بيان مجلس الأمن الدولي ضد الرئيس البيض هل هو تهديد للقضية الجنوبية أم خدمة جليلة لها؟
أصدر مجلس الأمن الدولي يوم أمس السادس عشر من فبراير من عام 2013 م بيانا بشأن مايسمى بالحوار اليمني المزمع عقده في 18 من مارس 2013 بعد سلسلة طويلة من التأجيلات والتعثرات في عقده بسبب عدم قيام مايسمى بحكومة الوفاق الوطني بحل المشاكل العالقة أولا تمهيدا لما يسمى بالحوار كما أشارت بذلك ماتسمى باللجنة الفنية للحوار والتي تراجعت لاحقا عن اقتراحاتها التي قدمتها لحكومة نظام الإحتلال اليمني مما ادى إلى زيادة الإحتقان والتوتر من قبل نشطاء مايسمى بأزمة التغيير والحوثيين من جهة وبين حزب المؤتمر وحزب الإصلاح من جهة أخرى حيث يرفضون رفضا قاطعا الجلوس إلى طاولة واحدة مع كل من الرئيس اليمني المجرم المخلوع علي عبدالله صالح وأخيه غير الشقيق اللواء المخلوع السفاح علي محسن الأحمر لأنهم السبب مقتل الشباب في الساحات وكذلك السبب في حروب صعدة الستة والتي بدأت ضدهم منذ عام 2004م ومازالت مستمرة حتى هذه اللحظة حيث سقط المئات من المدنيين مابين قتيل وجريح إضافة إلى تدمير الكثير من قراهم الأمر الذي أدى إلى نزوح الآلآف من مساكنهم ..
ومن ناحية أخرى فإن فريق الرئيس المخلوع دأب على عرقلة مسار مايدعى بالحوار منذ اللحظة الأولى للإعلان عنه رغم إعلان رئيسهم المخلوع تاييده لما يدعى بالحوار "ظاهريا" وذلك لإثبات فشل مايدعى بحكومة الوفاق في مهامها الموكلة إليها من قبل "دول الوصاية على اليمن" دون رئيسهم المخلوع الذي طالما هدد بذلك مرارا وتكرارا قبل خلعه من كرسي الحكم ليلحق بأسلافه من الحكام الديكتاتوريين العرب ..خاصة وأنهم في حزب المؤتمر خسروا الكثير من المصالح وسيخسرون المزيد من المواقع والمناصب والإمتيازات في حالة خروج مايدعى بالحوار اليمني بقرارات ملزمة للأطراف الموقعة عليه.
وفي نفس الوقت يسعى حزب الإصلاح الإرهابي إلى إفشال مايسمى بمؤتمر الحوار الوطني لأنهم أيضا خسروا مواقع هامة في الجيش سيخسرون الكثير من المواقع السياسية لصالح كل من الحوثيين وشباب أزمة التغيير رغم "ادعائهم" بدعم مايسمى بالحوار اليمني . ولكنهم في الحقيقة يدفعون الأمور دفعا باتجاه الإنهيار الكامل. وهم يحاولون إيجاد " شماعة" لهم ليعلقون عليها مؤامراتهم القذرة في حالة خروج الأمور عن السيطرة باتجاه الإنفجار.فما كان منهم سوى الإيعاز إلى مجلس الأمن الدولي عبر ممثليهم هناك بإصدار بيان يسمي فيه معرقلي مايدعى بمؤتمر الحوار اليمني.
فجاء البيان يوم الأمس ليعلن عن إسم الرئيس اليمني المجرم المخلوع علي عبد الله صالح والرئيس الجنوبي علي سالم البيض كمعرقلين لحوارهم المزعوم ، رغم أن الرئيس الجنوبي البيض ليس ملزما لا شرعيا ولا قانونيا بهذا الحوار لأنه لم يكن من بين الموقعين على ما يدعى بالمبادرة الخليجية بل ولم تكن القضية الجنوبية حاضرة فيها باي حال من الأحوال. لذلك .. لا تقع على الرئيس الجنوبي علي سالم البيض أي مسئولية أو التزامات قانونية على الإطلاق.
ومن هذا المنطلق فقد أصدر الزعيم الوطني الجنوبي حسن أحمد باعوم بيانا شديد اللهجة تضامنا مع الرئيس الجنوبي علي سالم البيض طالب فيه الشعب الجنوبي بعمل مزلزل ردا على بيان مجلس الأمن والخروج بمليونيات في كل من عدن والمكلا وبقية المحافظات الجنوبية في يوم 21 فبراير 2013م يوم إفشال الإنتخابات المزعومة في طول وعرض الجنوب العربي المحتل حيث تم إحراق صناديق الإقتراع في جميع عواصم ومديريات وقرى الجنوب وبالذات في قرية عبدربه منصور هادي رئيس الإحتلال اليمني العام الماضي.
وبالنظر إلى بيان زعيم المناضلين الجنوبيين حسن أحمد باعوم فقد كان هذا البيان العاصف "القنبلة النيوترونية" التي سببت التحام القوى الجنوبية في الداخل والخارج بعد أن قام بعض المندسين بخلخلة مجلس الحراك الجنوبي مؤخرا "وافتعال الفتور في العلاقة" مابين الزعيمين الإستقلاليين الجنوبيين المناضل حسن أحمد باعوم والرئيس الجنوبي علي سالم البيض.
وهكذا قدم بيان مجلس الأمن الدولي خدمة جليلة للجنوبيين "دون أن يعلم بذلك" ..وسيعمل الشعب الجنوبي على استثمار هذه الخدمة لصالح توحيد الكيانات "الإستقلالية" وزيادة زخم الفعاليات السلمية للثورة الجنوبية على طريق استعادة الدولة الجنوبية المستقلة.
منقول.