القذافي مطلوبا حيا أو ميتا
مصادر صحافية تقول إن الثوار كادوا يقبضون على العقيد الأربعاء الماضي
ملاذات القذافي المحتملة.. سرت أو الصحراء أو المنفى وشائعات تتحدث
عن اختبائه في حديقة حيوانات طرابلس
الجمعة 26 أغسطس 2011 وكالات

القذافي مطلوبا ومكافأة لمن يقبض عليه حيا أو ميتا (أ.ف.پ)
بعد فقدان اثر معمر القذافي، تدور التكهنات حول اماكن لجوئه المحتملة، سواء كانت سرت مسقط رأسه حيث كان يستقبل الضيوف بالاحتفالات او المنفى في جنوب افريقيا او فنزويلا اللتين ذكرتا كبلدي لجوء محتملين.
وتحدث لياسير ريبييرو الطبيب البرازيلي المختص في الجراحة التجميلية الذي كان قد عالج معمر القذافي في 1994 من انتفاخ تحت العينين، عن مكان محصن في طرابلس كان زار فيه القذافي.
وقال لوكالة فرانس برس انه كان احد الاشخاص القليلين الذين زاروا حصن القذافي الذي «يفوق الوصف» في طرابلس مشيرا الى انه عبارة عن قلعة حصينة تضم العديد من المرافق والتجهيزات الطبية والرياضية وجميع العاملين فيه من الاجانب.
ومما يتذكره الطبيب أن القلعة الحصينة قاعة رياضية تشتمل على مسبح أولمبي، وكان يضم غرفتين للعمليات الجراحية مع تجهيزات ألمانية ممتازة.
وأضاف «ان من العاملين الاجانب طبيبا باكستانيا ومختصين في التخدير روسيا ومصريا وممرضة يوغوسلافية، واعتقد انه كان يخشى أن يغتاله الليبيون».
وكان رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل صرح اول من امس في باريس بأن الثوار ليست لديهم «اي معلومات مؤكدة» بشأن مكان وجود معمر القذافي بعد سقوط مقره العام في طرابلس.
واضاف قد يكون «القائد» الليبي غادر العاصمة، في هذه الحال لن يملك هامش مناورة واسعا في بلاد تعتبر نقطة ضعفها الجنوب الذي يصعب مراقبة حدوده بحسب الثورة.
واعتبر عبد المنعم الهوني ممثل المجلس الوطني الانتقالي لدى الجامعة العربية ان «امام معمر القذافي ثلاثة خيارات فحسب في ليبيا: منطقة الجفرة في الصحراء وواحة تراغن في اقصى الجنوب على الحدود مع النيجر وسرت مسقط رأسه».
فالقذافي ولد بحسب ما روى بنفسه في خيمة بسرت على بعد 450 كلم شرق العاصمة حيث يمكنه الاعتماد على قبيلة القذاذفة التي ينتمي اليها وعناصرها مسلحون.
ويجهد الثوار في التفاوض مع جميع زعماء القبائل للدخول من دون عنف الى المدينة التي تملك ميناء معروفا منذ القدم حيث بنى القذافي مركزا ضخما للمؤتمرات بهندسة حديثة وفخمة تبدو متعارضة مع بساطة المدينة.
واذا لم يجد القذافي ملاذا لدى اقاربه فإنه يملك حلولا اخرى لدى قبائل اخرى كالطوارق.
وباستخدام شراء الذمم الذي لطالما افاده، تمكن القذافي من الاعتماد على قبائل الطوارق بعد ان ضمن لهم نسبة من ارباح التجارة عبر الحدود مقابل ضمانهم استقرار المنطقة.
لكن انجازات الثورة الاخيرة قد تغير الوضع.
فقد انضم عدد من الطوارق الى الثوار عبر فتح الحدود الجنوبية في مستوى مرزوق في منطقة فزان التي تعتبر منطقة تواصل حيوية مع النيجر وتشاد والجزائر عبر كبرى مدنها المدينة المحورية سبها حيث يقوم القذاذفة بدور اقتصادي وسياسي اساسي.
وإلى جانب مناطق الجنوب يمكن للقذافي عبور الحدود والاستفادة من عدم ضبط جنوب البلاد ليتجه الى الجزائر على سبيل المثال.
وفي شوارع بنغازي يتفاقم العتب على الجزائر المتهمة بأنها دعمت القذافي حتى النهاية.
وقبل ايام من سقوط مقره العام في افادت معلومات صحافية بأن القذافي ينوي الذهاب الى المنفى في جنوب افريقيا أو فنزويلا، كما أكدت وصول طائرات الى المنطقة لتنقله وعائلته الى احد البلدين.
وسارعت جنوب افريقيا الى نفي الخبر عبر وزيرة خارجيتها مايتي نكوانا-ماشابان غير ان رئيس فنزويلا هوغو تشافيز غذى الشائعات حول توجه الزعيم الليبي الى كراكاس عبر اعادة التأكيد على دعمه له.
ورفض وزير خارجيته نيكولاس مادورو ان يؤكد ان كانت بلاده ستمنح اللجوء السياسي للقذافي ان طلبه، لكنه لم يستبعد ذلك ايضا.
اما نيكاراغوا التي يرأسها دانيال اورتيغا «صديق» القذافي فتركت الباب مفتوحا امام احتمال استقباله.
غير ان الرجل الثاني سابقا في النظام عبد السلام جلود الذي انشق عنه يرى انه لا مخرج للقذافي الا الموت اذا كان لايزال في طرابلس.
وقال عبر قناة العربية «القذافي ليست لديه الجرأة لينتحر وقد يكلف احدا من المقربين منه ليغتاله».
من جانبها ذكرت مجلة «باري ماتش» الفرنسية أمس ان الثوار الليبيين كادوا يلقون القبض على العقيد معمر القذافي أمس الاربعاء بعدما داهموا منزلا بوسط طرابلس عثروا فيه على أدلة تشير الى أنه قضى فيه ليلة على الاقل.
ونقلت الصحيفة عبر موقعها الالكتروني عن مصدر ـ قالت انه في خلية سرية تنسق نشاطات عدة وكالات استخباراتية عربية وأخرى خاصة بالثوار تسعى للقبض على القذافي ـ انه عند الساعة العاشرة من صباح أمس الاول تلقت الاستخبارات معلومة من مصدر موثوق وتم تحديد منزل سري لا يتمتع بالفخامة ووسائل الراحة في قلب طرابلس قضى فيه العقيد ليلة واحدة على الاقل.
ولكن المجلة أوضحت أن العقيد كان قد اختفى حين وصلت قوة كوماندوس خاصة لمداهمة المنزل وقد تم العثور على أدلة تشير الى أنه كان في المنزل.
المعارضة المسلحة تواصل سيطرتها على مطار العاصمة.. والناتو يساعد في تعقب العقيد وأتباعه
الثوار يطاردون فلول القذافي.. والساعدي يحذّر من تحول طرابلس إلى صومال آخر
في السياق نفسه وفيما يستمر الغموض حول مصير الزعيم الليبي معمر القذافي، ذكرت تقارير إخبارية أن ثوار ليبيا دخلوا مرحلة مطاردة فلول كتائبه في أنحاء متفرقة من البلاد وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين في بعض أحياء طرابلس ومحاصرة القوات الموالية للعقيد مدينة زوارة غرب البلاد وقصفها.
ووفقا لقناة «الجزيرة»، فقد أعلن الثوار على لسان المتحدث باسم اللجنة العسكرية لتوحيد الجبهات العقيد عبدالله أبوعفارة سيطرتهم على 90 إلى 95% من الأراضي الليبية، كما أعلن الثوار عن رصد مكافأة مالية بقيمة 1.7 مليون دولار لمن يقبض على القذافي حيا أو ميتا.
في غضون ذلك وبعد سلسلة التصريحات المفاجئة للعقيد القذافي ونجله سيف الاسلام، قال النجل الآخر للقذافي رجل الأعمال والرياضي السابق الساعدي أمس انه يرغب بالتفاوض من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا لتجنيب طرابلس «بحرا من الدماء».
وذكرت شبكة «سي.ان.ان» ان كبير المراسلين الدوليين فيها نيك روبرتسون تلقى رسالة بالبريد الإلكتروني من الساعدي القذافي قال فيها إن لديه السلطة في التفاوض وإنه يريد مناقشة وقف إطلاق النار مع المسؤولين الأميركيين ومسؤولي حلف شمال الأطلسي.
وقال الساعدي في رسالته «سأحاول إنقاذ مدينة طرابلس ومليوني نسمة يعيشون فيها. وإلا ستضيع طرابلس إلى الأبد مثل الصومال».
وأضاف أنه من دون وقف إطلاق النار ستتحول المدينة قريبا إلى «بحر من الدماء».
وكانت قيادة الثوار الليبيين أعلنت عن اعتقال الساعدي إلى جانب الأخ غير الشقيق محمد الذي تمكن من الفرار بمساعدة كتائب القذافي وكذلك سيف الإسلام.
ولم يعلق المسؤولون بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا على وضع الساعدي القذافي ولا على العرض الذي قدمه والذي جاء بعد يوم من سيطرة الثوار على مقر إقامة والده في باب العزيزية.
يتبع
|