مرحبا بالجميع

قرأت هذا الموضوع ووجدت أنه مفيد من وجهة نظري وأحببت أن أطلعكم عليه
أتمنى أن يحوز على رضاكم


هناك معادلة بسيطة للتفوق الرياضي: فبقدر ما تكون اللعبة شعبية بقدر ما تحقق الدولة من بطولات..
فإذا نظرت للصين مثلاً تجد الناس فيها مغرمين بتنس الطاولة الأمر الذي انعكس على عدد البطولات التي أحرزتها الصين في هذه اللعبة. وتحظى رياضة الأثقال بشعبية واسعة في بلغاريا الأمر الذي أهلها لتسيد المنافسات الدولية. ويعشق الباكستانيون الاسكواتش لدرجة أصبح من المستغرب أن لا يفوز "باكستاني" بالبطولة الدولية لهذا العام. وفي المانيا الشرقية السابقة كانت ألعاب القوى تحظى بهوس جماهيري انتهى بتحقيق مراكز متقدمة وإحراج "لعيبة" كبار مثل روسيا وأمريكا. أما في البرازيل - وما أدراك ما البرازيل - فالناس هناك تتنفس كرة القدم وتفطر بها الأمر الذي أهلها لنيل خمس كؤوس حتى الآن.. وفي الخليج العربي جميعنا يعرف المستوى المتواضع لمنتخب عمان لكرة القدم، غير أن عمان ستحقق المركز الأول في لعبة الكريكت - لو أقيمت لها بطولة عربية - بفضل الانتشار الشعبي للعبة هناك..
وبنفس المقياس لو تفحصت العالم جيداً لوجدت أن لكل دولة لعبة معينة تحظى باهتمام شعبي كبير يؤهلها للتميز على مستوى العالم..
ولكن ماذا عن الروس؟.. ما هي اللعبة الشعبية الأولى التي يتفوقون فيها؟
إنها بدون شك لعبة الشطرنج، فمن بين أعظم ثلاثة عشر بطلاً في القرن الماضي هناك أحد عشر روسياً - وحتى البطل الأمريكي الوحيد بوبي فشر ينحدر من أصل روسي-..
ومظاهر الهوس باللعبة تلاحظها في كل مكان، ففي عز الشتاء تتهافت الجماهير يومياً إلى حديقة نيمير يازفسكي - قرب موسكو - لمشاهدات تحديات لا تنتهي بين الصغار والكبار. ويضم الكرملين نفسه أكبر صالة في العالم للشطرنج يؤمها يومياً عشرات الطلاب والمحترفين. وروسيا هي الدولة الوحيدة التي تدرس الشطرنج كمنهج في مدارسها الابتدائية، وتحتل أخباره ومنافساته الأولوية في الصحافة والتلفزيون..
وهناك قول مفاده "لن يكون المرء روسياً ما لم يتقن اللعبة ويحملها معه في كل مكان". ومن غير المقبول أن تصبح شخصية مشهورة ولا تبتكر "حركة" جديدة باسمك، فشخصيات كبيرة مثل لينين وبوشكين وتولستوي وايفان لهم "حركات" معروفة بأسمائهم.. بل إن الحركة المعروفة باسم "الأستاذ الأعظم" من ابتكار القيصر نيقولا الثاني آخر الأباطرة الروس!
وقد يكون الشطرنج اخترع في الهند ولكنه تأصل في روسيا وتجذر فيها، وقد انتقل إليها من المناطق الإسلامية في جنوب الإمبراطورية قبل ثلاثة قرون. ووجد فور وصوله قبولاً فطريا لدرجة الاقتناع - حالياً - بأنه اختراع روسي. وبعد الثورة البلشفية تبنى الحزب الحاكم اللعبة رسمياً فنظم المنافسات وفرضها كمنهج وأعلن أن من حق كل مواطن امتلاك "شطرنج". كما استغله أيدلوجياص لإثبات الانضباط الشيوعي والتفوق الاشتراكي وذكاء العقل الروسي (وحين نقول "ذكاء العقل الروسي" نشير بذلك إلى اعتقاد الروس بأن تفوقهم بالشطرنج يعود إلى أنهم أذكى شعب في العالم. فقد لا يهتم الأب الروسي إن تدنت علامات ابنه في الكيمياء والأحياء ولكنه يندب حظه ان تعلق ذلك بالشطرنج)!
في الحقيقة هوس القوم بالشطرنج أمر عجز حتى عباقرة اللعبة عن تفسيره.. ولكن.. كما أن شواطئ البحر، ومظاهر الفقر، وطبيعة الشخصية البرازيلية انتجت لاعبين عظاماً، فإن طبيعة المزاج الروسي، والمناخ البارد، وتشجيع الدولة عوامل جعلت من كل المواطنين أبطالاً..


وصلني بالايميل


أختكم المحبة