رد: خاطرة في موت اطفال غزة
أنخفضُ حين يسقط أطفال غزة، أنخفض داخل انخفاضي، أتكوّم على أطراف نفسي، أتداخل في بعضي، تهجرني تفاصيل مكاني، ينفيني جسدي؛ فلا أقدر على معرفة مكان أنفي أو ظهري أو سريري أو فنجان قهوتي، تنخفض غرفتي وطاقتي وكل الأمكنة والأشياء ولون الزهر ورائحة المريمية في الحديقة وأصوات الطيور، تنخفض ظهور الآباء الفلسطينيين وهم يصحبون أطفالهم الأحياء صباحاً إلى الروضات، يندسون مسرعين في دفء سياراتهم، يهربون إلى بيوتهم وسحابة من الاعتذار تجلل وجوههم في مرايا سياراتهم، تسحل الكتب عن الرفوف، أنزوي في قعر شعور عارم بأنقاض الأشياء، في منتصف الليل، مركز البرد، أسمع صوتك الوسيم، قي قرص مدمج جديد أعده مؤخراً الجميل سمير جبران، مزيج شهي أنيق من قصائدك في أمسيات متنوعة وقصائد مختلفة مع مزيج دافق من ألحان متنوعة في أمسيات متباعدة للأشقاء الثلاثة المبدعين، أتلظى وحدي في أتون موتنا الكثير.
|