عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-03, 01:16 PM   #3

زهرة الياسمين
خطوات واثقة

رقم العضوية : 812
تاريخ التسجيل : Mar 2003
عدد المشاركات : 186
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ زهرة الياسمين

هناك نقطة دقيقة جدا مرت معي في حديث شريف - قلته لكم سابقا - " من ازداد علما ولم يزدد هدى " - كأنه يوجد خط العلم وخط الهدى - خط العلم أن تقرأ كتابا وتفهمه وتستوعبه وتحفظه ، أن تستمع إلى محاضرة وأن تقف عند دقائقها وخطوطها الرئيسة والأدلة التي قيلت حول أفكارها هذا هو العلم أن تقتبس معلومات ، حقائق ، أفكار، تصورات ، قناعات ، فما هو الهدى إذن ؟ الهدى أن تعرف أن الله سبحانه وتعالى لا إله إلا الله لا إله إلا هو ، أن توحِّده وتعبده ، يمكن أن أقول لكم الدين كله أن توحِّد الله وأن تعبده . في القرآن ورد قصص أنبياء كثيرين " أن اعبدوا اللهَ ما لكم من إلهٍ غيرُه " :
سورة هود
هذه الآية وردت مكررة عشر مرات أو بأقل : " اعبدوا الله ما لكم من إله غيره " ، فصار ديننا هو أن تؤمن أنه لا إله إلا الله وأن تعبده ، فنهاية العلم هي التوحيد ونهاية العمل هي طاعة الله عز وجل .
رُوي في الأثر أن العبد إذا قال : لا إله إلا الله أعطاه الله من الثواب بعدد كل كافر وكافرة ، والسبب أنه عندما قال هذه الكلمة فكأنه قد رد على كل كافر وكافرة فلاعَجَب أن يستحق الثواب !!!وبماذا أمرنا الله عز وجل بالقرآن ؟

سورة محمد
والعلم يقتضي البحث والدرس واليقين والتدقيق والتمحيص واستحضار الأدلة والانتهاء بقناعة ثابتة ، أما الذي يبقى في تردد وفي شك فهذا لم يتعلم

سورة الحجرات
بعضهم قال في تفسير:
سورة الشورى
قال : الحاء حلمُه وحُكْمُه وحُجَّتُه ، والميم مُلْكه ومَجده ، والعين عَظَمته وعُلوُّه وعِزَّته وعِلمه وعَدله ، والسين سَناؤه وسِرُّه ، والقاف قَهره وقُدرته ،وكأن الله تبارك وتعالى يقول: بحِلمي و حِكمتي وحجتي ومجدي وملكي وعظمتي وعدلي وعلمي وعزتي وعلوي وسري وثنائي وقدرتي وقهري لا أعذب في النار من قال لا إله إلا الله ، لماذا لا يعذَّب ؟ لأنه عرف أن الأمر كله بيد الله عز وجل فاستقام على أمره ، هذا الدين عرَّف أن الأمر كله راجع إليه .
بالمناسبة هناك في القرآن آيات توحيد رائعة جدا . قوله تعالى :

سورة هود
وقوله تعالى :
سورة آل عمران
" إنك على كل شيء قدير " هذه الآية دليل على فكرة دقيقة جدا أنه لا يوجد في الكون شر مُطلق ومعنى الشر المطلق الشر المراد لذاته . أيضا :
سورة الزمر
وقوله تعالى :
سورة الأنفال
وقوله تعالى :
سورة الأعراف
الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل أيُّ شيء خَلَقَه أمْرُه عائدٌ إليه . وقوله تعالى :
سورة الإخلاص
وقوله تعالى :
سورة العنكبوت
وقوله تعالى :
سورة الكهف
وقوله تعالى :
سورة لقمان
وقوله تعالى :
سورة الرعد
وقوله تعالى :
سورة هود
وقوله تعالى :
سورة فاطر
وقوله تعالى :
سورة النمل
وقوله تعالى :
سورة الزخرف
من الأحاديث :
عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له"
موطأ مالك
عن ابن عباس قال كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال :"يا غُلام إني أعلِّمُك كلمات: إحفظ اللهَ يحفظك احفظ اللهَ تجِدْهُ تِجاهك إذا سألتَ فاسألِ الله وإذا استعنْتَ فاستعِن بالله واعلم أن الأُمَّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبَهُ اللهُ لك ولو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيءٍ لم يضرُّوكَ إلا بشيء قد كتبه الله عليك... رُفِعت الأقلامُ وجَفَّت الصحف "رواه الترمذي
فإذا الإنسان جمع الآيات التي تعني التوحيد وحفظها فهذا جميل جدا ، وتبعث فيه الاطمئنان ، لأن أسباب الخوف دائما أن تشعر أن هناك جهة في الأرض يمكن أن تؤذيك أما إذا شعرت أن الله وحده بيده كل شيء وهو رحيم و غني وودود وقدير وعليم فإن هذا الشعور مُسعد ومطمئِن .
من فوائد هذه الكلمة أن النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ليس على أهل لا إله إلا الله وَحشة عند الموت وكأنِّي أنظُر إلى أهل لا إله إلا الله عند الصَّيْحة ينفضون شعورهم من التراب يقولون :"الحمد الله الذي أذهب عنا الحَزَن "
إذن فالشيء المخيف في القبر تحت التراب هو الوحشة ألم يقل المولى عز وجل :
سورة غافر
من ستة آلاف سنة :يُعرضون على النار غُدُوَّا وعَشِيَّا!!!! أما أهل لا إله إلا الله فلا يشعرون بوحشة في قبورهم والقبر المخيف يغدو روضة من رياض الجنة ، لماذا ؟ لأنهم عرفوا الله فاستقاموا على أمره ، وحَّدوه فاستقاموا على أمره .
كنت أضرب مثلا دخلت إلى دائرة حكومية فيها مئة موظف ومعك معاملة ، لن يستطيع أحد أن يكتب لك موافق وتأخذ ثمار هذه المعاملة إلا المدير العام فهل يمكن أن تتجه لما سواه ؟ أن ترجو عاملاً، أن ترجو موظَّفا ؟ مادام صلاحية التوقيع للمدير فقط فلابد من أن تتجه إليه وحده ، قلت لكم سابقا أن الله قال :
سورة النساء
ممكن أن يكون لك مبلغ كبير في مدينة ، وأن تركب القطار الذي يوصلك للمدينة يمكن أن ترتكب ألف غلطة في القطار ، لكن القطار في طريقه إلى المدينة وسوف يصل في الوقت المحدد وسوف تقبض هذا المبلغ ، قد تركب في الدرجة السادسة وتكون دفعت بطاقة من الدرجة الأولى قد تختار عربة فيها شباب أخلاقهم شرسة قد تركب في جهة مخالفة لجهة القطار هذا ممكن ! قد تحس بالجوع الشديد ولا تدري أنه في بعض القاطرات مطعم ، هذه كلها غلطات ولكن القطار في طريقه للمدينة وسوف يصل في الوقت المناسب وسوف تقبض هذا المبلغ .
إذن!! إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفِر ما دون ذلك لمن يشاء ومَن يُشرك باللهِ فقد افتَرى إثماً عظيما " لكن هناك غلطة لا تُغتفَر وهي أن تتجه إلى قطار لا يوصلك إلى هذه المدينة ،كأن يكون سيسير باتجاه معاكس؛ أو قطار آخر متوقف لا علاقة له بالحركة إطلاقا ، هنا تكمن المشكلة ، فالشرك بالله لماذا هو خطير؟ لأنك تتَّجه لما سوى الله عز وجل وما سوى الله لا شيء...و لماذا يُعدُّالإيمان عظيماً ؟ لأنك تتَّجِه لمَن بيده كل شيء .
إذ ن الخُلاصة هي:" لا معبود بحق إلا الله " ، لا يستحق أحد أن تعبده إلا الله ،ولا إله إلا الله ،هي نهاية العلم وطاعته نهاية العمل :
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"مَن قال حين يصبح أو يمسي اللهم إنِّي أصبحتُ أُشهِدُك وأُشْهِد حَمَلة عرشِك وملائكتَك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك" أعتق الله ربعه من النار فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار رواه أبو داود
،و ما من عبد يقول أربع مرات :"اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدا وأُشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك وإني أشهد أنك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك "إلا كتب الله له بها عتقا من النار
في الحقيقةإذا قارنَّا الشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله ؛والشهادات العلمية المختلفة التي يسعى الناس لنيلها،لوجدنا أنه بالعصور الأخيرة صار هناك شهادات علمية مزوَّرة أما شهادة لا إله إلا الله،فأنت ترى أثرها وعندئذ تطبِّق أمرالله عز وجل ،ثم أنه إذا كان آخر الزمان لم يكن لشيء من طاعة الناس فضل كفضل لا إله إلا الله لأن صلاتهم وصيامهم يشوبها أنواع من الرياء والسمعة ولا إخلاص في شيء منها ، أما كلمة لا إله إلا الله فهي ذِكرُ الله !!!والمؤمن لا يذكرها إلا عن تصميم قلب... هذه من فوائد لا إله إلا الله .
كما أن الإنسان كي يحصل على شهادة علمية فلابد أن يبذل جهداًووقتاً ومالاً..هذه الشهادة نفعها وقتي،أما شهادة لا إله إلا الله فعليها يترتب مستقبله في الدنيا والآخرة، لذلك وجب عليه ان يبذل جهداً أكبر وبإخلاص أكثر ، ويبذل من وقته الثمين،ويتابع الدروس،ويتأمل ويحلِّل حتى يصل إلى الإيمان بهذه الكلمة ...وإن لم يؤمن بها فعمله مشوب بالشرك والعياذ بالله. يقول الله عز وجل:
"قُل إن كان آباؤكُم وأبناؤكُم وإخوانُكُم،وأزواجُكم،وعشيرتُكم وأموالٌ اِقْتَرَفتُموها وتِجارةٌ تَخشَونَ كَسادَها ومساكِنُ تَرضَوْنَها أحبَّ إليكُم من اللهِ ورسولِه وجِهادٍ في سبيلِه،فتَرَبَّصوا حتى يَأتي اللهُ بِأَمره،واللهُ لا يَهدي القومَ الفاسقين (سورة التوبة -24)
فالإنسان متى يعصي الله عز وجل ؟حين يرى أن رضى أي شيء سوى الله أثمَن من رضاه سبحانه!!!
كنت أقول هذه الكلمة من يقول الله أكبر ويعصي ربه ،فهو لا يشعر بها ولا يحقِّقُهابقلبه ...فإذا أطاع زوجتَه وعصى ربه فرؤيته القلبية أن رضاها أثمن من رضى الله عز وجل ، حينما تُؤثِر شيئا مما سوى الله على طاعة الله أنت ترى هذا الشيء أكبر من الله لأنك بذلك جعلت إرضاء الله درجة ثانية ، أما إرضاء هذا الشخص درجة أولى فكلما تحقق الإنسان من كلمة لا إله إلا الله انضبط وما رأى مع الله أحدا .
هذه كلمة التوحيد ، هذا شعار الإسلام هذه الكلمة التي يقولها الإنسان إذا أسلم لا إله إلا الله محمد رسول الله :التوحيد والإيمان بالرسالة ثم الطاعة ...الإيمان بأنه لا إله إلا الله ...والإيمان برسالة النبي صلى الله عليه وسلم ،ثم عبادة الله من خلال طاعة الله ورسوله... هذا هو الدين .
بقيت نقطة ، كيف يستزيد الإنسان من الإيمان بهذه الكلمة ؟ بأن يُدخلها في أسماء الله الحسنى ...لأن الله من أسمائه أنه إله ؛ولا إله إلا الله ولا معبود بحق إلا الله :فإذن مَن الذي يستحق العبادة ؟ هو الخالق إذن لا خالق إلا الله ، من الذي يستحق العبادة ؟هو الرازق ، إذن لا رازق إلا الله ؛هو القوي، إذن لا قوي إلا الله ،هو الكريم إذن لا كريم إلا الله ، الجميل ، العليم ، المعز ، المذل ، المحيي ، المميت ، الحسيب ، الرقيب ، الشهيد ، فأسماء الله الحسنى كلها يجب أن تتحقق منها ،عندئذ تعلم أنه لا يُعبد إلا الله عز وجل ، والسؤال مرة أخرى:" كيف نستزيد من الإيمان بهذه الكلمة ؟"بمعرفة الله ، فالكون خَلْقُه والحوادث أفعالُه والقرآن كلامُه أنت ممكن أن تستقصي من القرآن الكريم الآيات التي تدل على التوحيد ، فإذا كان إيمانك بأن هذا القرآن كلام الله والله يقول :
سورة البقرة آية 255
يقول " له الخلق والأمر " ، يقول " إليه يُرجع الأمر كُلَُّه " يقول "ما يفتح اللهُ مِن . رجمةٍ فلا مُمسِك لها . "... هذا الدليل النقلي ، أما العقلي فحينما ترى في هذا الكون انسجام تعرف أن هناك إله واحد هناك نظام دقيق ، فالتفكر في الكون قد يوصلك إلى لا إله إلا الله وإذا تأملت في أفعال العباد في الأفعال الإلهية
سورة هود
إذا رأيت المستقيم أكرمه الله ورأيت المُرابي محقَهُ الله ،ورأيت المنحرف المعتدِي دمَّره الله إذا رأيت أن هناك أفعال مؤداها العدالة هذا شيء يمكن أن يرسِّخ إيمانك بلا إله إلا الله مع ملاحظة أن الله سبحانه وتعالى جعل الدنيا دار عمل وجعل الآخرة دار جزاء فإذا جازى المُسيء في الدنيا فهذا جزاء ردعي لبقية المسيئين وإذا أكرم المُحسن فهذا إكرام تشجيعي لبقية المُحسنين أما الحساب الكامل ،فيقول عنه سبحانه:
سورة آل عمران
فإيماننا يزداد بهذه الكلمة عن طريق التفكر في الكون أولا وعن طريق تدبر آيات الله ثانيا وعن طريق النظر في أفعال الله ثالثا
والحمد لله رب العالمين


توقيع : زهرة الياسمين
إجعل لربِّكَ كلَّ عِزَّك يستقرُّ ويثبت

فإذا اعْتَزَزْتَ بِمَن يموتُ فإنَّ عِزِّك ميِّت

زهرة الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس