غارات جوية بمشاركة 5 دول عربية دكّت مقار ومواقع
«للدولة الإسلامية» و«النصرة» في سورية.. وأميركا
أحبطت هجوماً وشيكاً على مصالحها أعدته جماعة خراسان
المعركة العالمية ضد «داعش» بدأت.. ومقتل الفضلي
الأربعاء 24 سبتمبر 2014 - عواصم ـ وكالات
[BIMG]http://www.alanba.com.kw/articlefiles/2014/09/500474-2.jpg?[/BIMG]
صورة تداولتها مواقع الكترونية لمن قالت أنه محسن الفضلي زعيم جماعة خراسان
[BIMG]http://www.alanba.com.kw/articlefiles/2014/09/500474-3.jpg?width=300[/BIMG]
صورة وزعتها «الپنتاغون» لمقر قيادة «داعش» في سورية قبل وبعد قصفه بغارة اميركية.. وفي الإطار صورتان لمحسن الفضلي (رويترز)
صورة وزعتها «الپنتاغون» لمقر قيادة «داعش» في سورية قبل وبعد قصفه بغارة اميركية.. وفي الإطار صورتان لمحسن الفضلي (رويترز)
انقشع فجر يوم امس على وقع طليعة الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي في حربه على تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في سورية بمشاركة خمس دول عربية هي الامارات والبحرين وقطر والسعودية والاردن .
وأعلن متحدث عسكري اميركي ان هذه الضربات الجوية في سورية كانت ناجحة جدا وأنها «مجرد بداية».
وقدرت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) نسبة دقة هذه الضربات بـ96% .
وقالت انها استهدفت مقار قيادة ومعسكرات تدريب ومخازن اسلحة لـ«داعش» في الرقة ودير الزور، ولجبهة النصرة في ريفي حلب وادلب.
وفيما قال الجيش الاميركي انه من المبكر تقييم نتائج هذه الضربات أكدت مصادر المعارضة السورية أن الغارات ادت الى مقتل مالا يقل عن 120 عنصرا من داعش والنصرة.
وعلاوة على ضرباتها الصاروخية والجوية على «داعش»، شنت واشنطن نحو 8 هجمات استهدفت مقار لجماعة أخرى تابعة لـ «القاعدة» تطلق على نفسها «خراسان» في ريف ادلب شمال سورية.
وعزت البنتاغون هجومها هذا لتعطيل مخطط وشيك كان في المراحل الأخيرة من تنفيذ هجمات ضد أهداف أميركية وأوروبية.
وقالت مصادر ميدانية وإعلامية عربية وسورية إن الغارات قتلت زعيم الجماعة محسن الفضلي (الذي يشاع أنه كويتي الجنسية)، وهو مرتبط منذ فترة مراهقته بتنظيم القاعدة، ما سمح له بامتلاك سنوات طويلة من الخبرة الأمنية رغم انه لم يتجاوز 33 عاما، ووصل إلى سورية قادما من ايران في أبريل 2013، وبدأ يعمل مع «جبهة النصرة» قبل ان يتم الطلاق بينهما، بحسب شبكة «سي.ان.ان» الاميركية.
واشنطن: السجن المؤبد لأبوغيث صهر بن لادن
حكم على صهر أسامة بن لادن والناطق السابق باسم تنظيم القاعدة سليمان ابوغيث أمس في نيويورك بالسجن المؤبد.
وكانت هيئة المحلفين اعتبرت في السادس والعشرين من مارس الماضي ان هذا الإمام السابق (48 عاما) الكويتي الأصل الذي برر خصوصا اعتداءات 11 سبتمبر 2001 بعد ساعات قليلة من وقوعها، مذنبا بالضلوع في مؤامرة تهدف الى قتل أميركيين، وبتقديم الدعم المادي لإرهابيين.
وقبل ان يتبلغ عقوبته قال في قاعة المحكمة الفيدرالية في مانهاتن بالعربية عبر مترجم انه لا يرضخ سوى لحكم الله مستشهدا بآيات قرآنية.
وقال: «اليوم وفي الوقت الذي تعملون على دفني حيا فإنكم تطلقون ايدي آلاف المسلمين الذين سينضمون الى تجمع الرجال الأحرار».
وقال القاضي لويس كابلان قبل ان يعلن الحكم بالسجن المؤبد بحق ابوغيث ان الأخير لم يظهر أي ندم.
وقال موجها كلامه اليه «مازلت تواصل التهديد وما قمت به يستحق الحكم الأقصى».
مقتل الفضلي
وعودة إلى جماعة خراسان وزعيمها فقد أعلنت وزارة الدفاع الاميركية (الپنتاغون) ان القوات الاميركية التي شنت اولى الضربات الجوية ضد متطرفي تنظيم داعش (الدولة الاسلامية) في سورية استهدفت ايضا مجموعة متطرفة اخرى تسمى «خراسان» كانت تخطط لهجوم وشيك ضد قوات اميركية وغربية، وسط معلومات نقلتها مواقع سورية عن مقتل زعيمها الكويتي محسن الفضلي، في الغارات على شمال سورية.
وتابع ان الولايات المتحدة شنت ضربة ايضا «لاحباط الهجوم الوشيك ضد الولايات المتحدة ومصالح غربية الذي كانت تخطط له شبكة من قدامى عناصر القاعدة يشار اليها في بعض الاحيان بتسمية مجموعة خراسان.
وقال ان «القيادة المركزية الأميركية شنت 8 ضربات شملت معسكرات تدريب، ومنشأة لتصنيع المتفجرات والذخائر، ومبنى للاتصالات ومنشآت للقيادة والتحكم».
وأوضح البيان أن «هذه الجماعة التي تضم قدامى المحاربين المخضرمين في تنظيم القاعدة أسست ملاذا آمنا في سورية لشن الهجمات الخارجية، وبناء واختبار العبوات الناسفة وتجنيد الغربيين لإجراء العمليات»، لافتا إلى أن «هذه الضربات التي استهدفت الجماعة نفذتها القوات الأميركية فقط».
من ناحيتها، رصدت شبكة «سي ان ان» الاميركية الرحلة الطويلة التي خاضها القيادي الكويتي في تنظيم القاعدة محسن الفضلي، قادته من عائلته الشيعية إلى صفوف التنظيم المتشدد ومنه إلى عمليات أمنية في منطقة الخليج وإيران وصولا إلى سورية التي شكل فيها «شبكة خراسان» التي استهدفتها واشنطن أمس.
وذكرت الشبكة نقلا عن مصادر سعودية أن الفضلي هو أخطر وأهم عنصر كويتي في تنظيم القاعدة، وارتبط اسمه كثيرا بأحداث التفجير والمواجهات الأمنية داخل الكويت وخارجها.
وقال مصدر أمني في الشرق الأوسط لشبكة «سي ان ان» الاميركية ان الفضلي وصل إلى سورية في أبريل 2013، وبدأ يعمل مع «جبهة النصرة» التابعة للقاعدة، وبعد تسعة أشهر من ذلك الارتباط بينهما بدأت المصادر الأمنية الأميركية تشعر بالقلق من إمكانية وجود مخططات لدى الجبهة لاستهداف أميركا.
لكن بعد ذلك بفترة، أنهت جبهة النصرة العلاقة مع الفضلي، وتقول المصادر التي تحدثت طالبة عدم ذكر اسمها ان الجبهة قد تكون قد ارتابت من الفضلي، معتبرة أن لديه ارتباطات مع إيران التي كان ينشط فيها بصفته ممثلا عن التنظيم لديها، أما خططه لاستهداف أميركا فقد كشفها أحد حراسه، والملقب بأبو راما والذي كان قد وقع مؤخرا في قبضة عناصر تابعة لنظام بشار الأسد.
وبحسب المصادر الخاصة فإن الفضلي كان يحاول استغلال النجاح الذي سجلته داعش في تجنيد العناصر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تكرار التجربة وتجنيد عناصر غربية يمكن تدريبها وإعادة إرسالها إلى الغرب من أجل شن عمليات إرهابية.
وقد عاونه على ذلك أحد الوجوه البارزة في الشبكة السعودي عبدالرحمن الجهني الذي وصل معه إلى سورية برفقة عدد من العناصر الرفيعة المستوى من القاعدة من أجل التحضير لهجمات ضد الغرب.
ويعتقد أن الفضلي على صلة بمواجهات وقعت قرب الحدود السعودية، إلى جانب التورط بتجنيد الأحداث للعراق، وقضايا أخرى خارج الكويت مثل محاولة تدمير المدمرة كول على ساحل اليمن.
وهو على قوائم المطلوبين للسعودية منذ عام 2005، وهو كذلك من بين المطلوبين للولايات المتحدة، وقد ورد اسمه في خطاب للرئيس السابق جورج بوش حيث عده من بين أبرز الإرهابيين الذين تلاحقهم واشنطن في العالم.
وبرز اسم محسن الفضلي للمرة الأولى عام 2000 عندما ألقت السلطات الأمنية الكويتية القبض عليه بتهمة محاولة تفجير مؤتمر التجارة العالمي الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة إسرائيلية، حيث برئ من هذه التهمة، بينما قضت المحكمة بإدانة متهمين آخرين، كذلك قضت محكمة التمييز الكويتية ببراءته من قضية تفجير سفينة بعد إدانته بمحاكم الدرجات الدنيا، ومن ثم ورد اسمه بقضايا على صلة بمحاولات اغتيال لشخصيات عراقية، علما أن الفضلي هو «هو السني الوحيد في عائلته الشيعية» وفقا لما أكده موقع «السكينة» السعودي.