عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-15, 09:19 PM   #2

الجوليانيه
خطوات واثقة

رقم العضوية : 17154
تاريخ التسجيل : Dec 2012
عدد المشاركات : 187
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ الجوليانيه
رد: صاحب من إذا ذكرت الله أعانك


[frame="1 10"]

{وَيُحَسِّنُ الْحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ، وَيُقَبِّحُ الْقَبِيحَ وَيُوهِنُهُ} لا يوجد مجاملات، فالذي ضيَّع الناس في هذا الزمان المجاملات، يعرف أن هذا الأمر غير سديد ولا رشيد لكن يصفه لصاحبه أن هذا الأمر لا يساويه شيء من قريب ولا من بعيد، وهذا من النفاق الذي ضيَّع مجتمعنا.

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُعلِّمنا ذلك، كل ما علَّمه لنا حسن الكلام في النقد، فنبدأ أولاً بالمدح بما في الشيء من محاسن، ثم نذكر العيب، فلا بد من قول الحق: {قُلِ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا}{11}
قل الحق ولوكان على نفسك، وهذا نظام الإسلام.

{مُعْتَدِلَ الأَمْرِ غَيْرَ مُخْتَلِفٍ} يمشي على الوسطية من غير اختلاف، أي أن جميع أفعاله صلى الله عليه وسلم وأقواله على غاية من الإعتدال محفوظ من أن يصدر عنه أمور متخالفة أو يعارض بعضها بعضاً وهذا دليل على كمال عقله واحكام أمره صلى الله عليه وسلم، فالوسطية فيها السلامة كما قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}البقرة143

{لا يَغْفَلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفَلُوا أَوْ يَمِيلُوا} لا يغفل عن ذكر الله، إذا زرنا أخاً لنا ونخوض في الدنيا ويخوض معنا، فمَن سيذكر الله منا بعد ذلك؟ لا أحد، ولذلك كان من وصايا شيخنا الشيخ محمد علي سلامة رضي الله: "إذا جالست أحداً فلا تتحدث معه في أموره الخاصة وأمور دنياه إلا لدقائق معدودة؛ ثم اهبطا أنت وهو إلى وادي الآخرة".

انظرا في آية من كتاب الله، أو حديث من أحاديث رسول الله، أو ذكر الله، أو الصلاة على رسول الله، فلا نضيع الوقت في الدنيا، ولكن نُدخل أنفسنا في الأمر الجامع الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل أَيُّ الأَصْحَابِ خَيْرٌ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: {صَاحِبٌ إِذَا ذَكَرْتَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَعَانَكَ، وَإِذَا نَسِيتَهُ ذَكَّرَكَ}{12}

وكذلك لا يغفل صلى الله عليه وسلم عما فيه مصالح أتباعه من تذكيرهم وارشادهم ونصيحتهم وتعليمهم مخافة أن يغفلوا فيزلوا أو يميلوا إلى الراحة والكسل ويبطئوا عن العمل فهو صلى الله عليه وسلم يشد عزمه ويتعهدهم بالتذكير والنصح.

{لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ} وهذه قوة النبوة، وإعانة رب البرية عز وجل لحضرته صلى الله عليه وسلم، إذا رزقه الله ومن حوله همٌ وجَّههم إلى الدعاء، وإذا لاقوا مشقة وجَّههم إلى الصبر، وإذا لاقوا عدواً وجَّههم إلى الاستعانة بالله وبذكر الله، ثم الاعتماد على السلاح وعلى رباطة الجأش وقوة الإيمان في القلوب. إذاً لكل أمر عنده عتاد، إذا وجد قوماً أغناهم الله يوجِّههم إلى شكر الله، وإذا وجد قوماً تركوا العمل يوجِّههم إلى العمل.

{وَلا يُقَصِّرُ عَنِ الْحَقِّ وَلا يُجَاوِزُهُ} هو الحق في قوله وفعله وعمله، إن كان مع نفسه، وإن كان مع أهله، وإن كان مع أمته، دائماً وأبداً هو الحق، وينطق بالحق، ويقول الحق، ويفصل بين الناس بالحق، ولا يتجاوز الحق قدر أنملة ولا طرفة عين أبد الآبدين. فهو صلى الله عليه وسلم على الحق المستقيم لا افراط ولا تفريط ولا تقصير عن الحق ولا مجاوزة للحق وذلك في جميع أموره وقضاياه.

{الَّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسِ خِيَارُهُمْ} ينتقي الأخيار من الأصحاب، ويقول صلى الله عليه وسلم: {الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ}{13}

{وَأَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةً} أفضلهم من هو دائماً ينصح الناس، ويُوجِّه الناس، ويُقوِّم الناس، لأن هذا هو الذي أرسله به رب الناس: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}آل عمران104

{وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُؤَاسَاةً وَمُؤَازَرَةً} أعظمهم الذي يواسي إخوانه، يواسي الفقراء بالإنفاق، ويواسي المرضى بالزيارات والتخفيف، ويواسي أهل الأموات بالذهاب إليهم وتعزيتهم، ويواسي كل إنسان بما يليق به، لأنه دائماً يلتف بإخوانه، ويحاول أن يكون دائماً معهم على كل حال ويواسيهم ويعاونهم.


{1} سنن الترمذي والطبراني والبيهقي {2} سنن الترمذي والبيهقي {3} سنن الترمذي والبيهقي {4} مسند الشهاب عن جابر بن عبد الله {5} معجم الطبراني عن جابر بن عبد الله {6} الحاكم في المستدرك ومسند أحمد عن عبادة بن الصامت {7} مسند الشهاب عن أنس {8} سنن الترمذي والطبراني عن أبي سعيد الخدري {9} الصحيحين البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها {10} {إن الله} أمالي بن مردوية وأبي مطيع المصري عن عائشة رضي الله عنها، و{مدارة الناس} لابن حبان في صحيحه والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان عن جابرٍ {11} صحيح ابن حبان ومسند الشهاب عن أبي ذر {12} الإخوان لابن أبي الدنيا {13} مسند أحمد والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة
[/frame]


الجوليانيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس