عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-15, 12:15 PM   #1
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
الفقيه والسلطان ... تأريخ ضد التعالي على الواقع


والسياسة من حيّز النظري إلى العملي في غير سياق وفي غير موضع.
تبدو من أشد العلاقات تعقيداً وحساسية لدى المجتمعات في تحوّلاتها، سواءً في مستواها التاريخي المحمول، غالباً، على التنزيه والتعرية، أو في متواها الاهن المشغول بالاستعادة المفاهيميّة.
من هنا تأتي أهمية كتاب "الفقيه والسلطان: جدلية الدين والسياسية في تجربتين تاريخيتين، العثمانية والصفوية-القاجارية" للمؤرخ اللبناني وجيه كوثراني، حيث أعاد "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" إصداره هذا العام في طبعة رابعة (صدرت طبعته الأولى عام 1989).
في كتابه، يركّز كوثراني على تحقيق المقاربة (الفقهية/ السلطانيّة) بين التجربتين: العثمانية والصفوية، إذ يرفعهما إلى مصافّ المعادل الموضوعي في الواقع والمفهوم. فيعتبر نظرية "الخلافة" عند السنّة مكافأة في واقعها ومعادلة في موضوعها لنظرية "الولاية المعصومة" عند الشيعة. ليذهب بعدها إلى التدليل على "الثماثل والتماهي" بين شاهات إيران (الصفويون القاجاريون) وسلاطين آل عثمان.

وبذلك تُركّب المقاربة -وكأنّ مسرحها يقع في قلب ما يجري اليوم- بانوراما الاستقطاب الطائفي في المنطقة. فالاحتراب والتأويل السائد الذي يفيض عن الجغرافيا وألوان المذهبة، يستمد تأصيله من المخزون العثماني-الصفوي.
ينفي الكاتب انحسار الصراع العثماني-الصفوي في قنوات التأليف العلمي النظري، أو في ثنائية الصراع الشيعي-السني البحت، مفسّراً صورة المسلمين عن ماضي دولهم الإسلامية الأخيرة التي انتسبت إلى الشريعة الإسلامية، وتبادل المواقع بين القوتين السياستين النقيضتين، واتخاذ كل منهما لبوساً طائفياً، إضافة إلى نشوء الدول الإقليمية مع انتهاء عصرهما.
وعن تحوّل "الخلافة" إلى "مُلك"، يتناول كوثراني مسألة التأصيل منذ العهود الأولى التي حصل فيها الانفصال عن العهد الإسلامي الأول، وبداية تشكّل البناء السلطاني للدولة.
هنا يشدّد الباحث على أنّ "تاريخ الدولة الغالب في الإسلام هو تاريخ الدولة السلطانيّة لا تاريخ دولة الخلافة"، محذّراً من التعالي على "التاريخ والواقع" والمسارعة إلى نفي الخلاف والصراعات السياسية التاريخية باسم "التوحيد" أو "الوسطية".
إنّ إحلال مصطلح "السلطان"، مكان مصطلح "الخليفة" في العصر موضع البحث، وغياب الخليفة ثمّ الحرص على استعادته -كيفما اتفق- تبعاً لمصالح سياسية تاريخيّة، يجعل من هامش "التشويه التبسيطي"


توقيع : هيام1
قطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ولكن بدوام التنقيط.


زهرة الشرق

هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس