عرض مشاركة واحدة
قديم 25-05-03, 08:02 PM   #10
 
الصورة الرمزية النسر المحلّق

النسر المحلّق
نسـر الشـرق

رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 456
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ النسر المحلّق

كوكب الجبابرة (5)

أما دور المرأة في حياة المعوّق فهو أيضًا رئيسي. يظهر ذلك من كمّ الخواطر والقصائد التي قرأتها لديهم. وتتواجد المرأة كرمز للجمال ومنبَع للإحساس وعنوانًا للطهر. تبدو أحيانًا وهميّة وأخرى على مرمى النظر وهي في النهاية تبقى كما لأيّ مقتدرٍ مصدر إلهام وإبداع وحياة.
يكتب دوميط في إحدى قصائده الوجدانيّة: "كلا حبيبتي لستِ بعيدة! وها أيّامنا الآتية سعيدة! صدّقيني ما كنت يوما وحيدة! أَسْكِِتي دمعة، أَطْفِئي تنهيدة! فأنا أيضًا إليك مشتاق... خذيني خمرًا ارتوى من دمٍ هو الدواء... وخبز حنطة احتوى جسدي، عهدًا للهوى... فأنا أيضًا إليكِ مشتاق" ويكتب قصرجي في قصيدته روعة العفّة...: "هل جثا، لوعةً، لوجه حُلوة؟... عسى، لوهلة، شعوره عفيفْ... سلبته عقله، وجعلته ولهان... شلّت سلوكه، وشوّشت فؤادهْ... أشعلت وجنتيه، وضحك ولعًا...حوّلت جوهره لروعة الحبّ... قطع جسورًا، وسلك وهادًا... كالشلل ثَلَجَ شعورُهْ... لعلّه أحبّ جلالها!" وفي قصيدته إلى هلا الصحافيّة... يكتب: هتف قلبي ونادى هلا... هي قلمي وكلمتي... كسّرت الحواجز وهدّمتها... كهْفَ ألغازٍ حلّلت... ثلجت جوهري الكئيب... بجّلتْ رؤية شِعري... تعذّر وصفَ جزيل ودّي... سوف أوشّحها... سترة الإجلال" ومن الواضح أنّ المرأة لديه تبقى أمنية يسعى إليها بطهر، وهي تراوده في البال ليعيش حياته كأي مراهقٍ آخر.
وننتقل إلى مضمون آخر وهو الحبّ، والذي يأخذ أشكالا متعدّدة: حبّ وجداني يتمازج ومحبّة الله، حبّ عذري، غزلٌ رقيق أو إباحي خجول.
يقول كريستوفر في قصيدة بعنوان الحبّ: "بهجةٌ وقهر... ضَلالٌ ونور... الحبّ وجعٌ تـزعم تركه... فتعي قُدرته... خضتُ تجارب.... تلقّنتُ الدمع... حرتُ في قلبي... واجهتُ حوّاء... وجهها شعلة... حوّلَتْ عقلي.. أجْثَتْ حبّي... عللت شوقي... توّجت عمري..."
ويكتب دوميط: "تعالي نقطف الحبّ ورود.... نجعل ايّام الماضي تعود... فنَجْـني العطاء من عقود... عقود زهرٍ عطرًا تجود... فأنا أيضا إليك مشتاق" وهنا نرى الحبّ العذري يصل إلى مسامعنا بوضوح ويتوج بالشوق لكي يُبقي على المسافات النفسيّة بأبعادها والتي التزم بها الكاتب.
ويتواجد الحبّ بشكل رئيسي ودائم لدى كريستوفر وهو هنا لا يبحث عن حبّ وهمي، وإنما بحثه يتعدى حدود حقيقته الصعبة ويتخطّاها أملا وطمعًا في الوصول إلى علاقة جدّية وعميقة تسمح له بأن يعيش حياته العاطفية على أكمل وجه. بينما لدى دوميط نراه خجولا شبه غائب ويأخذ أوجهًا مختلفة في مناجاة الربّ. وبنظري إن هذه المفارقة تنبع من كون كريستوفر في زهوة ربيعه يكتشف الحياة عبر مراهقته ولا يفكّر بالموت، بينما دوميط قد أسدل الستار على حياته الدنيوية ويستعدّ لملاقاة ربّه. إنّما هذا لا يعني أنّ الحبّ لم يعد بذات أهمّيةٍ، فهو وإن أخذ أوجهًا متعدّدة يبقى حبًّا يُصْلي النفس ويجوهر أحاسيسها مهما يكن.


توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا...
إن تهتِ فضاءً أتيتك!
دمعة حلم رائعٍ أنا...
إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك!
نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا...
تنساب حنانًا وتأتيني بك!
زهرة وردٍ من بستانك أنا...
إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً
و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك!
ومن أناملك الوجلى...
خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا
وعلى الوجنتين يرسم الملامح
ويطوف أبراجك سعدًا ووجد...
وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!!

النسر المحلّق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس