كوكب الجبابرة (1)
عينٌ تقرأ، ذهنٌ يبصر، وسمعٌ مُتنبّه لكلّ حرفٍ هاربٍ نحو سماء الحرّية. ينظر من كوكبه الآخر، وعالمه الباطني يمنعه من إيصال ترانيم النفس على درب المعاناة والألم. وإن هدّه الألم موغلاً في جسده، ما همّ ما دامت الروح قد تحرّرت نهائيًا من قيوده الدنيوية! هوذا المعوّق، أيّ معوّقٍ، يَرانا من خلال ذاته ولا نراه إلاّ من خلال أعيننا! هوذا المعوّق، أيّ معوّق، يُعرِّف عن نفسِه، يَعِدُها أمنيات، ويعطينا مثلاً في الإرادة. نفسُه تتشبّث بالإمل، غارِفـَةً من قواميسِ الصبر معناها المتجدّد للحياة وملقّنًةً كلّ من هو بقربها، مع كلّ ثانيةٍ تمرّ، أمثولةً رجاء. وما يمتلكه من قُدرةٍ هي نعمةٌ وميزةٌ يفتخر بها أمام كلّ امرء. هوّذا المعوّق، أيّ معوّق، في صراعه الجبّار ما بين الحياة والموت، يرينا قُدرته الإبداعيّة لا حاجة منه إلى مكسبٍ، ولا لغاية في النفس، إنما إيمانا بقدرة خالقه، وملاذا فيه، وتشبثًّا بهذه الحياة التي وهبه إيّاها. يُبدع ليكون قدوة للآخرين في كيفيّة تذليل الصعاب وتخطي المحن، وليبرهن أن النفس السليمة، في الأساس، هي كلَّ شيء وما الجسد سوى أداةً ليس إلاّ. هوّذا المعوّق، أيّ معوّقٍ، يعرّف عن نفسه ويعلن عن وجوده كوحدة متكاملة متكافئة فاعلة ومبدعة، مثلها مثل أي شخص مقتدر آخر.
إنّها عظمة الخالق في خلقه، يُرينا من خلاله عدميّة هذا الجسد وقدرة هذه النفس وخلودِها.
توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا...
إن تهتِ فضاءً أتيتك!
دمعة حلم رائعٍ أنا...
إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك!
نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا...
تنساب حنانًا وتأتيني بك!
زهرة وردٍ من بستانك أنا...
إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً
و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك!
ومن أناملك الوجلى...
خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا
وعلى الوجنتين يرسم الملامح
ويطوف أبراجك سعدًا ووجد...
وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!!
|