.. تحية /
اتفق معك بالشكل ، واختلف معك بالممضمون ،
من قال ان شاعرا مثل درويش ، نزار ومظفر النواب ، ومظر ، هم أكثر من يقرأ ، اذا كانت نتيجة عن دراسة احصائية بحتة ، يجوز ، ولكن في عصر بداية شعر التفعيلة ، وانتشار السياب والقديرة نازك الملائكة ، كان هناك الشاعر صلاح عبد الصبور ، والذي حمل راية شعر التفعيلة وتلقى بصدره كل اتهامات العقاد له بالجنون والعمالة ، او غيره ، وفي تلك اللحظة او الفترة الزمانية ، انطلق
أمل دنقل ، والذي تمر ذكرى رحيله ، بشكل عفوي جدا جدا ،
اين الاختلاف ؟؟
هل الشاعر يعيد قراءة نفسه كقارئ الان وليس كشاعر ، بالتأكيد ، ولكن الا تؤمن أخي الكريم ان هنك جمهورا شعريا كبيرا ، لشعراء يعتبرون شموسا في طروحاتهم ومشاريعهم الثقافية ، بالتأكيد هناك جمهور شعري ،
وهناك شعراء ، لن تنكر شاعرية أمل دنقل ، مريد البرغوثي ، احمد دحبور ، قاسم حداد ، ادونيس ، ...
أين المشكلة بالتحديد ..
( رأي خاص ) / أو عام
المشكلة كلها تكمن في ان قراء الشعر لا زالوا بنفس العدد ، وان قافلة النقد هي التي تأخرت ، وبهذا فان الاصوات الشعرية القديمة ، والشعراء الجدد ، لا يمكن للقارئ العادي ان يصل لهم ، الا اذا كان محترف الوصول ، وهاوٍ جدا ،
شيء آخر ،
في فترة سابقة ، كانت المجلات الأدبية هي شيء رائج جدا ، ومنتشر وذو اقبال على جميع المستويات ، ولكن الان ، ان تشتري مجلة ادبية أو ملحق أدبي نصف شهري أو عله يصدر كل نصف قرن ، فانت متهم بالجنون ،
شيء ثالث ومهم جدا ،
في بداية الستينات ، كان هناك محافظون ، او اصحاب النظرية الكلاسيكية الشعرية ، وبداية ظهور مدرسة التفعيلة ، وظهر أيضا تحزب علمي كل لمدرسته فبدأ الجميع يكتب محاسن مدرستة ، او ركائزها الاساسية ، وبدأ النقد العلمي ، للمدرسة الأخرى ، والاجابة المقنعة لسبب قول كلمة ( لا ) ...
اما الان ، فمدرسة التفعيلة ، ليست على استعداد ان تهاجم مدرسة الحداثة ، لا لان الاخيرة هي الأفضل ، ولكن لان لم يعد احد مهتم بالشعر كديوان عربي متكامل ، والسبب واضح جدا جدا،
ان الحداثة تدعو لشعر معرفي ، وفلسفي ، ذو نخبوية واضحة ، شعر ذو تشكيل بصري ، متورط جدا جدا ، في البصريات ، والفنون الأدبية والتشكيلة ككل .
|