عرض مشاركة واحدة
قديم 29-07-03, 01:35 PM   #1

الحوراء
العضوية البرونزية

رقم العضوية : 863
تاريخ التسجيل : Apr 2003
عدد المشاركات : 414
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ الحوراء
لغة الحوار بين الآباءوالأبناء


قد لا يستطيع الإبن أن يصرِّح لأبيه بكل شيء، وكذلك البنت قد لا تستطيع أن تصرح لأمها بكل ما يدور في خاطرها، وخصوصاً إذا كان الوالدان لا يملكان القدر الكافي من مهارات الاستماع، وفن الحوار. مما قد يؤدي إلى اغلاق كلٍ من الولد والبنت على نفسه، مع أن الحياة الأسرية بحاجة إلى أن يكون فيها نوع من الانفتاح بين الأبناء والآباء.

كثير من الآباء والأمهات لديهم الرغبة في أن يكون أولادهم وبناتهم مثلهم في أمورٍ كثيرة، مثل أسلوب الكلام والتصرفات، وحتى في طريقة التفكير. دون النظر إلى عامل الزمان والمكان، ودون إدراكٍ لما طرأ من مستجداتٍ اجتماعية وثقافية مؤثرة على بنية المجتمع وطريقة الحياة.

قد يجاري الإبن والده في كثيرٍ من الأحيان، رغبةً في الابتعاد عن المصادمات، والسلامة من المشكلات، وكذلك الحال بالنسبة للبنت مع أمها. مع أن تفكير الولد والبنت قد يكون في حقيقته متجهاً إلى أمورٍ أخرى تختلف عن رغبات الوالدين، بغض النظر عن كون هذه الأمور مقبولة شرعاً أو عرفاً.

كما أن الأبناء في المدرسة قد يتعرضون لبعض المشكلات والمواقف السلبية، سواءً مع الزملاء أو الأساتذة.. ولكن الآباء للأسف بعيدين عن ذلك، ولا يعرفون شيئاً عن المشكلات التي تواجه الأبناء خارج المنزل، وذلك لأن لغة الحوار مفقودة داخل المنزل بين الإبن وأبيه، أو بين البنت وأمها، واللغة الوحيدة الموجودة هي لغة العنف والعقاب، وعدم الأخذ برأي الأبناء.

لقد تسبب غياب لغة الحوار إلى ظهور أمراضٍ اجتماعية كثيرة، كان من السهل منعها بجرعات من التفاهم، وإعطاء مساحة للتعبير عن الرأي. وبدون هذا النوع من الانفتاح لا يمكن للوالدين أن يتعرفا على آراء الولد والبنت، والأخذ بها إن كانت صحيحة، أو توضيح وجه الخطأ فيها إن كانت خاطئة.

إن فتح مجالٍ للحوار داخل البيت، يساعد في تكوين الشخصية القوية والواثقة من نفسها ومن تصرفاتها، ويبين للوالدين جوانب النقص في شخصية الأبناء. وهذا يمكِّنهما من المبادرة لعلاجها بشكلٍ هادئ. وأيضاً يمكِّنهما من التعرف على مواهب الأبناء فيحاولان تطويرها وتنميتها.

منقول


توقيع : الحوراء



الحوراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس