ثالثاً :طاعة الله واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ..
لا تتحقق سعادة العبد حتى يتبع منهج الله تعالى ، ويتبع رسوله صلى الله عليه وسلم
في كل شئون حياته ، وحتى يعلم أن الغاية التي خلقه الله تعالى لأجلها هي أن يعبد
الله تعالى على هدى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فالعبادة لا تصح إلا إذا توفر
لها شرطان الإخلاص فيها لله رب العالمين ، ومتابعة النبى صلى الله عليه وسلم وإلا
فهي مردودة على صاحبها ، لا تعود عليه بخير لا في الدنيا ولا في الآخرة ، فقد صح
عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ))
.................................................. ........................... رواه مسلم
فكل عمل ليس على هدى النبي صلى الله عليه وسلم فهو مردود على صاحبه ، وكل
عمل يتوفر فيه الإخلاص لله رب العالمين ، والمتابعة للنبى صلى الله عليه وسلم فهو
عبادة يحبها الله تعالى ويحب فاعلها ، قال تعالى :
(( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ))
فاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم الذى يحقق محبة الله تعالى للعبد ، وأى سعادة
للنفس وفرحة لها إذا علمت بمحبة الله تعالى لها ، فمحبة الله تعالى للعبد هي الغاية
العظمي والمقصد الأسمى ، وهى ما تتحقق بها سعادة النفس وأمانها ، وبها تقر العين
وتهدأ النفس ، ويصلح البال ، وصدق الله تعالى إذ قال : (( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن
سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ 1 وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ
وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ 2 ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا
الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ 3 ))
فمدار الأمر في سعادة النفس وصلاح البال إنما هو في الإيمان بالله تعالى والإيمان
برسوله الكريم ، واتباع ما انزل عليه من الحق ..

للجميع : بنـ زايـد ـت