آه يا عاصمة الرشيد
مغول وحريق جديد
أحرقوك بين أحضان النخيل
في سراديب الموت
على أنغام وحش مريد
بلون ليل بهيم تلونت دجلة
وعظمة بابل ترنحت
قطعوا حبل الوريد
بلون الدم يجري فرات
يبكي على أمة تساق كالعبيد
يلعقون اقدام الذل
ما رأوا كرة الجليد
تكبر .. تضرس الأرض
تنحدر من جبال الطغيان
يتخبطون في هوس شديد
تحت حد السيف تتهافت منهم الأعناق
الى مصير قاتم دموي في عين هولاكو
وهولاكو .. قد حرق انفاسه شموخ العراق
غرس انيابه الرزقاء في دار السلام
يعوي فرحاً ... نهش كرامتهم
طاردها خلف الزقاق
أسقط عذريتها في بيت المجد
لم تعد كرامة بل ماضي
بلحن السيف كان يصفق لها الأبطال
بين كفي هولاكو باتت تحتضر
تصرخ يا امة الإباء
مات المعتصم
ودست كرامتكم تحت الرمال
ذهب قطز
وسقط سيف الرجال
حملوا سيف من ورق
علقوا في رقابهم النعال
شربوا دم عذريتي بكأس هولاكو
تحت مائدته .. في مقعد كلبه الصغير
كيف تجرعوا طعم المرار
والذل يتأرجح على أكتافهم
قد عرفوا طريق الانكسار
لم يكن بينهم الناصر ولا المأمون
لا صانع السيوف ولا قاهر المغول
تائهون في دهاليز الخوف
يبحثون عن باب الإندثار
قفزوا فوق صفحات التاريخ
آثروا الإنتحار
على اسوار الحزينة بغداد
على صوت أنينها
فتحوا للهوان الف باب
ودخل الذل بصحبة الأوغاد
دخلوا بحريق لم يبقِ غير الرماد
أقاموا الصلاة وقداس المنتشي
وأمة تتخبط على وتر السواد
ودخلوا بغداد
بغداد الرافدين والنخيل
بغداد المتجذرة في كتب التاريخ
بغداد الوجع الساكن في القلوب
بغداد الراقدة بين دجلة والفارت
تذرف دمعاً.....تعتصر ألماً
ليس من عزيز يسمع
فآه يا عاصمة الرشيد