عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-14, 06:26 AM   #14
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: بقلم - جاسم المطوع




لولا «الانستغرام» لطلقت زوجتي

الاثنين 10 فبراير 2014 - الأنباء

[BIMG]http://www.alanba.com.kw/absolutenmnew/templates/GlobalTemplate/492_3.jpg[/BIMG]

في جلسة شبابية كنا نتحدث عن ايجابيات وسلبيات «الانستغرام»، فتحدث شاب عن قصة زوجين كادا أن يتطلقا ولكن الانستغرام كان سببا في استمرار حياتهما الزوجية، وهي أن زوجا على خلاف مع زوجته بسبب تقصيرها في البيت وخاصة في الجانب الغذائي، وهو يحب الطعام والتفنن فيه كثيرا، وقد طلب من زوجته أكثر من مرة أن تطبخ له إلا أنها كانت دائما تعتذر له بسبب عدم معرفتها، وكثيرا ما كانت تردد عليه أنها لم تتعلم الطبخ في بيت أهلها، ففكر في الانفصال وقد صارحها بذلك، إلا أنها فكرت بفكرة ذكية لعلاج مشكلتها وهي أن تبحث بالانستغرام لعلها تجد حلا لمشكلتها، فتعرفت على حساب تديره امرأة كبيرة بالسن قد تجاوز عمرها السبعين عاما، تقدم فيه وجبة يومية مع بيان طريقة تحضيرها من خلال الكلام المكتوب ومقاطع الفيديو فصارت كل يوم تتفنن في تقديم الوجبات والسلطات لزوجها حتى تغيرت نظرته لها واستقرت حياتهما بعد تجاوز هذه المشكلة.


لعل بعض القراء الآن يتفاعل مع شخصية هذا الزوج ويقول عنه أنه «بطيني» أو «أناني»، لكن ما يهمني هو أن نركز على طريقة حل المشكلة ونستفيد منها لا على موقف الزوج سواء كان خطأ أم صواب، فالناس أنواع وأشكال ولا نستطيع دائما أن نغير الناس، لكن الذكي من يتصرف مع الناس بذكاء، والمهم هو كيف عالجت الزوجة المشكلة بمهارة وذكاء، والأهم توظيف خدمة الشبكات الاجتماعية في تحقيق سعادة الإنسان واستقرار أسرته، وقد اتصل هذا الزوج بالمرأة المسنة صاحبة حساب الانستغرام يشكرها على ما تقوم به من عمل جليل، ويخبرها أن عملها هذا كان سببا في استقرار أسرته وزيادة المحبة الزوجية، وكما قيل «أقرب الطرق للوصول إلى قلب الرجل.. معدته».


فالانستغرام اليوم صار مؤثرا ومغيرا للكثير من الأفكار والاتجاهات، وقد لمست ذلك من خلال أكثر من شخص متابع لحسابي الشخصي، يخبرني عن التغيير الذي حصل له شخصيا أو التغير الذي حصل لأسرته، ولعل من غرائب القصص التي مرت علي أن فتاة عمرها 15 سنة تقرأ ما أكتبه كل يوم على والديها، وقد قالت لي بأن علاقة والديها تحسنت كثيرا وتغيرت للأفضل، كما أن الانستغرام صار اليوم أداة للحكم على شخصية الأفراد، فكم من خاطب تعرف على مخطوبته من خلال حسابها، وكم من مخطوبة درست شخصية الخاطب من حسابه، كما أن الانستغرام ساهم في استخراج مواهب الناس الخفية، وصار كل صاحب موهبة أو اهتمام يجد له صحبة بنفس اهتمام وموهبة يأنس بالحوار معهم.


والانستغرام كذلك دعم وبشكل قوي أصحاب الأفكار والمشاريع الصغيرة، فكم من فكرة كانت مدفونة في نفس صاحبها فلما أطلقها على الانستغرام انطلقت وكبرت وتحولت لمشروع تجاري أو خيري أو اجتماعي، ومنذ يومين كنت أتحدث مع ابني عن شركة أعرفها جيدة في تنظيف السيارات وغسلها، فقال لي: وأنا أعرف شركة أخرى تنظف بطريقة مبدعة وتقنية عالية ولا تحتاج أن تذهب إليها بل هي تأتيك إلى منزلك وتنظف سيارتك، فاستغربت من كلامه ثم سألته: وكيف عرفتها؟ قال بالانستغرام، ثم عرض على صور تنظيفها للسيارات فأعجبتني واقتنعت بعملها.


فخدمات الانستغرام متنوعة وقد استثمرت خبرتي بالانستغرام في حل الكثير من المشاكل الاجتماعية والتربوية التي تأتيني في مكتبي، فقد جاءتني امرأة طلقت من زوجها ظلما وعدوانا بعدما أخرجها من عملها وتركها من غير دخل، وعلمت من حواري معها أنها متميزة بالطبخ، فاقترحت عليها فتح حساب بالانستغرام، تضع في صور الأكلات التي تعملها، فلما اقتنعت بكلامي فتحت لها حسابا وهي بمكتبي، وانطلقت متفاعلة معه ثم أخبرتني بعد ثلاثة أشهر أن دخلها الشهري صار أعلى من الراتب الذي كانت تتقاضاه، وامرأة أخرى لديها أطفال وهي تعاني من قلة الدخل فاقترحت عليها أن تفتح حسابا وتبدأ تروج لمنتجاتها التي تعملها بيدها بالبيت، وانطلقت بعده انطلاقا كبيرا، حتى صار ابنها يساعدها بمشروعها التجاري وبدأت تنفق على تعليم ابنها من هذا المشروع وقالت «لولا الله ثم الانستغرام لأكلنا الحرام»، فابتسمت لكلامها وتذكرت قصة «لولا الانستغرام لطلقت زوجتي».


@drjasem


حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس