[C]الحمد لله رب العالمين جعل الدنيا مزرعة للآخرة , ووفق من شاء لإغتنام أوقاتها قبل فواتها , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل صلى الله عليه وسلم " بادروا بالأعمال " صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيرا..
أما بعد ..
فاتقوا الله تعالى حق التقوى , فإن من أتقى الله حفظه ووقاه , وأنه من سأله منحه وأعطاه , ومن توكل عليه أواه وكفاه .
أتقوا الله تعالى وأستقلوا أوقات حياتكم فيما ينفعكم في الدار الآخرة .. " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " .
وأعلموا أن الوقت ثمين والوقت هو الحياة, وأن كل لحظة تمر في غير عمل صالح فستخسرونها وتتحسرون على فواتها , قال تعالى .. :" والعصر إن الإنسان لفي خسر , الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصو بالصبر " . قال إبن كثير : العصر .. هو الزمان الذي تقع فيه حركات بني آدم من خير وشر.. "إن الإنسان لفي خسر " أي أن كل إنسان في المتاجر والمساعي وصرف الأعمار في أعمال الدنيا لفي نقص وضلال عن الحق حتى يموت .. " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " . فإنهم في ربح لا في خسر لإنهم عملوا للآخرة ولم تشغلهم أعمال الدنيا عنها , ويقول الله تعالى عن قيمة الوقت وهو يخاطب أقواماً ضيعوا أوقاتهم وأسرفوا في ساعاتهم .. " قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين , قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم , فسأل العادين , قال إن لبثتم إلا قليلاً لو أنكم كنتم تعلمون , أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون , فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم " .
فوالله يا أخي المسلم ..
لا تتحرك قدمك خطوة واحدة يوم القيامة حتى يسألك الله عن الدقائق والثواني التي صرفتها في غير طاعة الله وفي الإعراض عن منهج الله . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح .. " لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع .. وذكر منها وعن عمره فيما أبلاه " .
نوح عليه السلام عاش ألف سنة إلا خمسين عاماً , فلما أتته سكرات الموت سألوه كيف وجدت الحياة الدنيا ؟ أسمعوا ماذا قال .. قال وجدت الحياة كبيت له بابان دخلت من الأول وخرجت من الثاني !!.

( الموضوع ..مختصر من خطبة القاها أحد الأخوة بصلاة الجمعة .. وقد كتبتها بمنتدى آخر وأحببت المشاركة بها في هذا المنتدى ) .


نسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ .. وأن يجعل أوقاتنا كلها لله سبحانه وتعالى , إنه نعم المولى ونعم النصير .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . [/C]