عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-14, 06:09 AM   #30
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: بقلم - جاسم المطوع


التجربة الكندية في المراكز الأسرية

الاثنين 13 أكتوبر 2014 - الأنباء


[BIMG]http://www.alanba.com.kw/absolutenmnew/templates/GlobalTemplate/492_3.jpg[/BIMG]
«كندا» تريد أن تتميز كدولة عن غيرها، فكلفت فريقا من الخبراء ليدرس لها كيفية السبل للتفوق والتميز على الدول الأخرى، وكانت نتيجة البحث الطويل أنه لا بد من «الاهتمام بالأسرة» لأنها هي الطريق السريع والأقوى لتفوق الدولة وتميزها، وذلك من خلال وسيلة تبنتها الدولة وهي فتح «مركز أسري» في كل حي كندي.
ثم عملوا أبحاثا طويلة لمعرفة أولويات هذا المركز، وما هي برامجه وأهدافه تجاه الأسرة حتى يركزوا على الأهم والأولى، وانتهى البحث على أن أسرع وسيلة لتميز الأسرة في أمرين: الأول أن يعطي المربي جزءا من وقته اليومي ليتواصل مع أبنائه، والثاني أن يتحاور معهم في أمور تساهم في تنميتهم وتطوير شخصيتهم، وخاصة للعمر الأقل من 6 سنوات فهي أهم مراحل التواصل والتربية، والاهتمام بهذه المرحلة يضمن تميز المجتمع مستقبلا، وبناء على ذلك تم عمل مراكز للإرشاد الأسري مهمتها تدريب العاملين في المراكز الأسرية تدعم برامج المراكز الأسرية كيفية التعامل مع المربين.

وقد زرت أحد هذه المراكز في حي «ريشموند» بفانكوفر وسألتهم هل تقصدون بالمربين الوالدين؟ فكان الجواب: لا، وإنما المربي هو كل من يتولى تربية الطفل وتوجيهه مثل الوالدين أو الجد والجدة أو المعلمين بالمدارس، ثم سألتهم كيف يتواصل المركز الأسري مع المربين؟ فقالوا: نحن نعتمد على أسلوب «التوعية العفوية»، فاستغربت من الفكرة وقلت لهم كيف ذلك؟

قالوا: لأن المربين دائما يعتقدون أنهم يربون بطريقة صحيحة، وهم لا يعرفون المتغيرات التي تحصل للطفل بسبب نموه، سواء كان هذا المتغير عقليا أو صحيا أو بدنيا أو غيرها، فكان أكبر تحد يواجهنا هو كيف نشعر المربي بأن ما يفعله خطأ بينما هو يعتقد أنه صواب؟ قالوا: فابتكرنا أسلوب «التوعية العفوية» وهي عبارة عن لقاء شهري أو ربع سنوي نعمله للأسرة ونطرح فيه ما يهمهم من جوانب صحية أو غذائية أو غيرها، ونقتنص هذه الفرصة فيتطرق الخبير التربوي لمهارات تربية الأطفال بطريقة عفوية، فيتفاعل الحاضرون مع المعلومات التربوية التي يقولها الخبير فيسأل ويحاور ومن ثم نكون قد حققنا الهدف.

قلت: وهل رأيتم نتائج إيجابية لتكنيك «التوعية العفوية»؟ قالوا: نعم وهي نتائج مثمرة وقوية للأطفال الصغار، فلما نجحنا في توعية المربين في كيفية تربية الأطفال اكتشفنا أننا أهملنا توجيه المربين لمهارات التعامل مع المراهقين، وهذا البرنامج الذي نخطط له الآن، قلت: إذن مهمة المركز الأسري مثل مهمة المراكز الاجتماعية التي بدولنا، قالوا: لا، نحن كذلك لدينا في كل حي مركز اجتماعي وله دور مختلف عن المركز الأسري، قلت: وما الفرق بين المركز الاجتماعي والمركز الأسري هنا في كندا؟، قالوا: المركز الاجتماعي يهتم بكل أفراد الأسرة كبيرهم وصغيرهم وفيه ملاعب رياضية ويقدم برامج تعليمية مثل تعليم اللغات وغيرها وبعضهم فيه مسابح، أما نحن فمركزنا الأسري يهتم بالجانب الصحي والنفسي للأسرة وخاصة توعية المربين بتربية الأطفال.

قلت: ولماذا كل الدراسات والأبحاث عندكم كانت نتيجتها الاهتمام بالطفل والحرص على تنميته وتميزه تربويا؟ قالوا: لأن علماؤنا وخبراؤنا الذين قاموا بالدراسات العلمية أكدوا لنا أن أول 6 سنوات من عمر الطفل هي الكفيلة بصناعة جيل المستقبل، وعلى مقدار الجهود التربوية فيها يتم تقرير مدى تميز المجتمع أو الدولة بعد 20 عاما.

قلت: ولكنني لاحظت في مركزكم الأسري حديقة ومطبخا ومكانا لألعاب الأطفال فلماذا هذه الأقسام؟ قالوا: نريد أن نشعر من يأتينا بأننا بيت مثل بيته، أما المطبخ فنستفيد منه في تعليم الأمهات الطبخ وهذا يساعدهم على حسن إدارة بيتهم، أما الحديقة فإنه قد ثبت علميا أن الزراعة تعالج كثيرا من المشاكل النفسية والصحية للإنسان، فنعلم من يأتينا الزراعة ليزرع في بيته وهذا يساعدنا على استقرار نفسيته ومن ثم استقرار تربيته لأبنائه، أما قاعة ألعاب الأطفال فإننا نستثمرها في توصيل كثير من المعاني التربوية والقيم للوالدين وللأطفال.

قلت: وهل مركز الأسرة هذا يتبع شركة خاصة أم هي جهة خيرية؟ قالوا: بل يتبع القطاع الحكومي وليس الخاص، قلت: إذن عمل القطاع الحكومي عندكم متميز، قالوا: إن كندا من الدول القليلة التي يتميز فيها القطاع الحكومي على القطاع الخاص، قلت متعجبا: هذه معلومة غريبة علي لأن كما هو المعروف أن القطاع الخاص أفضل من الحكومي وهذا ما نراه في بلادنا، قالوا: نحن هنا لدينا المعادلة مختلفة، قلت: وهل من رسوم تدفعها الأسر للمركز مقابل هذه الخدمات التي تقدمونها لهم من توعية في التربية والتنمية؟ قالوا: نعم نأخذ من كل أسرة مبلغ 25 دولارا بالسنة فهو اشتراك رمزي سنوي، قلت: ولكن المظهر الخارجي والداخلي لهذا البيت يبدو أنه متواضع فهل هذا مقصود؟ قالوا: نعم لأننا نريد أن نشعر العائلات التي تأتينا بأننا لسنا أعلى مستوى منهم.

انتهى اللقاء وكان لقاء رائعا اطلعنا على تجربة فريدة من نوعها لخدمة الأسرة الكندية في تدريب المربين على مهارات تربية الأبناء وحسن التواصل والحوار معهم ليكونوا متميزين، وكما ورد «الحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أحق بها»، فلنستفد من تجارب الآخرين في تطوير خبراتنا وتجاربنا.

drjasem@


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس