عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-13, 12:32 AM   #1
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مشاركة في الشعر الفلسطيني المعاصر **الأستاذ جواد دوش



قراءة أوليَّة " في الشّعر الفلسطيني المعاصِر.

December 31, 2012 at 2:36pm





مر الشّعر الفلسطيني عموماً بمرحلتين : مرحلة النكبة عام 1948 ، والمرحلة المعاصرة التي أصطلح على شعرها ب " شعر المقاومة الفلسطينية " . إن أية قراءة أوليّة في الشّعر الفلسطيني تعطينا بلا شك تصوراً عاماً عن طبيعة العملية الشّعرية وبناها ومضامينها وما رافقها من أحداث وهزات . تلك العملية التي كانت بإيّة حال من الأحوال إمتداداً للقصيدة العربية إبتداءً من العمود الخليلي وحتى الحداثة . وكان أهم ما يمكن تسجيله لرواد مرحلة النكبة الشّعراء " إبراهيم طوقان ، وعبد الكريم الكرمي ، ــ أبو سلمى ــ وعبد الرحيم محمود ، وفدوى طوقان وغيرهم " إنهم إستطاعوا أن يرسخوا هوية الشّعر العربي الفلسطيني بخصوصية واضحة وثابتة .وإذا كانت البدايات قد إتسمت بالحزن وإمتلكتها المأساة بفعل عوامل الهزيمة والإنكسار فإن هذا لا يعني أنهم إنجرفوا وراءها أو أصبحت وشماً في قصائدهم ، بل أن المأساة حملت في داخلها رفضاً ثورياً تمحور حول الوطن وثوراته و إنتفاضاته . كما سُجل لهذا الجيل إيمانه وثقته الراسخة بالشعب والوطن وفدائيته التي تتفجر بإيقاعات محرضة ضد الإستعمار والصهيونية والطلم والإغتصاب حتى الإستشهاد . ويتضح ذلك مثلاً من خلال الروح الأدبية في ضمير الشّاعر " عبد الرحيم محمود " ذلك الذي لا يصبر على ذل وإستشهد من أجل ذلك . فهو يرى إن شرف الرجال هو بالإستبسال في ساحة الوغى والحق والحرية ، والإستشهاد هنا هو نيل الأماني ثم هو وسام الخلود إيضاًلعمرك هذا ممات الرجال .... ومن رام موتاً شريفاً فذا "أو قوله :" ونفس الشريف لها غايتان ... ورود المنايا ونيل المنى "وكذلك الأمر في قصيدة " الفدائي " للشاعر " إبراهيم طوقان " حيث يبرز فيها إيمان الشّاعر بمسيرة المناضل المسترخص دمه حتى يبقى الوطن شامخاً : " لاتسل عن سلامته ... روحه فوق راحته بدّلته همومه ... كفناً من وسادته "بذلك يمكننا القول بأن رواد هذه المرحلة إستطاعوا وبوطنية صادقة أن يتناولوا هموم الوطن الكبير بوفاء وإخلاص حميمين ..أما الشعر الفسطيني المعاصر الذي أخذ شكله وإستقرت تسميته منذ أواسط الستينات ، فمن حيث الخصوصية يعتبر إمتداداً لشعر مرحلة النكبة لما يحملة الأثنان من مضامين مشتركة . وكما يفقول الشّاعر " محمود درويش " مخاطباً " أبا سلمى ": " لا لسنا لقطاء الى هذا الحد .. إننا أبناؤكم " . أو كما يقول " غسّان كنفاني " عن أدب المقاومة ومنه الشّعر : " إن أدب المقاومة الفسطينية الراهن مثله مثل المقاومة المسلحة يشكل حلقة جديدة في سلسلة تاريخية لم تنقطع عملياً خلال نصف القرن الماضي من حياة الشّعب الفسطيني " . ومع أن الأثنين يحملان إمتداد حركة الشعر العربي وما طرأ عليها من تغيرات إلاّ أنهما يلتقيان في مصب واحد وينسجان في نهاية الأمر من الخصوصية الوطنية الفسطينية ..لقد تأثرت حركة الشعر الفسطيني المعاصر بحركة الشعر الحر والحداثة التي عمت بعض أجزاء الوطن العربي في الخمسينات بحيث بدأت القصيدة تتحول الى نظام التفعيلة المتعددة ذات الموسيقى الداخلية دون التقيد بنظام الشطر في العمود الخليلي ــ وإن إبتدأت به أول الأمر ــ وقد إتسم بغنائية عميقة رغم محاولات التركيب والرمز . وكما يقول " يوسف اليوسف " : " إن النمط الغنائي قد هيمن على الشعر المقاوم منذ نشأته في أواسط الستينات بعدما تخلص من الخطابية الضئيلة الشاعرية " . كذلك إتسمت مضامين الشعر هنا هنا وتجذرت الرؤى والإهتمامات بفعل الأحداث الكبيرة التي رافقت العملية الشعرية ، مع أن لغته بقيت مباشرة بحكم مخاطبته جماهير الثورة العريضة ..ورغم أن البدايات حملت رفضاً رومانسياً حزيناً إلاّ أن هذا الرفض سرعان ماتحول وبمرور الزمن وتعاظم الأحداث وتلاحقها ــ خاصة بعد النكبة الثانية في حزيران 1967 ــ الى تمرد ثوري واقعي واثق ومتفائل بالمستقبل . ومن هنا يكون التجاوز بولادة قصيدة الثورة وبطلها الجديد ــ الفدائي ــ وإنتقالها من حالة التحريض الى المقاومة .وإتضح خط الشّعر هنا من خلال إستلهامه لكل معاني النبل والحق والشجاعة ، ونضاله الى جانب الطبقات المسحوقة من الفقراء والمقهورين على إمتداد العالم ..وشعر المقاومة الفلسطينية بعد ذلك يقع في محورين يلتقيان في الأهداف والمعاني وأن أن أختلفا في بعض المهمات والآفاق .. الشعر الفلسطيني في الإرض المحتلة : إن أهم مايميز هذا الشعر ــ الذي يمثله " محمود درويش " الى فترة خروجه من الداخل " وسميح القاسم ، وتوفيق زياد ، وسالم جبران ، وراشد حسين ، وحنا أبو حنا وآخرون ــ هو تشبثه بالأرض وعدم مبارحتها . ــ وقد ترجم هذا التعلق بلغة إصرار عنيدة على البقاء ومناهضة كل أساليب الإحتلال الصهيوني ، تلك الأساليب التي تحاول مصادرة أرض وثقافة وفلكلور السكان العرب الأصليين . كما أن لغته إتسمت بالإحتجاج الواقعي الثوري من خلال صرخاته المدوية بوجه العدوان . والشعراء هنا عبروا وبشكل واضح عن إنحيازهم للوطن وتغنيهم للمقاومة وإنتفاضات الداخل كما عبروا عن إنتمائهم السياسي والأيديولوجي وإيمانهم بالإشتراكية العلمية وإلتزامهم بقضايا الإنسان والحرية . وإستطاع شعر الأرض المحتلة أخيراً أن يخرج من ليل الإحتلال الأسود واثقاً صميماً معبراً عن هموم الوطن والإنسانية ، لأنه ــ كما يقول شاعر الأرض المحتلة علي الخليلي ــ " لم يكن مجرد صوت أو كشف أو دغدغة للجرح .. بل هو فعل سياسي وإجتماعي حقيقي .. وهو لذلك مطارد من قبل العدو ومعرض للإعتقال والقمع والإرهاب " ... الشّعر الفلسطيني في المنفى : يقول " الياس خوري " : " إذا كان الشعر داخل الأرض المحتلة يستطيع أن يكون وثيقة مباشرة عن حياة العرب تحت الإحتلال فإن الشعر في المنفى يطمح أن يكون وان يكون واقعياً الى أبعد الحدود " .والشعر هنا الذي يمثله " معين بسيسو ، ووليد سيف ، وكمال ناصر ، وفدوى طوقان ، وعز الدين المناصرة ، وخالد أبو خالد ، وأحمد دحبور ، ومحمد القيسي ، ومحمود درويش " فبي المرحلة من خروجه من الداخل وخاصة في مجموعته " العصافير تموت في الجليل " و " أحبك أو لا أحبك " ــ إمتلكته الواقعية ولغة الإحتجاج الثورية إضافة الى البناء التشكيلي الحديث للقصيدة . وهو وإن تملكته الأحزان الحادة بسبب الغربة إلاّ أنه تجاوز ذلك بعد مسيرة المقاومة الى المضامين ذات الأبعاد الملتهبة وأعلن إلتزامه بقضايا الشعوب . كما أصبحت موضوعة الوطن المادة الرئيسية فيه . أما المخيم فكان رمزاً وحلقة وصل دائمة الى الداخل في قصائد المنفى ..وسواء كان الشعر في الأرض المحتلة أو المنفى فسيبقى رديف البندقية وذراع الثورة الآخر وإذات طعم ومذاق خاصين ، ويكون له من الخطورة ما يجعله الفن الجماهيري الأول في القضايا الساخنة ذات التوترات الشعورية العالية كالثورات والحروب والإنتفاضات والأحداث غير العادية عامة .وبعد هذه المقدمة السريعة ولأهمية ومكانة شعر المقاومة الفسطينية يمكننا أن نمر على موضوعاته

بعد تسارع الأحداث المتلاحقة من وعد بلفور عام 1917 ومن ثم تقسيم فلسطين فالنكبة الفسطينية عام 1948 ، فالنكبة العربية في حزيران عم 1967 ، وإحتلال كل فلسطين والأراضي العربية الأخرى مروراً بمجازر أيلول عام عم 1970 ، فحرب تشرين 1973 ، ثم الحرب الأهلية اللبنانية عم 1976 ، وحصار مخيّم تل الزعتر فعملية الشقيف عام 1978 ، وقبلها معركة الكرامة ، ثم رحلة العار للسادات الى القدس المحتلة فتوقيع إتفاقية كمب ديفيد الخيانية فالحرب الصهيونية الفلسطينية بعد الاجتياح الصهيوني عام 1982 ، لبيروت وخروج المقاومة الفلسطينية بعد ذلك . نقول إن تلك الأحداث الكبيرة لم تكن بعيدة عن موقف الشّاعر الفلسطيني إذ أنه كان في القلب منها رغم العذابات والتشرد والهجرة القسرية بين العواصم ، ولعلنا






1


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس