[c]
تقليد ،اقل ما يمكن فعله ، هو تحرير الأقلام و إطلاق سراح الحروف وفك أسر أوراقنا،
تعالوا نعشق بعيون الثوار مرة ،تعالوا نهمس لمحبوبة عن عشق بابلي ، مقدسي ،عدني، جزائري ، شآ مي ،حضرمي،
تلك لغات العصر عندما توارت أعين الحجاب عن قوافي الشعر وعن حروف،
تضيء سراديب تصاغ فيها كلمات ممنوعة من العشق ومن البوح .
تعالوا نمزق ستار النافذة ونصرخ منها،
تعالوا نرتل في طرقات المدينة قصائد منعت من النشر فقضى عليها مقص الرقيب .
تعالوا نحرر نشرتنا الشعرية من قيود الأنظمة ،تعالوا نحرك ما في دواخلنا ،
ونثرثر في كل مقاهي الحياة المنصوبة تحت الأرض ولا حياة فيها إلا لإسم ،
أما الجسد فقد فنى .
تعالوا نعيد الأمل اللامع في عيون اطفالنا كي يكون الانتصار لهم ذات يوم .
تقليد آخر ....
رأيتهم ذات مرة حين يكون الموت مجهولا ،
يلقون بأزهار ملونة على أضرحة مجهولة كذلك .
لماذا نلقي خطاب النعي قبل موتنا ؟ متشائم ،أليس كذلك ؟
هناك،في آخر الصف يقول: لقد أصبت .
قال : لماذا لا نكتب بيان النصر ذات مرة ، متفائل جدا ،
هناك من يهز رأسه باستهزاء .
هنا صفقوا بحرارة، وخرج من حناجر البعض هتاف للثورة،
التي لم تولد بعد ، لان ولادة أسير جديد.
توقفت هنا ...
احسب نفسي بأني أرى في عيون اطفالنا ملامة ،هي كذلك .
واحسب نفسي بأني أرى أزهارا ترفض إلاّ ان تكون إكليلا للنصر,
وهدية لحبيبة وترفض بشموخ سنابل القمح في مرجنا إلا ان تكون عابرة للبحر،
لا أن تبحث عن ضحية غرقت قبل حين او ان تكون زهرة على بوابة قصر بكينغاهم
حيث كانت تعبر ديانا ذات مساء .
بغداد مرة أخرى
هتف الجمهور بعد كل الخطب، وبعد بيانات الشاعر الكبير والصغير والعابرين
الى حروف الضاد كلهم تساءلوا لما ذا بغداد ....؟
قلت :بغداد تدفع ثمن أعراس انتصاراتها ،وتدفع ثمن فرح دام قرون ،
لا اكتب هنا من اجل نظام او حزب حاكم
ولكني أرى بغداد تدفع ثمن كل ذلك تدفع ثمن سبي بابل
وتدفع ثمن أصول الأيوبيين ونصرهم أتدفع ثمن حطين ،
ثمن عين جالوت ، ثمن شهداء في نكبتنا الاولى بفلسطين ؟!
ما زالت تحتضنهم جنين ،ثمن آه لامست نخوة المعتصم ثمن حضارة قادة الحضارات كلها
ثمن عاصمة المجد والعزة والكبرياء (المنصوري ) .
لذلك كانت بغداد أول المبتدأ ونهاية الهزيمة .
تقليد آخر، سأرفضه وترفضونه، لن نلقي وردة على أضرحة منتظرة
وتكون قراءتنا لفاتحة الكتاب، للفاتحين العابرين الى النصر،
هازمي تتار العصر، محطمين صليب الدم وابن مريم سيحمل السيف ويقاتل ومنهم بريء .
كلمات ربما تسعف غضبنا وتبرّد حرارة الأسئلة المنتظرة ،
حرارة أسئلة المصير، التي تجتاح قريتنا العربية الصغيرة من مهدها في عدن
إلى شموخها في تطوان .
تحالف المغول والصليبين ،تحالف التتار والمرتدين والخوارج،
تحالف المذمومين والمهزومين، تحالف سيتحطم على أبواب سامراء والبصرة والموصل
،تحالف سينهزم بإرادة الله و ا لشعوب الزاحفة للنصر على عتبات بغداد العصر
والحضارة بغداد .
لن نبكيك ،ستكون دموع الفرح ، وتهتف القدس الأسيرة لنصركِ
وتتحرك رمال نجد فرحا بوجه الشمس تعانقها وسينشد الخليج العربي
أغنيات بحارة نهارهم فيه، ومساؤهم بغداد .
وتُكّبر مآذن القيروان وينتشي بومدين فرحا
وتغني الشام في ليلة أندلسية :
بغداد يا بلد الرشيد بغداد يا حاضر وماضي العصر التليد.
:
وشـــــــدي حيلك يا بغـــداد
:
جيفارا
[/c]