عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-14, 05:37 PM   #2
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: الشاعر الأندلسي ابن الأبّار أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي


للشاعر الاندلسي ابن الأبار ديوانا ظل مجهولاً لعدة قرون،
وقد أثبت هذا الديوان نسب القصيدة الهمزية - التي نسبتها المصادر القديمة لشاعر مجهول -
وهي لابن الأبار .
له السينيّة الشهيرة، وهي القصيدة التي ألقاها في محفل كبير بين يدي الأمير الحفصي حاكم تونس، يستصرخه لإنقاذ بلنسية المحاصرة من الأعداء.

سينية ابن الأبار تقل عن (( نونية أبي البقاء الرندي في رثاء الأندلس "أم المراثي"، ومطلعها:
لكل شيء إذا ما تم نقصانُ
فلا يُغَرَّ بطيب العيش إنسانُ ))
شأنا ولا جمالاً وإبداعاً وهي صرخة استغاثة تستنهض الهمم للدفاع عن الأمة ومقدساتها
وقد بلغت سبعاً وستين بيتاً كما جاءت في ديوان ابن الأبار وصفها المقرّي في أزهار الرياض
بقوله: (وهي من غُرَر القصائد الطنانة ) كما وصفها في نفح الطيب بالسينية الفريدة التي
فضحت من باراها، وكبا دونها من جاراها ثم أوردها في كلا مصنفيه كاملة وبلغت 67 بيتاً،

ونقل المقري عن الغبريني قوله في سينية ابن الأبار:
"لو لم يكن له من الشعر إلا قصيدته السينية التي رفعها للأمير أبي زكريا - رحمة الله تعالى -
يستنجده ويستصرخه لنصرة الأندلس، لكان فيها كفاية، وإنْ نَقَدَها ناقد، وطعن عليه فيها طاعن،
ولكن كمال قال أبو العلاء المعرّيّ:
تكلم بالقول المضلل حاسد
وكل كلام الحاسدين هواء"

وقد أورد ابن خلدون سينية ابن الأبار في سبعة وأربعين بيتاً، وذكر المناسبة التي قيلت فيها
خلال سرده لخبر بيعة بلنسية ومرسية وأهل شرق الأندلس ووفدهم لأمير إفريقية وحاكمها ابي
زكريا الحفصي.

يقول رحمه الله :"ثم تملك طاغية قشتالة مدينة قرطبة، وظفر طاغية أرغون بالكثير من حصون
بلنسية والجزيرة، وبنى حصن أنيشة لحصار بلنسية، وأنزل بها عسكره وانصرف، فاعتزم زيان
بن مردنيش غزو من بقي بها من عسكر أرغون، واستنفر أهل شاطبة وشقر وزحف إليهم،
فانكشف المسلمون، وأصيب كثير منهم واستشهد أبو الربيع بن سالم شيخ المحدثين بالأندلس
(شيخ ابن الأبار)، وكان يوماً عظيماً، وعنواناً على أخذ بلنسية ظاهراً، ثم ترددت عليها سرايا العدو،
ثم زحف إليها طاغية أرغون في رمضان سنة خمس وثلاثين (يعني 635ه) فحاصرها واستبلغ في
نكايتها.

" وكان بنو عبد المؤمن في مراكش قد فشل ريحهم، وظهر أمر بني أبي حفص بأفريقية، فأمل ابن
مردنيش وأهل شرق الأندلس الأمير أبا زكريا للكرة، وبعثوا إليه بيعتهم، وأوفد عليه ابن مردنيش
كاتبه الفقيه أبا عبدالله بن الأبّار صريخاً، فوفد وأدى بيعتهم في يوم مشهود بالحضرة، وأنشد في
ذلك المحفل قصيدته على رويِّ السين، يستصرخه فيها للمسلمين"، ولبى الأمير الحفصي النداء
وأرسل اسطوله إلى شواطئ بلنسية يحمل المدد من طعام وسلاح لكن بعد فوات الأوان وسقوط المدينة
بيد العدو بعد أن سلمت صلحاً "وكان أمر الله قدراً مقدوراً".
مطلع القصيدة :
أدركْ بخيلك خيل الله أندلسا
إن السبيل إلى منجاتها دَرَسَا
" منقول بتصرف "


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس