رد: ,,نوبوأكي نوتوهارا أستاذ الأدب العربي المعاصر,,
[align=center]بين المجتمع الياباني والمجتمع العربي
يعقد الكاتب مقارنات كثيرة بين المجتمعين الياباني والعربي، ويركّز على الاختلافات الموجودة بين هذين المجتمعين في نواحي عديدة، صحيح أنّ المجتمع العربي لا يرقى إلى مستوى المجتمع الياباني في كثير من الأمور، إلا أنّ المجتمعين يحتويان على نفس المكوّنات، التي تجعلهما يواصلان وجودهما وهي “النّاس” لكن النّقاط التي يجب التّركيز عليها هي طبيعة الحياة والحريّة في كل من المجتمعين، مثل القمع، الخوف، وعدم الإحساس بالمسؤوليّة … الخ. وبديهي أن مجتمعاتنا تعاني بشكل مكثّف من هذه الأمور، إلى درجة تجذّرها في جميع أنماط حياتنا، ونموذج على هذا الأمر قول المؤلف:
“عندنا في اليابان نقول عندما لا نستطيع أن نتكلم بحرية: عندما أفتح فمي فإن هواء الخريف ينقل البرد إلى شفتي. والعربي عندما لا يستطيع أن يصرح بما في نفسه عليه أن يقول تحت لساني جمرة. ذلك أنّ ظروف المجتمع العربي الشديدة تحتاج إلى جمرة بدلا من تعبيرنا عن البرد.” ص 9.
وهذا يعني أن الخوف موجود عندنا حتّى في أمثالنا الدارجة، هذا في حين أن الياباني لا يخاف من سلطة ترهبه أو تؤذيه، فخوفه من الزّلازل وما شابه هو شغله الشاغل. وعلى الرّغم من كلّ ما ذكرناه، يجب أن لا يغيب عن بالنا أن هذه المقارنات مجرّد انطباعات شخصيّة للكاتب أو مجموعة أحداث حصلت له، وليست دراسات أو إحصائيات يعول عليها كثيراً، وقد رأى نفسه جديراً وأهلا للكتابة عنها بعد أن عاش في كلا المجتمعين وحصل على خبرة جيّدة بهما.[/align]
|