عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-03, 01:01 PM   #1

زهرة الياسمين
خطوات واثقة

رقم العضوية : 812
تاريخ التسجيل : Mar 2003
عدد المشاركات : 186
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ زهرة الياسمين
 اوافق هل تعرفين المعنى الحقيقي لكلمة " لا إله إلا الله"


بسم الله الرحمن الرحيم
================
أخواتي الفاضلات
السلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد
إنه من أساسيات إيماننا،أن نتعرف على هذه المعاني فهيا بنا نستمتع...ويهمني أن أعرف آراءكن بعد ذلك
.

لا إله إلا الله
=======
أحد دروس الشيخ محمد راتب النابلسي
=====================

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا عِلم لنا إلا ما علَّمتَنا إنَّك أنتَ العليمُ الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علَّمتَنا وزِدنا عِلما ، وأرِنا الحقَّ حقاً وارزُقنا اتِّباعه وأرِنا الباطلَ باطلا وارزُقنا اجتنابه واجعلنا ممَّّن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة الأكارم ؛ الاسم اليوم هو قول الله عز وجل في القرآن الكريم:
سورة محمد
" فاعلم أنه لا إلهَ إلا الله " ، هذه الكلمة التي هي كلمة التوحيد، كأن الإسلام كله وكأن الإيمان كله وكأن الإحسان كله جُمع في هذه الكلمة، والمسلمون يرددون هذه الكلمة تردادا كثيرا في كل وقت وفي كل مناسبة إلى درجة أنهم لا يلتفتون إلى معناها ، مع أن هذه الكلمة شعار الإسلام،ومعناها أن الدين كله ضُبِط بهذه الكلمات ، ألم يقل المولى عز وجل :
سورة الأنبياء
فهي خلاصة رسالات الأنبياء جميعا ، فالشيء الدقيق هو أن تضغط ديناً بكامله ، أن تجمع الأديان السماوية ، أن تجمع رسالات الأنبياء جميعا في كلمات فهذه الكلمة كلمة التوحيد لا إله إلا الله نرددها كل يوم عشرات المرات بل مئات المرات ولو عرفنا حقيقتها لكنَّا في حال آخر غير هذا الحال النبي عليه الصلاة والسلام يقول :
عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفضلُ الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي:" لا إله إلا الله وحده لا شريك له"
" لا إله إلا الله حصن الله من دخلها أمن من عذابه" لا إله إلا الله كلمة التوحيد ، ينبغي أن نقف عند هذه الكلمة دروسا كثيرة لكن بادىء ذي بدء نقف عند المعنى اللغوي لهذه الكلمة ، يقول علماء التوحيد : " الله علَم على الذات الكاملة علم الواجب الوجود وهو الله ،وفي الكون ممكن الوجود وهو ما سوى الله وفي الكون مستحيل الوجود " ، فالله علَم على الذات الكاملة على واجب الوجوب ، علم على الخالق ،علم على البارىء المصور المسيِّر العزيز الجبار المتكبر ، أسماء الله الحسنى كلها جُمعت في لا إله إلا الله، بعضهم قال: الله اسم الله الأعظم ، وبعضهم قال الرحمن الرحيم ، وبعضهم قال أي اسم تهتز له وتتفاعل معه فهو اسم الله الأعظم ، لكن إذا أردت أن تشير إلى الذات الكاملة ، إلى الواجب الوجود المتصف بصفات الوجود وصفات الكمال وصفات الوحدانية فهو الله :علَم على الذات جُمعت أسماء الله الحسنى كلها في كلمة ((الله)) . و في هذه الكلمة لا إله إلا الله ، الله علَم على الذات الواجب الوجود .طيب مامعنى إله ؟
في المعجم جاء: ألَه َيألَه إلَهة وأُلوهة وأُلوهية يعني: عبد عبادة فألَه بمعنى: عبَد الإله المعبود ، لكن ألِه ألَهاً أي تحيَّر ،وأَلَه إليه أي لَجأ إليه ،واحتمى به.. هذه هي المعاني المستفادة من معنى ألَه يألَه إلَهَة وأُلوهة وألوهية أي عبد ، فعبد ليس معنى عبد أي أطاع ، أطاع مضاف إليها معنى آخر:وهو: أطاع وأحب ؛ فأطاع ولم يحب فليس هذا عبادة ؛ وأحب ولم يطع فهذا مستحيل ، فغاية الحب مع غاية الطاعة .
فأحب وأطاع بمعنى عبد ، من المعبود؟ هو الله ، بعض ما يقوله العلماء حول هذه الكلمة : " لا معبود بحق إلا الله " ، من الذي يستحق العبادة ؟ هو الخالق ، إذن لا خالق إلا الله ، من الذي يستحق العبادة ؟ هو الرازق ، هو المُعطي ، هو المانع هو الرافع هو الخافض هو المعز هو المذل هو الفعَّال لما يريد هو العزيز هو الجبار هو القهار ، فإذا قلت لا إله : لا معبود ؛ من هو المعبود ؟ هو الجبار ، من هو المعبود ؟ هو القوي من هو المعبود ؟ هوالمسير من هو المعبود ؟ هوالخالق هو البارىء المصور الرازق المانع هو المعطي الرافع والخافض ، فالذي يستحق العبادة هو الرازق ، إذن لا إله : أي لامعبود لا رازق إلا الله ، فإذا قلت لا إله إلا الله أي لا مُعطي ولا مانع ولا رافع ولاخافض ولا معز ولا مذل ولا رازق ولا وهاب ولا مغني ولا مبدي ولا معيد إلا الله.
كل الأسماء الحسنى إذا جمعت هي الله ؛ أي هو المعبود .
إذن : ألِه يألَه إلهة وألوهة أي عبد يعبد والعبادة هي غاية الخضوع مع غاية الحب ولن تحب ولن تطيع إلا إذا عرفت الله عز وجل، فالعبادة ثلاثة مراحل : معرفة،ثم طاعة ،مع حب وسعادة .
المعنى الثاني: أله ،الأولى أله ،الثاني أله ، أله يأله أله أي تحير، الإنسان يتحير بمن ؟ بالصغير أم بالكبير؟ بالجليل أم بالحقير؟ بالغني أم بالفقير ؟ فالتحيُّر من معاني العظمة ، تحار به الألباب تحار به العقول تحار به النفوس تحار به الأفئدة ، إذن من جهة هو معبود لماذا هو معبود ؟ لأنه خالق لماذا هو معبود ؟ لأنه رازق ، لماذا هو معبود ؟ لأنه فعال ، لماذا هو معبود ؟ لأنه قوي ، لماذا هو معبود ؟ لأنه محيي مميت معز مذل ...إلخ هذا المعنى الأول .
المعنى الثاني : لماذا هو معبود؟ عظمته تحار منها العقول ألِهَ يأله ألَهاً أي تحيَّر .
والمعنى الثالث : أله إليه أي لجأ إليه يعني لا ملجأ لك أيها الإنسان إلا الله ، فمعنى لا إله إلا الله لا معبود ولا عظيم ولا ملجأ إلا الله، طبعا الإله هو الله لكن هذه اللام نافية للجنس ، ما الفرق بين اللام النافية للجنس واللام النافية نفيا عاديا ؟
قد تقول مثلا : لا طالب في الصف بل طالبة ، فجنس الذكور ليس موجوداً أما إذا قلت لا طالب في الصف بل طالبان ، في الحالة الثانية نفيت أنت ماذا ؟ نفيت المفرد ، فاللام التي تنفي المفرد تسمى اللام الحجازية ، أما اللام التي تنفي الجنس تسمى اللام النافية للجنس ، فإذا قال لك أحدهم هل عندك خبز ؟ فقلت : لا خبز عندي ، المقصود لا خبز ولا قمح ولا طحين ولا أي شيء من أنواع القمح لا خبز عندي بل لحم أما لا خبز عندي نفيت المفرد قد يكون عندك أجناس القمح أما الخبز نفيته وحده .
إذن لا إله تنفي أن يكون في الكون إله غير الله عز وجل .
بعض العلماء قال : المعنى الأول قاله ابن عباس رضي الله عنه لا إله إلا الله أي لا نافع وضار ولا معز ولا مُذل ولا معطي ومانع إلا الله ،أما بعض العلماء ،فقال : " لا إله يُرجى فضله ولا إله يُخاف عدله ولا إله يُؤمَن جَوْره ولا إله يؤكل رزقه ولا إله يُسأل مغفرته إلا الله الذي هو رب المؤمنين وغفار ذنوب المؤمنين وملجأ المؤمينن وستَّار المخطئين غاية رجاء الراجين ومنتهى مقصد العارفين ".
أنا أتمنى من الإخوة الأكارم أن يتحققوا ويتوقفوا مليَّاً عند هذه الكلمة هذه كلمة الإسلام الأولى ، هذه كلمة التوحيد الدين كله مجموع في هذه الكلمة قال بعضهم : لا إله إلا الله إشارة المعرفة والتوحيد بلسان الحمد والتسديد إلى الملِك الحميد ، إشارة المعرفة والتوحيد .
تعلمون أن نهاية العلم التوحيد ونهاية العمل التقوى ، أنت إذا وحَّدت واتقيت والحقيقة أنك متى توحد أو تستقيم تشعر أن هناك جهات أخرى تملك أمرك فأنت موزَّع بينها جميعا ...ولكن متى توحد وجهتك إلى الله عز وجل؟ ومتى تعبده وحده ؟ متى تطيعه وحده ؟ متى تُقبل عليه وحده ؟ متى ترجوه وحده ؟ متى تخافه وحده ؟ متى تطمع بعطائه وحده ؟ إذا أيقنت أنه لا إله غيره .
قضية دقيقة جدا ما دام هناك شعور بوجود جهة في الأرض بإمكانها أن تنفعك وأن جهة أخرى بالأرض بإمكانها أن تضرك فأنت في هذه الحالة لن تستطيع أن تعبد الله وحده ، لذلك الله عز وجل لم يأمرك أن تعبده إلا بعد أن طمأنك أن الأمر كله عائد إليه فلا إله إلا الله لك أن تفهمها على النحو التالي : الإله هو المعبود ، ومن الذي يعبد الخالق :
سورة البقرة
و لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله مَن الذي ينبغي أن يعبد ؟ هو الرازق من الذي ينبغي أن يعبد ؟ هو المعطي والمانع والرافع والخافض والمعز والمذل والقوي والقهار والجبار ، فكل الأسماء الحسنى بمجموعها تدل على أن صاحب الأسماء الحسنى الذي يستحق العبادة فهو المعبود هذا هو المعنى الأول .
أله يأله ألها تحير، عظيم : الله عز وجل لا نهاية لقوته مهما عرفت عنه فهو أعظم ، لا نهاية لجبروته لقوته لجماله لرحمته لعدالته لحبه لعباده أي منتهى النهايات هو الله سبحانه وتعالى .
والمعنى الثالث : لا ملجأ لك إلا الله أله إليه أي لجأ إليه وقال بعضهم : لا إله للرغبة إذا رغبت فالله وحده الذي ينبغي أن ترغب فيه ولا إله للرهبة إلا الله وإذا خفت فينبغي أن لا تخاف إلا الله ، فإذا حدثتك نفسك أن تخاف ليس في الكون كله جهة ينبغي أن تخاف منها إلا الله ، وإذا حدَّثَتْكَ نفسك أن تحب هناك في الكون أشياء جميلة هناك أشخاص هناك نساء هناك أماكن هناك بيوت هناك مركبات إذا حدثتك نفسك أن تحب شيئا ينبغي أن لا تحب إلا الله .
هذا المعنى الرابع أي لا إله للرغبة إلا الله ولا إله للرهبة إلا الله الذي هو كاشف الكُربة هذا الدليل قاله النبي عليه الصلاة والسلام :
" لا يَخافَنَّ العبدُ إلا ذنبَه ولا يَرجُوَنَّ إلا ربه "
فحالة التوحيد مع المؤمن حالة مريِحة،و حالة التوحيد هي الصحة النفسية وخلاف التوحيد يمرض الإنسان ، حينما يشعر أن إنسانا من بني جنسه أمرُه بيده وهو لا يُحبه ،أو وهو يتمنى تحطيمه هذا الشعور وحده شعور مرَضي شعور يسحق شعور مدمِّر ، أنت إذا أيقنت أن أمرك بغير يد الله عز وجل هذا اليقين وحده يكفي لسحق الإنسان ، فينبغي إذا أردت أن تحب أن لا تحب إلا الله وإذا أردت أن تخاف أن لا تخاف إلا من الله وإذا أردت أن تعتمد على جهة فلا ينبغي أن تعتمد إلا على الله وإذا أردت أن تثق بجهة فلا ينبغي أن تثق إلا بالله.
علماء السلف الصالح ضغطوا كل هذه المعاني بكلمة معبود ، الذي يستحق العبادة ، هل يستحق العبادة إنسان فان؟ إنسان سيموت ؛ إنسان كان في العدم ثم حدث ثم سينتهي إلى عدم ؟؟!!!لا هذا لا يستحق العبادة .


توقيع : زهرة الياسمين
إجعل لربِّكَ كلَّ عِزَّك يستقرُّ ويثبت

فإذا اعْتَزَزْتَ بِمَن يموتُ فإنَّ عِزِّك ميِّت

زهرة الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس