عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-20, 11:59 PM   #12
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: نخيل العراق تبكي دجله والفرات


الزراعة العراقية:الثروة المنسية


تاريخ النشر 17/05/2009 06:00 am




43 مليون دونم بلا رعاية

منذ مطلع التسعينيات من القرن الفائت, ومع فرض الحظر الاقتصادي على العراق, الذي شمل الصادرات النفطية, استهلكت اطنان من الورق في الحديث عن القطاعات الانتاجية في العراق, والتي يمكن الاعتماد عليها في توفير ناتج وطني يسد الانفاق العام في البلاد. الا ان الكلام الذي تراوح بين التركيز على القطاع الزراعي والصناعي والسياحي بقي حبراً على ورق, نظرا لما تحتاجه الصناعة من رؤوس اموال وخبرات، وما تحتاجه السياحة من اموال ووضع امني مستقر طالما افتقر العراق له. أما القطاع الزراعي فهو الامل الوحيد في الانتعاش وتوفير ناتج محلي منطلقين في ذلك على توافر الارض الصالحة للزراعة والماء واليد العاملة والاسواق, إذ يمتلك العراق 43 مليون دونم صالحة للزراعة، ومياهاً جوفية يمكن الاعتماد عليها بدلا من الحديث الطويل عن الجفاف ونقص كمية المياه في نهري دجلة والفرات، إضافة الى مشروع بزل واستصلاح الاراضي العملاق، المصب العام في الفرات الاوسط, اما الأيدي العاملة فهي متوفرة سواء كانت متخصصة كالمهندسين الزراعيين و خبراء البذور والزراعة او غير متخصصة كالفلاحين والمزارعين وعمال الجني والحصاد الذين هجروا الارض حاليا وبدأوا العمل في صفوف الجيش والشرطة، او انضموا الى قوافل البطالة.
ابرز المشكلات التي تعيق تطوير هذا القطاع يمكن ان تقسم الى محورين، الاول: التكنولوجيا الحديثة, والمتمثلة في المكننة الزراعية ومنظومات الري الحديثة والبذور المحسنة, ويشكل هذا المحور العصب الرئيس في اتلاف قطاع الزراعة في العراق وتأخرها، ولعل وقوف المصرف الزراعي ووزارة الزراعة متفرجين على الوضع الذي يتدهور اكثر يوما بعد يوم يشكل الطامة العظمى التي يفترض ان تنتهي مع اطلاق مبادرة رئيس الوزراء الزراعية. اما المحور الثاني فهو التشريعي والذي يحتاج الى وقفة قانونية حقيقية من المشرع العراقي يحد فيها من استيراد الفواكه والخضار من دول الجوار، بالتزامن مع نزول مزروعاتنا الى الاسواق، على الاقل لضمان تسويق المنتج العراقي الذي ارتفعت اسعاره بسبب المحور الاول، وفرض رسوم جمركية وضرائب على المستورد الاجنبي من المزروعات لضمان وصولها بأسعار اعلى من اسعار المنتج المحلي الذي يتيح لها منافسة الاجنبي. ويبقى مشروع اعادة احياء الجمعيات الفلاحية لتأخذ على عاتقها توزيع الاسمدة والبذور على الفلاحين للارتقاء بحجم الغلة الزراعية ونقل المنتجات المحلية الى الاسواق وتنظيم الفلاحين حلقات لتقسيم انواع المزروعات في ما بينهم وتخصيصهم كل بما يجيده ويصلح لزراعة ارضه. لهذا كله اهمية كبيرة في تطوير الواقع الزراعي الذي يسير الى مجهول. ولا بأس هنا ان تتدخل الدولة لاحياء مشروع العقود الزراعية مع الفلاحين متوسطة الامد التي كانت تصل الى 15 عاما، خصوصا وان النسبة العظمى من هذه الاراضي التي تعود ملكيتها الى الدولة استولى عليها المتعاقدون سابقا وحولوها الى مناطق سكنية عشوائية في بغداد والمحافظات مع ان هذه الاراضي تقع على مقربة من الانهار مما يجعلها مؤهلة للزراعة بنفقات اقل. ولعل من الضروري الاهتمام بزراعة النخيل التي من شأن منتجاتها ان توفر للعراق دخلا جديدا، إذ تعاني الـ10 ملايين نخلة المتبقية للعراق من (اصل 30 مليون نخلة) من الاهمال حاليا، فبساتين النخيل المنتشرة في عموم الوسط والجنوب تنتظر ابسط درجات الاهتمام المتمثل في تكريب السعف المتيبس والتلقيح. ومن المتعارف عليه ان تكريب النخلة الواحدة يكلف قرابة الدولارين والتلقيح دولاراً واحداً، الا ان المزارعين يمتنعون عن ذلك لسوء اسعار التمور وعدم وضوح الرؤية المركزية لتسويق المنتج الذي ساء هو الاخر والذي يتطلب من السلطات وقفة جادة وسريعة


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس