انطباعات الأجنبي عنّا
الصّورة التي يكوّنها شخص أجنبي عاش مدّة لا بأس بها في العالم العربي قد تكون فظيعة لو انتبهنا إليها أو لاحظناها جيداً، وإذا كان نوتوهارا متفهّماً فغيره لا يستطيع أن يكون بهذا القدر من سعة الأفق، فقد تعرّض هذا الرّجل إلى مختلف التّجارب التي نشاهدها يومياً دون أن نهتم بها، وسجل جميع ما مر به لكي يذكرنا بالواقع المزري الذي نعيش فيه، من رشوة وسرقات -التي تعرّض لها عدّة مرّات- الموظفين الحكوميين وتسول الأطفال، كل هذا وغيره لا يستطيع الأجنبي أن يفهمه لأنّه من بلد لا توجد به مثل هذه الحالات، والتفسير الذي يضعه الكاتب، هو وجود القمع والتسلط الحكومي على الشّعب، فلا أحد يستطيع أن يتناول مواضيع “السياسة والجنس والدّين أيضاً” وهذان العفريتان (القمع والتسلط) ناتجان عن غياب الديمقراطيّة، “فالحكم الطويل يعلم الحاكم القمع إذا كان لا يعرفه