عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-07, 01:27 PM   #8
 
الصورة الرمزية حــــر

حــــر
محرر في زهرة الشرق

رقم العضوية : 2410
تاريخ التسجيل : Nov 2004
عدد المشاركات : 2,204
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حــــر
رد: «`׉]¦[ الأدَبْ الفِلِسْطِيْنِـــــيْ ]¦[‰×`»


(النخبة الرسمية): وهؤلاء بالأصل سياسيون وكوادر مرتفعة، كلّما ارتفعت مكانتهم التنظيمية والحزبية ارتفعت معها تلقائياً، بما يشبه الترفيع الزمني، مكانهتهم الأدبية، فالمشهد الأدبي فضفاض متسامح يحتوي بعداً زمنياً يلجه هؤلاء بحكم تواجدهم في النسيج الاجتماعي لا بإنجازهم. ولذلك فهم أعضاء لجان مركزية وأمانات عامّة ومجالس وطنية ومكاتب سياسية وأقاليم.. الخ، ويمكن توزيعهم على مؤسسات رسمية أو شبه رسمية أو حركية أو تنظيمية أو ملحقات بأجهزة. وهؤلاء ترقّوا في أدبهم كما في مواقعهم تلقائياً، ويلفت الانتباه تقلّب مواقفهم، فقد يحدث لأحدهم أن يكون موالياً أو منتمياً، ثم ينقلب إلى حال أخرى. وقد يكون (نقدياً) تجاه المؤسسة الرسمية ثم يصير أحد أركانها، أو يكون نقابياً ثم ينتقل للرسمية، أو العكس من الرسمية للنقابية. وقد يجمع بين الصفات المتعارضة كلّها! وهم قريبون من الإعلام المرئي والمسموع والمقروء. وبديهي أن هؤلاء مرحّب بهم من قبل الفئات السابقة نظراً للتكريس –التواطؤ- المتبادل، ويمكنهم نشر أي شيء يكتبونه، وسيجدون بسهولة من يسوّق لهم. وسمتهم أنّهم شعراء في الغالب، فإن لم يكونوا فهم بعيدون عن الجنس الأدبي.

المهمّشون: ينقسمون على قسمين: القسم الأول: عاديون يبحثون عن مكان لهم، أي مكان، في الوقت الذي لا يمتلكون ما يقولونه في الأدب وغيره، فتجدهم محررين في صغار الصحف والمجلات والنشرات الدورية، لكنهم يتمتعون بميّزة غريبة لا يستطيعون استثمارها بحكم تكوينهم وهي اتّصالهم مع المجتمع في أكثر نقاط اتّصال معه، ويكون مجتمعهم قريباً من الناس لابتعاد الأدباء ذوي المكانة عنهم يميلون إلى المهنيات والخبريات والتقارير والتحقيقات العلمية والبيئية؛ أو جادون يقدّمون مساهماتهم الفردية ذات القيمة العالية ما تيسّر النشر لهم لكنهم من دون ارتباط بأية أجسام، وعلاقاتهم مع الذين سبقوا ضمن الحد الأدنى لهذا فهم غير معروفين. ومنهم –القسم الثاني- فئة معروفة خارج الحيّز المحلّي لأسباب سياسية حزبية أو رؤيوية (من الرأي)، وليسوا معروفين محلّياً لانغلاق الأبواب أمامهم عن تعمد. ويميلون في معظم نتاجهم إلى الفكر.

الملتزمون دينياً: وهؤلاء رغم ورودهم جزئياً فيمن سبقوا، منفصلون تماماً عنهم، ومنهم مَن لا يعترف من الأجناس الأدبية إلا بالشعر، والتراثي منه. ومنهم مَن له توجّهات عقائدية حديثة، حزبية، تحاول أن تستحدث طريقاً جديداً –حتى في الأدب- بناءً على نماذج مثل حزب الله. وهم يتركّزون في مواقع الإنترنت المختلفة غير معروفين بشخوصهم نظراً لعلاقاتهم التنظيمية المحظورة، انتقائيون في نصوصهم الأدبية المنشورة، معظمها تاريخي، يهتمون بالأجناس القولية ويتابعون الكتب والدراسات من دون الفنون التشكيلية والأدب، وقد بدأوا بتشكيل دور نشر خاصّة بهم تهتم، جانبياً، بالأدب، خاصة الرواية والقصّة. وبعضهم متّصل جانبياً بمؤسسات دينية كالأوقاف والمساجد على أن تأثير هؤلاء محدود جداً.

العمليون: وهؤلاء متأقلمون يبحثون عن الإفادة ملوّنون قريبون إلى الأدب كما يُفترض بمحيطه أن يكون مستقلاً محترفاً (لديهم للكتابة، لا الجنس الأدبي)، ومعظمهم حديثو العهد لا يكتبون نصّاً واحداً من أجل سواد عيني النص أو الرغبة في التعبير عن الذات أو إثارة قضية، بل تكون وجهتهم الكتابية –القصصية أو الروائية أو المسرحية- محددة سلفاً وبتوقعات مجزية مالياً بحيث أنّك لو تتبعتهم فلن تجد نصّاً في جريدة أو مجلة تنشر النصوص دون مقابل، بل لن تجد نصّاً لم يُكتب خارج مناسبة محددة سلفاً. ويعتمدون على علاقاتهم المهنية مع الجهة المقابلة كالمونتاج وإخراج الصحف والمجلات والكتب، والعمل في المجلّة ذاتها، ويُعرفون أيضاً من خلال الأنشطة كالندوات واللقاءات والمناسبات التي يتبناهم فيها ناقد ما أو مؤسسة يحسبون عليها، وإذا نشروا فمن خلال مجلة (مرموقة)، وكثيراً ما يُعد أحدهم كاتباً لمحض النص الواحد (القصير أيضاً) والنصّين، خاصة إذا كانوا كاتبات. أهم صفة لهم أنّهم لا ينحازون لجنس أدبي معيّن، بل يكتبون في أي جنس يبدو مجدياً فيتنقلون بين الشعر والقصّة والرواية والمسرح والسيناريو. وهم أيضاً لا يعرفون قومية بعيّنها أو فكراً ما، يمكنهم أن يكتبوا مع –أو لـِ- صهاينة أو أوروبيين أو فلسطينيين، بالعربية أو العبرية أو الإنجليزية. وبسبب ظروفهم الجيوسياسية التي تضعهم في حيّز محايد إلى حد بعيد قابل للاستقطاب والجذب والاستغلال (من جميع الأطراف) فإن صلاتهم أخطبوطية واسعة جداً، وكلّهم تقريباً حصلوا على منحات سفر أو إقامة أو تعليم أو تفرّغ، أو أكثر من واحد مما سبق، وبصرف النظر حتى عن الجهات ولو تناقضت.. ولهم نمط شخصية يكاد يكون موحّداً، فهم يعانون من الفوقية تجاه محيطهم أو أصولهم والدونية تجاه الآخرين، مع تبني النزعات الجديدة، ويعانون من أزمة هوية شديدة الوطأة تصل بهم حد الانفصام.

الصحافة الصفراء المتّصلة بصحف ومواقع في أمريكا تحديداً. مجهولون لا ينشرون بأسمائهم ومتوارون وهم ملاحقون من قبل أجهزة الأمن، لكنّهم على الأغلب صحافيون عاملون وظيفياً في أجسام قائمة، ولا علاقة لهم بالأدب، يظهر هذا من أساليبهم ولغاتهم ومفرداتهم.

خلاصة:
وكما نلاحظ، فالمشهد الأدبي صحافي بالدرجة الأولى، ولا يتمتع بأي درجة مقبولة من الاستقلالية عنه. وباستثناء المنعزلين الذين أشرنا إليهم، تجد الكثير من الفئات السابقة متداخلة بنيوياً: فمدير دائرة ما في مؤسسة رسمية أدبية، هو ذاته المسؤول عن تحرير ملحق ثقافي، ومؤسس في جسم ثالث، وعلى اتّصال مباشر مع جسم رابع. وذاك سكرتير هنا ومدقق هناك ومدير تحرير في جسم ثالث. ومدير تلك المؤسسة له فندقه الذي تعقد الندوات والأنشطة فيه، والأكاديمي عضو جسم نقابي وعضو هيئة تحرير في ثالث ومؤسس لرابع. والصحفي مراسل بالسر أو العلن لغير صحيفة، ولجنة تلك المؤسسة أو مجلسها سبق أن انتفعت ممن تنفعهم الآن، وضيف الأمسية هو فرد سابق من الهيئة التي أقامتها، وكذلك الحال في بقية المشهد، مع العلم أننا لم نتناول إلا الأدب لا الفن التشكيلي ولا المسرح ولا السينما.. الخ. بالنسبة للعلاقات مع الخارج الأدبي فهي إعلامية من حيث جوهرها. إمّا أن تكرّس شخصاً لأنّه موضوعاته ليبرالية أو حسّية (خاصة الكاتبات) أو متساوقة فكرياً وسياسياً، أو تبحث عن محض تمثيل للساحة المنشودة بحسب ما يظهر منها دون تدقيق في الخلفيات أو الدوافع أو العلاقات أو الملابسات، فما يهمّها منها أن تكمل مساحات فيها. لا أعرف إذا كان هذا حال جميع بقاع الأرض، لكنّي أشك في هذا، وأستشعر سوداوية هائلة. بالنسبة لي المشهد الأدبي (أو المجتمع الأدبي) شبكة مرعبة تدفعني إلى الابتعاد ولا أطمع منها إلا بالحد الأدنى: النشر. والسؤال المؤلم الذي يظل يخطر لي: إذا لم تكن، أو تستطع أن تكون، في أية فئة، فأين –ومنّ وكيف- أنت؟؟
.


توقيع : حــــر
بكيت وهل بكــاء القلب يجدي فراق أحبـــتي وحنيـــــن وجدي
فما معنى الحيـــاة إذا افترقنـا وهل يجدي النحيب فلست ادري
فلا التذكار يرحمني فأنســى ولا الاشواق تتركنــي لنــومــي
فراق أحبتي كم هــز وجدي وحتى لقائهم سأضــــل أبكــــي

أبي وأمي .. رحمكم الله وجعل مثواكم الجنان .. اللهم ءامين


زهرة الشرق

حــــر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس