بدأ مسلسل المساء
بأحداثه المضطربة جاء
بقصته الجوفاء
وبطلته العرجاء
وأعمدته العوجاء
..................
بدأ مسلسل المساء
مخرجه أطار من عيوننا الرجاء
وجعل كل شعاراتنا...هراء
وذهبت معانينا ومبادئنا هباء
...............................
بدأ مسلسل المساء
وقد وُضعت به..الخلفيات الحمراء
وفي الأفق دبابات..بأصواتها الغوغاء
وسماء ملتهبة...وأرض عجفاء
................................
بدأ مسلسل المساء
ببطلٍ...قابع في الصحراء
كان بطلاً بالقديم..لكن اندثر بين الأحياء
والآن ... فقط يبحث عن قطرة ماء
ويبحث في مكان مقفر..عن إيواء
بعد حياته بالجنة..يحيا الآن بأرضٍ جرداء
هو وطني العربي..وهو مسكين أعياه البكاء
ظلّ يبحث عن نصرٍ...عن احتواء
فما وجد إلاّ نكران..ونيران أسلحةٍ هوجاء
فلا عادت تراه تلك العيون العمياء
ولا تسمعه تلك الأذن الصمّاء
.............................
بدأ مسلسل المساء
لن يُذاع فقط بالمساء
بل في كل وقتٍ..وبكل قنوات الفضاء
بكل اللغات..بكل اللهجات..وبكل الأنحاء
لكن الأكثر..بلغة الدرّ الكامن في الأحشاء
بالعربية..لغة البطل ومن معه من آباء وأبناء
حتى يروا ويسمعوا..وربما تعلموا من الأشياء أشياء
وإن أصاب الممثلين به..الإعياء
يأتون بغيرهم..حتى يكملوا مسلسل الفناء
فالعرض لا يجب أن يتوقف...
فقد تعب فيه..مؤلفه..ومخرجه..وكافة الأعضاء
ونحن نشاهد فقط..ليس من حقنا النقد..فهذا غباء
وربما طبعوا منه بطاقات..حتى نكتب عليها إهداء
ونرسلها لكل الأحباب..والأقارب..والأصدقاء
وقتها..علينا أن نشكرهم..بكل عبارات العرفان..
وربما أتبعناها...ببعض الانحناء...

كتبت وقد أيقنتُ يوم كتابتي..بأنَ يدي تفنى ويبقى كتابها....
فإن كتبَت خيراًستُجزى بمثلهِ..وإن كتبَت شراً... فعليها حسابها.......