كان قَصْدي الخِدَاع لأجريت من قريب‏.‏
614- تمَامُ الرَّبِيِع الصَّيْفُ‏.‏
أي تظهر آثار الربيع في الصيف كما قيل‏:‏ الأعمال بخَوَاتيمها، والصيف المطر يأتي بعد الربيع‏.‏ يضرب في استنجاح تمام الحاجة‏.‏
615- تَرْكُ الذَّنْبِ أيْسَرُ مِنْ طَلَبِ التَّوْبةِ‏.‏
يضرب لما تركُه خيرٌ من ارتكابه‏.‏
616- تَرَكَنِي خِبْرَةُ النَّاسِ فَرْداً‏.‏
الخِبرة‏:‏ الاسم من الاختبار، ونصب ‏"‏فردا‏"‏ على الحال‏.‏
617- تَصْنَعُ فِي عَامَيْنِ كُرُزاً مِنْ وَبَرٍ‏.‏
الكرز‏:‏ الجُوَالق‏.‏
يضرب مثلا للبَطِئ في أمره وعمله‏.‏
618- تَجَنَّبَ رَوْضَةً وأحالَ يَعدُو‏.‏
يضرب لمن اختار الشقاء على الراحة، وأحال‏:‏ أي أقبل‏.‏
619- تَجُوعُ الحُرَّةُ وَلاَ تَأكُلُ بِثَدْيَيْهَا‏.‏
أي لا تكون ظِئْراً وإنْ آذاها الجوع، ويروى ‏"‏ولا تأكل ثدييها‏"‏ وأول من قال ذلك الحارث بن سليل الأسَدِي، وكان حليفا لعَلْقَمَة بن خَصَفة الطائي، فزارَُه فنظر إلى ابنته الزَّبَّاء - وكانت من أجمل أهل دهرها - فأعْجِبَ بها، فقال له‏:‏ أتيتُكَ خاطبا، وقد ينكح الخاطب، ويدرك الطالب، ويمنح الراغب، فقال له علقمة‏:‏ أنت كُفْءٌ كريم، يقبل منك الصَّفْو، ويؤخذ منك العَفْو، فأقِمْ ننظر في أمرك، ثم انكفأ إلى أمها فقال‏:‏ إن الحارث بن سليل سيدُ قومه حَسَبا ومَنْصِباً وبيتا، وقد خطب إلينا الزبَّاء فلا ينصرفَنَّ إلا بحاجته، فقالت امرأته لابنتها‏:‏ أيُّ الرجالِ أحبُّ إليك‏:‏ الكَهْلُ الجَحْجَاح، الواصِلُ المَنَّاح، أم الفتى الوَضَّاح ‏؟‏ قالت‏:‏ لا، بل الفتى الوضاح، قالت‏:‏ إن الفتى يُغِيرُك، وإن الشيخ يَمِيرُك، وليس الكَهْل الفاضل، الكثيرُ النائِل، كالحديث السنِّ، الكثير ‏[‏ص 123‏]‏ المَنِّ، قالت‏:‏ يا أمتاه إن الفَتَاة تحبُّ الفتى كحبِّ الرعاء أنِيقَ الكَلاَ، قالت‏:‏ أي بُنَية إن الفتى شديد الحِجاب، كثير العِتاب، قالت‏:‏ إن الشيخ يُبْلِي شبابي، ويدنس ثيابي، ويُشْمت بي أترابي، فلم تزل أمها بها حتى غلبتها على رأيها، فتزوجها الحارث على مائة وخمسين من الإبل وخادم وألف درهم، فابْتَنَى بها ثم رَحَل بها إلى قومه، فبينا هو ذاتَ يوم جالسٌ بفِناء قومه وهي إلى جانبه إذ أقبَلَ إليه شَبَابٌ من بني أسد يعتلجون فتنفَّست صُعَداء، ثم أرْخَتْ عينيها بالبكاء، فقال لها‏:‏ ما يُبْكِيكِ‏؟‏ قالت‏:‏ مالي وللشيوخ، الناهضين كالفُرُوخ، فقال لها‏:‏ ثَكِلَتْكِ أمُّكِ تَجُوع الحرة ولا تأكل بثدييها‏.‏
قال أبو عبيد‏:‏ فإن كان الأصل على هذا الحديث فهو على المثل السائر ‏"‏لا تأكل ثدييها‏"‏ وكان بعضُ العلماء يقول‏:‏ هذا لا يجوز، وإنما هو ‏"‏لا تأكل بثدييها‏"‏
قلت‏:‏ كلاهما في المعنى سَوَاء، لأن معنى ‏"‏لا تأكل ثدييها‏"‏ لا تأكل أجْرَةَ ثدييها، ومعنى ‏"‏بثدييها‏"‏ أي لا تعيش بسبب ثَدْييها وبما يُغِلاَّن عليها‏.‏
ثم قال الحارث لها‏:‏ أما وأبيك لرُبَّ غارةٍ شهدتها، وسَبِيَّة أردفتها، وخَمْرة شربتها، فالحقي بأهلك فلا حاجة لي فيك، وقال‏:‏
تَهَزَّأت أنْ رَأتْنِي لابساً كِبَراً * وغايةُ الناس بين المَوْتِ والكِبَرِ
فإن بقيتِ لقيتِ الشَّيْبَ راغمَةً * وفي التعرُّفِ ما يمضي من العِبَرِ
وإن يكن قد عَلاَ رأسي وغَيَّره * صَرْفُ الزمانِ وتغييرٌ من الشَعرِ
فقد أرُوحُ للذَّاتِ الفَتَى جَذِلا * وَقَدْ أصِيبُ بها عِيناً من البَقَرِ
عَنِّي إليكِ فإني لا تُوَافِقُنِي * عُورُ الكلام ولا شُرْبٌ على الكَدَرِ
يضرب في صيانة الرجل نفسه عن خسيس مكاسب الأموال‏.‏
620- تَحْسَبُها حَمْقَاءَ وَهْيَ باخِسٌ‏.‏
ويروى ‏"‏باخسة‏"‏ فمن روى باخس أراد أنها ذات بَخْس تَبْخَسُ الناسَ حقوقَهم، ومن روى ‏"‏باخسة‏"‏ بناه على بَخَسَتْ فهي باخسة‏.‏
يقال‏:‏ إن المثل تكلم به رجلٌ من بني العَنْبَر من تميم، جاورته امرأة فنظر إليها فحسبها حمقاء لا تعقل ولا تحفظ ولا تعرف مالها، فقال العنبري‏:‏ ألا أخْلِطُ مالي ومَتَاعي بمالها ومتاعها ثم أقاسمها فآخذ خيرَ متاعها ‏[‏ص 124‏]‏ وأعطيها الرديء من متاعي، فقاسمها بعد ما خَلَط متاعه بمتاعها، فلم ترض عند المُقَاسَمة حتى أخَذَتْ متاعها، ثم نازعته وأظهرت له الشكوى حتى افْتَدَى منها بما أرادت، فعُوتِبَ عند ذلك، فقيل له‏:‏ اخْتَدَعْتَ امرأة، وليس ذلك بِحَسَنِ، فقال‏:‏ تحسَبُها حَمْقَاء وهي باخسة‏.‏
يضرب لمن يتباله وفيه دهاء‏.‏
621- تَرَكْتُهُ فِي وَحْشِ إِصْمِتَ، وَبِبَلْدَةِ إِصْمِتَ، وَفي بَلْدَةِ إِصْمِتَةَ‏.‏
أي في فلاةٍ‏.‏ يضرب للوَحِيد الذي لا ناصر له‏.‏
622- تَركْتُهُ باسْتِ المَتْنِ‏.‏
المَتْن‏:‏ ما صَلُب من الأرض، أي تركته وحيدا‏.‏
623- تَاللّهِ لَوْلاَ عِتْقُهُ لَقدْ بَلِىَ‏.‏
العِتْق‏:‏ العَتَاقة، وهي الكَرَم ‏.‏يضرب للصَّبُور على الشدائد‏.‏
624- تَذَكَّرَتْ رَيَّا وَلَداً‏.‏
رَيًّا‏:‏ اسم امرأة ‏.‏ يضرب لمن يَتَنَبَّهُ لشيء قد غَفَل عنه‏.‏
625- تَعْجِيلُ العِقابِ سَفَهٌ‏.‏
أي إن الحليم لا يعجل بالعقوبة‏.‏
626- تَشَدَّدِي تَنْفَرِجِي‏.‏
الخطاب للداهية‏:‏ أي تَنَاهِي في العظم والشدة تذهبي ‏.‏ يضرب عند اشتداد الأمر‏.‏
627- تِيهُ مُغَنٍّ وُظَرْفُ زِنْدِيقٍ‏.‏
يروى هذا عن أبي نُوَاس، وأراد بقوله ‏"‏ظَرفُ زنديق‏"‏ مُطيعَ بن إياس، ولَقَّبه بذلك بشار بن برد، وكان إذا وصَف إنساناً بالظَّرْف قال‏:‏ أظْرَفُ من الزنديق، يعني مُطيعاً، لأن من تزندق كان له ظَرْف يُبَاين به الناس، ومن قال ‏"‏فلان أظرف من زنديق‏"‏ فقد غلط‏.‏
628- تَسْألُني بِرَامَتَيْنِ سَلْجَماَ‏.‏
رَامة‏:‏ موضع بقرب البَصْرة، والسلجم‏:‏ معروف، قال الأزهري‏:‏ هو بالسين غير معجمة، ولا يقال شلجم ولا ثلجم، وضم رامة إلى موضع آخر هناك فقال ‏"‏برامتين‏"‏ كما قال عنترة‏.‏
شَرِبَتْ بماء الدُّحْرُضَيْنِ*
وإنما هو وَسِيع ودُحْرُض، وهما ماآن أو موضعان، فثنى بلفظ أحدهما، كما يقال‏:‏ القَمَرَان، والعُمَرَانِ‏.‏
يضرب لمن يطلب شيئاً في غير موضعه‏.‏ ‏[‏ص 125‏]‏
629- تَجَشَّأ لقمانُ مِنْ غَيْر شِبَعِ‏.‏
تجشَّأ‏:‏ أي تكلَّف الجْشاَء ‏.‏ يضرب لمن يَدَّعي ما ليس يملك‏.‏
ويقال ‏"‏تجشَّأ لقمان من غير شِبَع، من عُلْبَتَين وثمانٍ ورُبَع‏"‏ قال أبو الهيثم‏:‏ فهذه عشر علب مع رُبَع لم يَعُدَّها لقمان شيئاً لكثرة حاجته إلى الأكل وقد تجشأ تجشُّؤ غير الشبعان‏.‏
630- تُخْبِرُ عَنْ مَجْهُولِه مَرْآتُهُ‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس