هناك فرق

وصل من السويد لقضاء اجازته السنوية كعادته كل عام , والتقيت به فوجدته حزينا فسالته عن السبب فقال لى رأيت فى الصباح رجلا صدمته سيارة على الطريق الدائرى ولمدة تزيد عن الساعة لم تصل سيارة الاسعاف لتنقذه حتى فارق الحياة .. فنظرت اليه ولم اعلق ... فقال لى لم ارى على وجهك علامات التعجب او الاسي لما رويته لك .. فقلت لان هذا آمر عادى هنا وكثيرا مانشاهده, فــ ألفنا المنظر ولم نعد ننزعج كثيرا له رغم انه مؤلم للغاية ويوضح ان الانسانية للانسان هنا .. فقال لى كيف !!! ... فقلت له وماهى الصورة التى تراءت فى ذهنك وقارنتها بما حدث حتى انزعجت كل هذا الانزعاج ؟؟
فقال لى ساروى لك سبب انزعاجى بواقعتين او ثلاثة حدثت فى السويد احداهما هذا العام - قبل عودتى مباشرة - والاخرى حدثت فى العام الماضى .. فقلت له اروى ياسيدنا واسمعنا من هناتك .. فقال لى :

كان ابنى يقود السيارة فى السويد بجوار احدى الغابات وخرجت من الغابة غزالة صغيرة فخبطها ابنى خبطة خفيفه وتوقف بالسيارة واتصل بسرعة بالشرطة واتصل بالادارة المسئولة عن الحيوانات بالغابات - وكنا فى حالة انزعاج شديد على الغزالة - .. فجاءت الشرطه والادارة المسئولة عن الحيوانات فى دقائق معدوده وتم عمل محضر بما حدث وتم منحى جواب لتصليح السيارة على نفقة الدولة وبدون اى تكاليف اتحملها اما ادارة الحيوانات فقامت باخذ الغزال بسرعة وذهب به لتعالجه .






اما القصة الثانية
اثناء عودتى فى العام الماضى بالطائرة كان على الطائرة بعض السياح السويدين ممن احيلوا على المعاش , وبعد ان اقلعت الطائرة من استوكهولم بحوالى ساعة ودخلت فى المجال الجوى لوكبنهاجن سمعنا سيده عجوز تصرح ويسقط بجوارها زوجها مغشيا عليه .. فجاءت المضيفة بسرعة لترى ماحدث واعلنت فى الطائرة ان كان هناك دكتور بين الركاب فليتقدم , فتقدم حوالى اربعة دكاتره وممرضتان لاسعاف الرجل وبدأت عملية انعاش قلب الرجل واعطائه بعض الحقن الطبية
وهنا اعلن كابتن الطائرة ضرورة العودة الى مطار استوكهولم مرة اخرى , اى ساعة طيران اضافيه .. وعندما بدأت الطائرة فى الهبوط ونظرت من الشباك وجدت طائرة هليوكوبتر مكتوب عليها اسعاف , وبعد ان توقفت الطائرة صعد اليها ثلاثة رجال اسعاف بسرعة ليقومو بعمل اسعافات سريعة للرجل وصدمات كهربائية ويحملو الرجل بسرعة الى طائرة الاسعاف للذهاب به الى المستشفى , وكان هناك رجل منهم يحاول ان يهدأ من روع زوجته وان الرجل سيكون بخير ,
بينما كانت الحقيقة ان الرجل فارق الحياة منذ ان وقع بالطائرة .
الشاهد الاخر الذى اريد ان ارويه لك هنا – مازال الكلام لصديقى المندهش – أن كابتن الطائرة اعلن عن الغاء الرحلة حتى يتم البحث عن طاقم جديد لقيادة الطائرة حيث ان القوانين فى السويد تمنع استمرار طاقم الطائرة فى الرحلة بناء على ماحدث بالطائرة ‘‘ لان الطاقم توتر واصبح فى حالة نفسية غير مؤهلة لاستكمال العمل ‘‘ .. انتقل الركاب الى صالة المطار فى ضيافة شركة الطيران ومع السماح لهم بالاكل والشراب على نفقة الشركة الناقلة حتى تم تدبير طاقم جديد لقيادة الطائرة بعد حوالى ساعتين ...
كل هذه النفقات والاجراءات اتخذت من اجل مواطن – على المعاش- توفى فى رحلة طائرة لاهو صاحب نفير ولا هو زعيم .
هنا فقط انا شعرت لماذا انزعج صاحبى هذا من حادثة الرجل المتوفى على الطريق الدائرى .
روى لى صديقى ايضا ان زعيمة الحزب الاشتراكى التى كانت مرشحة لرئاسة الوزراء كانت فى مهمه خارج البلاد ومعها كارت ائتمان تمنحة الدولة لمثل هذه الشخصيات فى الرحلات خارج البلاد وقامت هذه السيدة بشراء ( بامبرز لطفلتها الصغيرة كما قامت بتأجير سيارة لزوجها من هذا الكارت ) وعندما عادت وعقدت مؤتمرا لحزبها قام احد الصحفين وهو يلوح لها بفاتورة البامبرز وتاجير السيارة
بانها استخدمت اموال الشعب ( دافعى الضرائب ) فى مسائل شخصية وبالتالى فهى غير جديرة بمنصب رئيس الوزارء وغير امينة على اموال الشعب .. وهنا لم تجد السيدة مفرا الا أن تعلن استقالتها من منصبها فى الحزب على رؤس الاشهاد . هذه هى الصحافة ياسادة مش صحافة عبرحيم !!!\