عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-07, 01:21 PM   #6
 
الصورة الرمزية حــــر

حــــر
محرر في زهرة الشرق

رقم العضوية : 2410
تاريخ التسجيل : Nov 2004
عدد المشاركات : 2,204
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حــــر
رد: «`׉]¦[ الأدَبْ الفِلِسْطِيْنِـــــيْ ]¦[‰×`»


نظرة هيكلية في الأدب الفلسطيني

كنت أتمنى لو أحيل آرائي إلى أصلها الواقعي مباشرة وبالأسماء أيضاً لأثير أكبر قدر ممكن من النقاش علّ شيئاً يتغيّر، لكن عملاً كهذا لن يكون حكيماً فوق أنّه سيتسبب بمشكلات لا حصر لها. لي الآن سبع سنوات في عالم النشر والإصدارات وهي فترة قليلة إذا قارنتها مع الكتّاب الآخرين. مع ذلك يثقلني جداً ما عاينته كما لو أنني كهل يحمل على ظهره حملاً ثقيلاً.

المشهد في أصله

لأبدأ بالسؤال: كيف يتكون المشهد الأدبي في بلد ما؟ قبل الاحتكاك المباشر مع عالم الأدباء والكتّاب كانت إطلالتي عليه من خلال الكتب. مبدئياً كنت متابعاً لما صدر ويصدر من خلال وسط مستنير نسبياً: ثقافي/طلابي/ سياسي. وتحسب في البداية أنه وسط فلسطيني خاص ببيئته المحددة، ثم تكتشف مع الوقت أنّه على اتّصال، ربما أكثر من أي مكان آخر، مع محاور التأثير المختلفة، سياسية وثقافية وأدبية ليس فلسطينياً فحسب، بل وعربياً أيضاً. وكثير من الأدباء العرب المعروفين كانوا ضمن برامج ثقافية حزبية لبعض التنظيمات الفلسطينية (إذا لم تكن كلّها)، وكانوا (يُدرّسون) بهذه الصفة، أي أنّه متقارب مع التنظيم المعيّن، والقائمة أطول من أن يتم حصرها. ولا غرابة لأن الأوساط الأدبية هي ذاتها، مع شيء من التعديل، الأوساط التنظيمية والثورية على امتداد العالم العربي، وغالبية ضخمة من الأدباء هم (ثوريون) أيضاً. وأظن أن هذا الأمر يختلف عنه في العالم الغربي أو بعض المجتمعات العربية التي حظيت نسبياً بحياة أدبية طبيعية، فالثورية في العالم الغربي ليست بالضرورة سياسية أو حزبية. والكتب التي كانت تصلني أو أقتنيها أو أطالعها في المكتبات العامة والخاصّة كانت تقدّم لي رؤية جيّدة للمشهد، فقلائل هم الأدباء –الفلسطينيون- الذين تعرّفت إليهم ولم تكن لدي فكرة قديمة عنهم من خلال كتبهم، وحتى الذين لم أعرفهم فقد كانوا في غالبيتهم من الشعراء، واهتمامي بالشعر لم يكن قوياً مع أنني أقرأه وأتذوّقه ولكني لا أحب أغلب المعاصر منه، خاصة الفلسطيني. وبعكس ما هو شائع، فإنني أرى في شعرنا موطن ضعف، وأرى كثيراً من الشعراء الفلسطينيين المعروفين مجيّرين لأسباب غير أدبية ترتد في معظمها لعلاقتهم بـ (م ت ف)، بما تنطوي عليه من سقف يتقاطع –وهذه أسباب ثانية- مع توجّهات فكرية مختلفة ليست بريئة، واستحواذ إعلامي، وإرث كل ما سبق والذي لم يتم التحرر منه بعد.


سياسة أم أدب؟

وليس بوسعي إيجاد شاعر فلسطيني حديث، أنجز شيئاً من الفنّية، ليس منحازاً فكرياً/حزبياً سلفاً (وبالتالي تنظيمياً أو سياسياً) بحيث أن تجربته الأدبية لم تكن العامل الأول في تقديمه وانتشاره. ومثلما كانت المؤسسة السياسية رافعة للأدب تستخدمه، فقد كان الفكر رافعة أخرى لكثير منهم، خاصة متنبّيي العصر الجديد.. الكثيرين! فأرى على سبيل المثال في (أبرز) الشعراء الفلسطينيين -على ما هو سائد- شاعراً فصّلت على مقاسه معايير نقدية أكثر مما أنجزت تجربته، ولا أزال أحسّ كلّما قرأت له أنّه يلعب لعبة كبيرة ذات أصول استهلاكية وحرفية وجدلية (من الجدل: بمعنى الديالكتيك اللفظي) وانتهازية وإعلامية وسياسية خاصة في قصائده الأخيرة التي ركب فيها على ظهور شهداء وأطفال، مثلما ركب قبلها على ظهر المقاومة (وعندما لم تعد مجدية وتكشّف عيبها في الأدب تنصّل –بوضوح- منها). ومجدداً لا غرابة لأن ظهوره، بدايته الفعلية، قُدِّر لها أن تكون على يد ثوري سياسي يصنّف الساحة إلى مع وضد، ويريد اكتساب كل مَن يستطيع اكتسابهم، خاصة أولئك المتورّطين مع المعسكر الخصم.. بالنسبة لي شعره –وأسباب انتشاره- تعود إلى أصله "الراكاحيّ" والذي لم يكن غريباً عليه أن يصير –في تطور طبيعي- (م ت ف).. فالأوّل صهيوني و-رأيي في- الثانية أنّها مهادنة لدرجة التصهين، ولا أرى في الأفق أملاً ما دامت باقية واعتقد أن بديلاً أصيلاً في مشاربه وفكره وبنيته وأساليب عمله وشخوصه وأدبه وثقافته، آخذ بالتبلور..


توقيع : حــــر
بكيت وهل بكــاء القلب يجدي فراق أحبـــتي وحنيـــــن وجدي
فما معنى الحيـــاة إذا افترقنـا وهل يجدي النحيب فلست ادري
فلا التذكار يرحمني فأنســى ولا الاشواق تتركنــي لنــومــي
فراق أحبتي كم هــز وجدي وحتى لقائهم سأضــــل أبكــــي

أبي وأمي .. رحمكم الله وجعل مثواكم الجنان .. اللهم ءامين


زهرة الشرق

حــــر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس