مع اعترافها بعجزها أعلنت اسرائيل حالة الاستنفار القصوى إثر سلسلة العمليات الاستشهادية واخرها في العفولة التي نفذتها هبة دراغمة والتي تبنتها حركة فتح والجهاد الاسلامي وسط توسيع الاجتياحات والاعتقالات في الضفة الغربية، فيما انسحب جيش الاحتلال من بيت حانون في قطاع غزة، لكنه أبقى على قوات متخفية لتعقب مطلقي الصواريخ الذين نجحوا بقصف مستوطنة في القطاع الذي شهد نسف تسعة منازل ومقر للشرطة الفلسطينية.


وكشفت مصادر الاحتلال ان عدد جرحى عملية العفولة الاستشهادية بلغ 71، ثمانية منهم في حال الخطر الشديد. واعتقل جيش الاحتلال والدي هبة عازم سعيد دراغمة (19 عاماً) الطالبة في جامعة القدس والتي تنحدر من بلدة طوباس قرب جنين للتعرف على جثمانها، حيث تأكد قيامها بتفجير نفسها على مدخل المجمع التجاري في العفولة لدى اعتراضها من قبل حراسه.


وأعلنت كل من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح وسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد السلامية مسئوليتها عن العملية. وأعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الشرطة والجيش واجهزة الامن الاسرائيلية وضعت في حالة تأهب أمس بعد خمس عمليات استشهادية اسفرت منذ السبت عن سقوط 12 قتيلا.


وأضافت الاذاعة ان آلافا من رجال الشرطة نشروا في مراكز المدن وقرب مواقف الباصات والمراكز التجارية. والغيت كل العطل الممنوحة للشرطة ودورات التأهيل لنشر اكبر عدد ممكن من القوات على الارض. ونقلت الاذاعة عن مسئول كبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية ان «موجة الاعتداءات الارهابية لم تبلغ ذروتها بعد والاعتداءات ستتواصل».


وقالت الاذاعة ان المسئولين في جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) يشعرون «بالاحباط» لانهم لم يكونوا يملكون أي معلومات عن العمليات الاستشهادية الخمس الاخيرة ولأن الجيش الاسرائيلي يحتل منذ عام المدن الفلسطينية ويستطيع التحرك كما يشاء ميدانيا.


وقال شلومو أهرونيشكي، المفتش العام للشرطة الاسرائيلية ان «العمليات الارهابية تتفاقم. إننا ندرك ذلك وجميع الأجهزة الأمنية، لكن على الرغم من نشاطات الردع التي نقوم بها، فليس من الممكن أن نكون في كل مكان وطيلة الوقت». الى ذلك قالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال اقتحمت أمس بلدتي علار وصيدا القريبتين من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.


وقال شهود عيان فى تصريحات لوكالة الانباء الكويتية ان عددا من الآليات العسكرية اجتاحت البلدتين صباحا وسط اطلاق كثيف للنيران. واضاف الشهود ان قوات الاحتلال فرضت حظر التجول على البلدتين و تقوم بعملية تفتيش من منزل الى اخر فيهما فيما تقوم مروحيتان عسكريتان بالتحليق في سماء المنطقة.


واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلية ثمانية عشر فلسطينيا فى انحاء مختلفة من الضفة. وذكرت قناة «الجزيرة» التليفزيونية الفضائية ان من بين المعتقلين ثمانية من مدينة نابلس وخمسة من مخيم الامعرى فى رام الله.


وفي قطاع غزة قال شهود ان القوات الاسرائيلية انسحبت أمس من بلدة بيت حانون بقطاع غزة التي اجتاحتها واعادت احتلالها يوم الخميس الماضي في عملية وصفها الجيش بانها تهدف لمنع النشطاء الفلسطينيين من اطلاق صواريخ على جنوب اسرائيل. وذكر الشهود ان القوات انسحبت من منطقة في شمال قطاع غزة قالت اسرائيل انها تريد تسليمها للسيطرة الامنية الفلسطينية لاختبار قدرة رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمود عباس (أبو مازن) على كبح جماح النشطاء.


وخرجت، صباح أمس، من داخل بيت حانون عشرات الدبابات والمدرعات والجرافات العسكرية، وبقيت داخلها قوات سرية وأفراد من قوات المشاة، من أجل مطاردة المجموعات الفلسطينية التي قد تعود إلى بيت حانون من أجل إطلاق صواريخ القسام وفي محاولة لمنع ذلك.


ويفترض أن تكون بلدة بيت حانون المكان الأول الذي تتسلم فيه الحكومة الفلسطينية برئاسة (أبو مازن)، المسئولية الأمنية فيها، لكن أفراد الشرطة الفلسطينية، أمس، أمروا بالتزام مواقعهم المحددة وارتداء الزي الرسمي طيلة الوقت.


وأوضحت مصادر في الجيش أن «كل من يغادر نقطة تواجده أو يشاهد مع السلاح وبدون الزي الرسمي سيكون مصيره مثل أي مسلح آخر، إطلاق النار بهدف القتل». لكن ذلك لم يحل دون نجاح المقاومين من قصف مستوطنة جاني طال أمس بصاروخ بعد ثلاثة تساقطت الليلة قبل الماضية على سديروت اليهودية ومستوطنات القطاع.


في مقابل ذلك توغل الصهاينة في دير البلح وهدموا منزلاً، كما هدموا منزلين قرب مستوطنة كفار دروم وموقعاً للشرطة الفلسطينية شرق مدينة غزة، اضافة لخمسة منازل في رفح جنوب القطاع.





غزة ـ ماهر إبراهيم والوكالات:

العين بعد فراقها الوطن
............ لا ساكنا ألفت ولا سكنا


" لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم،
لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم"


كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفع ... ترمى بحجر فتعطي أحسن الثمر