.

المشمش من الفواكه المشهورة والمتعددة الأصناف فمنها ، الحمرى والبلدي والوزيري والقيس والتدمري، وغيرها . أما تصنيفه تبعاً لطعم النواة الداخلية فهو اللوزي أو الحمــري إذا كـــان طعــم النواة حلواً، وهو المشمش الكلابي أو البلدي إذا كان طعمها مراً.

أما الموطن الأصلي للمشمش فيعتقد أنها المناطق الغربية من الصين، كما توجد منه سلالات تتحمل الصقيع من مناطق سيبيريا تعرف بالمشمش الروسي وقد عرف المشمش قديماً قبل الميلاد في بلاد الإغريق ومنها انتقل إلى إيطاليا ثم إلى كثير من بلدان العالم، وتستخدم الثمرة وما بداخلها من نواه.

بالنسبة للأهمية الغذائية للمشمش فهو من الثمار القليلة التي تحتوي على نسب كبيرة من الكالسيوم والحديد وهو كغيرة من الفواكه قلوي مرطب. والغير ناضج منه عسير الهضم هذا ويحتوي المشمش على نحو 85% ماء 1% بروتين ، 13% كربوهيدرات ،0.5 % أملاح معدنية وأهمها الحديد والكالسيوم والنحاس كما أنه يحتوي على نسب كبيرة من فيتامين " أ " وفيتامين " جـ " ، بل يُعد المشمش من أغنى الفواكه بفيتامين " أ " على هيئة كاروتين وإليها يعزى اللون المميز للمشمش ولذلك ينصح بتناوله للمحافظة على سلامة العين.

وللمشمش أيضاً أهمية طبية كبيرة جداً أكتشفها الأجداد وأفاضوا في سردها. يقول داود الأنطاكى في تذكرته : ينقع من الحكة واللهيب والعطش ، وقد ينقع ثم يضرب ثم يصفى من نواه، ويفرش على ألواح دهنت بالسيرج من الشمس فيجب وهو المعروف بقمر الدين.
وذكره الوزير في حديقة الأزهار فقال : مسكن للعطش. أوفق للمعدة من الخوخ سريع العفونة ، مما يصلحه ويدفع ضرره أن يؤخذ بعده مصطكى وانيسون في قليلي من العسل ودهن نواه نافع من البواسير.

هذا ويوصف المشمش بصفة عامة أنه مغذي مقوي منشط ملين سريع الهضم عند الأصحاء ، عسر الهضم عند ذوي الأمعاء الضعيف. ولذا ينصح بنزع قشرته الخارجية قبل تناوله.

يُعد المشمش من الأغذية المجددة للدم، والباعثة على النشاط وذلك لاحتوائه على نسب عالية من الحديد الذي يحتاجه الجسم في تكوين هيموجلوبين الدم. ولذا، ينصح بتناوله للمصابين بفقر الدم والناقهين والحوامل والمرضعات كما يمكن إستخدام المشمش المجفف لنفس الأغراض كما يعد عصير المشمش من الأغذية الهامة للأطفال في مرحلة النمو لاحتوائه على نسب عالية من الكالسيوم اللازم لبناء الهيكل العظمي.

ونظراً لإحتواء المشمش على نسب كبيرة من فيتامين " أ " وهو أهم الفيتامينات المقاومة لخشونة الجلد والتجاعيد فإنه يدخل في عمل العديد من الأقنعة ، لذلك يستخدم عصير المشمش كدهان للبشرة لإكسابها النعومة والنظارة.
كما يمكن ضرب لب ثمرتين من المشمش الناضج ثم يصفى ، ثم يوضع على الوجــه لمــدة ربع ساعة بعدها يغسل الوجه بالماء الفاتر ثم بماء الورد. ويمكن القول أن المشمش يصلــح لعمــل أقنعة لجميع أنواع البشرة ، مما يؤدي إلى تنقيتها وجعلها أكثر نعومة.


بقلم الدكتور : عصام حامد

زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي