شكر خالص لك.. وارجو قبول مداخلتي بصدر رحب.. لكن أختي.. هل جميع الناس مثلك.. يكتشفون ان الفشل بداية النجاح.... طبعا لا.. اشكرك من صميم قلبي على الموضوع.
=================================
يخلق الإنسان جاهلاً،فيغترف من علوم الحياة ما يزوده بالخبرة والقدرة على فهم العالم من حوله،وينير بصيرته،ويقوَّم سعيه ويحدد هدفه للمضي قدماً نحو ركب الحياة،ويناضل من أجل البقاء،ويشارك أهل الفكر ليثبت نظرته وحكمته ضمن نخبة من العلماء الذين أدركوا حقيقة الحياة، وعايشوا قسوتها ومرارها،فمنحتهم الحنكة في آرائهم،يملكون من الخبرة ما يدعوهم للنصح وتقديم المواعظ والإرشاد لكل جاهل فيها،وبذلك تنمو في الإنسان غريزة العلم والتعلم،فتراه دائماً في سعي جهيد للبحث عما لا يعلمه دونما من جعلوا عقولهم توابيت مقفلة بموتاها،يحثو عليها الدهر ذرات التراب ليعيد إليها بعضاً من الحياة حولها،فهم أدنى ما يحطُّ من طموحهم،ويميلون للكسل والخمول منها للنشاط والتفكير،فهم فاشلون وهذا أقل ما يقال عنهم،ليس لهم أثر يذكر ما عدا زفراتهم وونين عقولهم من الخمول،فلقد أجهدوها بالغفلة،ولم تعد قادرة أن تبقى حية فحياتها كموتها عندهم،خلق الله لهم تلك العقول ولم يتدبروا خلقها فعلى قلوب أقفالها،والغريب أن فطرتهم لم تكن يوماً داعياً لهم لأنهم أهملوا ندائها وتجاهلوه رغم تغير الحياة وسرعتها وتقدمها المذهل،فكأنهم في كهوف لا مخرج منها،لا يعيشون كما تعيش الأنعام،ولربما كانت الأنعام أفضل منه بكثير،فهي تحيا وتموت وقد أنجزت لنفسها ما يبقيها حية بتدبير الخالق، وأما هم صحيحٌ أنهم بقوا أحياء ولكنهم في الواقع موتى بعقولهم،لم يسقوها من المعرفة ما يكفيها،فهم في الحقيقة "شر البرية"…
أنجانا الله منهم،،،
فمن المتوارث عن الإنسان فطرته التي جبلها الله عليها،وحثه أيضاً عليها، وهي القراءة نبع الفكر الذي لا ينضب،نتزود من العلوم ويبقى الكثير،ويظل العقل في لهفة ورغبة بالمزيد،فكما قيل الحياة مدرسة لا نهاية لعلم فيها،فدروسها فيها من الخبرة والمعرفة ما يمَّكن المرء العيش فيها وصنع المعجزات،وابتكار العديد مما لم يخطر على عقل بشر من قبل ووصل إليه بهمته وطموحه المتجدد…
كذلك هي الحياة وكذلك هو الإنسان العاقل فيها المبصر بأموره الحياتية والعلمية بها…
--
اخوكم
ابو عبد الله
توقيع : تاج العيون
[mover]الشكر كل الشكر.. لسيدتي نور العاشقين[/mover]
|