عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-11, 11:47 AM   #3
 
الصورة الرمزية انسام

انسام
عضوية متميزة

رقم العضوية : 11310
تاريخ التسجيل : Aug 2008
عدد المشاركات : 223
عدد النقاط : 51

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ انسام
رد: موت عظماء الأمة..


أما عمر بن عبد العزيز ابن مروان ، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب . أشج بني أمية ، الخليفة الصالح . فكان أميراً مترفاً منعماً ، إذا مر بالطريق شم الناس ريح الطيب منه . كان يسكن قصراً في المدينة ولوالده قصر في الشام وفي مصر والعراق واليمن . كان يعرف بالصلاح قلب الخلافة فلما وليها أحبته الرعية لأنه كان يعظم أمر الله ورسوله وكان يحب الفقراء والمساكين . لما مات سليمان بن عبد الملك صعد المنبر العالم الجليل رجاء بن حيوة وفتح كتاباً أوصى فيه سليمان بالخلافة لشخص آخر ، فأعلن رجاء أن خليفة المسلمين هو عمر بن عبد العزيز . تلقى عمر الخبر بذهول وانصدع قلبه من البكاء والخوف ، فأقامه العلماء على المنبر وهو يرتجف وأوقفوه أمام الناس فقال لهم : بيعتكم في أعناقكم لا أريد خلافتكم فبكى الناس وقالوا لا نريد إلا أنت . ثم وعظهم وذكرهم وحذرهم ونزل عن المنبر فأتوا بالمراكب فقدموها له فقال : لا إنما أنا رجل من المسلمين غير أني أكثرهم حملاً ، فقربوا له بغلته فركبها . انطلق إلى بيته وسكنه ونزل من قصره وتصدق بأثاثه على المساكين واستدعى زوجته فاطمة ، بنت الخليفة ، أخت الخليفة زوجة الخليفة ، فقال لها : يا فاطمة : إني قد وليت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن كنت تريدين الله والدار الآخرة فسلمي حليك إلى بيت مال المسلمين ، وإن كنت تريدين الحياة الدنيا وزينتها فتعالي أمتعكِ وأسرحك سراحاً جميلاً واذهبي إلى بيت أبيك ، قال لا والله الحياة حياتك والموت موتك وسلمت حليها إلى بيت مال المسلمين زهد في الدنيا أشد الزهد فكان يتأدم خبز الشعير في الزيت . إذا صلى العشاء دخل مصلاه واستقبل القبلة يصلي فلم يول في صلاة وبكاء حتى الصباح ولا ينام إلا قليلاً . تقول زوجته : اقتربت منه ليلة فوجدته ينتفض قلت مالك يا أمير المؤمنين قال : ما لي ؟ توليت أمر أمة محمد عليه الصلاة والسلام فيهم الضعيف المجهد والفقير المنكوب والمسكين الجائع والأرملة ثم بكى . قال مكحول : لو حلفت لصدقت ما رأيت أزهد من عمر بن عبد العزيز . أما عدله فتعجز عنه الكلمات ، كان يصلي الجمعة فيقوم نوابه معهم الدفاتر بأسماء الناس فيوزع الأعطيات على طلبة العلم واليتامى والمساكين والمرضى والأرامل . تولى سنتين فأزال الظلم وفتح بابه وصدره وعينيه وقلبه للمسلمين ففتح الله عليه . تحضره سكرات الموت فجمع أبناءه فلما رآهم بكى واستعبر ودمعت عيناه من الحزن ثم قال لهم : والله ما خلفت لكم شيئاً من الدنيا ، إن كنتم صالحين فالله يتولى الصالحين وإن كنتم غير ذلك فلن أعينكم بمالي على الفجور ، تعالوا ، فاقتربوا منه ، فقبلهم واحداً واحداً ودعا لهم بخير ، ثم أمرهم فخرجوا ، ثم دخلت عليه زوجته فاطمة فودعها وسألها أن تتقي الله وأن تبقى على الزهد والفقر لتبقى زوجته في الجنة ثم قال لها : إني أرى نفراً ليسوا بجن ولا إنس أظنهم الملائكة فاخرجي فخرجت وأغلقت الباب ، ودخلت الملائكة عليه { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم }منقول للفائدة


توقيع : انسام
"Our Lord! Pour forth on us patience and make us victorious over the disbelieving people."

انسام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس