عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-15, 11:01 AM   #13
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مشاركة رد: كتب ليث الحمداني -هكذا كان العراق


العقاد: التاريخ يكذب الافتراءات الموجهة للفاطميين

لا توجد دولة في التاريخ تعرضت للاتهامات مثلما تعرضت الدولة الفاطمية، حيث اعتمدت نشأتها على أساس الانتساب للسيدة فاطمة الزهراء، فكان كل هم أعدائها هو إنكار هذا النسب واتهامها بأنها دولة يهودية أو مجوسية تهدف للقضاء على الإسلام وأهله.. ومازلت التهمة رغم ضعفها تجد آذانا صاغية.

وفي كتاب " فاطمة الزهراء والفاطميون " يناقش عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد في تناول قدير كل جوانب وأعمال الزهراء سيدة نساء العالمين، ويبين بالحجة والدليل بطلان اتهام الدولة الفاطمية بانتسابها لليهود والمجوس.

وعلى عادة العقاد في كتبه، بالبحث عن "مفتاح" يمكن من خلاله فهم نفسية الشخصية التي يتحدث عنها ويحلل على أساسه سلوكيات تلك الشخصية، يحدثنا العقاد أن أهم صفة التصقت بنشأة فاطمة الزهراء هي "الجدية" فقد نشأت في بيت حمل أعباء النبوة التي كانت تختلج في صدر واحد هو صدر أبي الزهراء عليه السلام، وانتقلت هذه الصفة إلى ذريتها من بعدها.

في الحياة العامة :

شاركت السيدة فاطمة في أحداث الحياة العامة للمسلمين، وهنا نذكر موقفين كثر فيهما اللغط والحديث وهما تولي أبا بكر الصديق للخلافة، ومسألة أرض فدك.

ومسألة خلافة أبي بكر إحدى المسائل التي كثر فيها الجدل، وخلاصه ما كتبه العقاد في هذا الموضوع أن حسم أمر الخلافة كان لابد أن يتم على أسرع وجه حتى لا تكشف الفتنة عن وجهها السافر.

كان الإمام علي – كرم الله وجهه - في تلك اللحظة العصيبة إلى جوار جثمان النبي – صلى الله عليه وسلم - في حجرته، فدخل عليه أبو سفيان يدعوه للخلافة، وكذلك دعاه عمه العباس لكن الإمام علي يرفض قائلا : " لا والله يا عم ! ..إني لأكره أن أبايع من وراء رتاج ".. فالخلافة لا تأتي من وراء ستار.

يقول العقاد : " لقد تمت البيعة على الوجه الذي عرفه التاريخ، ولا جدال بين المنصفين فيما ابتغوه من خير وحكمة، فما ابتغي أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا أبو عبيدة نفعا لأنفسهم وما قصروا بعد يوم البيعة في نصرة دينهم.. وآمن علي بحقه في الخلافة، ولكنه أراده حقا يطلبه الناس.. ولم تمنعه البيعة لغيره أن يعينه بالرأي والسيف ويصدق العون لأبي بكر وعمر".

أرض فدك :

من أكثر القضايا التي يخوض فيها الخائضون، ما حدث بين الصديق أبو بكر والسيدة فاطمة بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم، حيث اتهم البعض أبي بكر بأنه اعتدى على حق السيدة فاطمة ومنعها ارثها في أرض فدك.

يقول العقاد : " وخلاصة الحديث في أمر فدك أنها كانت قرية كان النبي يقسم فيئها بين آل بيته وفقراء المسلمين، فلما قضي النبي أرسلت السيدة فاطمة – رضي الله عنها - إلى أبي بكر تسأله ميراثها فيها وفيما بقي من خمس خيبر..

فقال "إن رسول الله كان يقول إننا معشر الأنبياء لا نورث شيئا من صدقة"،

ويقال أن الزهراء احتجت عليه بقول نبي الله زكريا عليه السلام والمنصوص عليه في القرآن الكريم بقوله تعالى : " يرثني ويرث من آل يعقوب" وقوله سبحانه "وورث سليمان داود" ،

فرد عليها أبو بكر "يا بنت رسول الله : أنت عين الحجة ومنطق الرسالة...ولكن هذا أبوالحسن (الإمام على) بينك هو الذي أخبرني بما تفقدت، وأنبأني بما أخذت وتركت".

وجاء في شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة أن أبابكر قال مخاطبا فاطمة: كان رسول الله يأخذ من فدك قوتكم ويقسم الباقي على ويحمل منه
في سبيل الله ، فما تصنعين بها؟
قالت : اصنع بها كما يصنع أبي.
قال : فلك على الله أن أصنع كما يصنع فيها أبوك
قالت : الله لتفعلن؟
قال : الله لأفعلن.
قالت: اللهم أشهد
وكان أبو بكر يأخذ غلتها فيدفع إليهم منها ما يكفيهم ويقسم الباقي وكان عمر كذلك ثم عثمان ثم كان على كذلك".

الذرية الفاطمية :

آمنت ذرية السيدة فاطمة بحقها في الخلافة، لكن نجح بني أمية في الاستبداد بالأمر وكان ما كان من استشهاد الحسين رضي الله عنه ثم تحالف العباسيون والعلويين للقضاء على دولة بني أمية، فلما تم لهما ذلك أقصى آل العباس العلويين مرة أخرى وقالوا أن الانتساب إلى النبي من جانب عمه العباس أقرب من جانب على ابن عمه أبي طالب.

استمر كفاح العلويين طويلا، حتى نجحوا في إقامة دولة لهم بالمغرب في القرن الثالث الهجري.. ولأن الدولة الفاطمية قامت على أساس أن الفاطميين الأولى بالخلافة لأنهم أقرب من النبي من العباسيين، قامت الدولة العباسية بإنكار هذا النسب والادعاء أن خلفاء الفاطميين ليسوا إلا يهود أو مجوس يبيتون سرا للقضاء على الإسلام، وزعموا أنهم ينتسبون إلى ميمون القداح بن ديصان الثنوي القائل بالإلهين. وهذه التهم لم يثبت عليها دليل,, ولنقرأ سويا في كتاب العقاد كيف أثبت كذب هذه الافتراءات.

كانت العرب أمة نسابة.. وقد عظمت العناية بذرية النبي عليه السلام صونا للنسب الشريف، ودفعا للأدعياء من طلاب الخلافة، فلم يقع لبس قط في نسب أبناء فاطمة مدى الصدر الأول من الإسلام.. ولم يكن الشك في النسب مطعنا في دعوى أحد من أبناءها إلى أن قامت الدولة الفاطمية، أما قبل ذلك فقد كان دعاة الدولة العباسية يناقشونهم الحجة في حق الخلافة مع اعترافهم بانتسابهم إلى السيد فاطمة.

أنكر العباسيون نسب الفاطميين، وكان لهذا الإنكار أسباب عديدة فقد كان الفاطميون يطلبون الخلافة ويعتمدون في طلبها على انتسابهم إلى السيدة فاطمة الزهراء، وهي بالطبع أقرب من العباس جد العباسيين.

كان انتقال الخلافة إلى الفاطميين نذيرا بزوال عروش كثيرة، منها عروش العباسيين في بغداد والأخشيديين في مصر والأغالبة في افريقية الشمالية والأمويين في الأندلس.

لكن كان العباسيون أخوف الخائفين من نسب الفاطميين، لذلك سارع الخليفة العباسي وجمع الفقهاء والنسابين وكتبوا بيانا ينكر انتساب الفاطميين إلى الإمام علي – كرم الله وجهه - ويصفونهم بأنهم "كفار فساق زنادقة ملحدون معطلون، وللإسلام جاحدون، أباحوا الفروج وأحلوا الخمور وسبوا الأنبياء وادعوا الربوبية".


بقلم / السيد حامد - المصدر : محيط - شبكة الاعلام العربيه .


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس