البحرين خط الدفاع الشرقي الأول ضد الإستراتيجية الإيرانية المتوحشة بعد سقوط العراق
هل نحن بصدد سايكس بيكو جديدة تقسم البلدان العربية بين الغرب وإيران ..؟
اجتذبت البحرين الكثير من الأسر الإيرانية التي كانت تعيش على الشاطئ الآخر من الخليج العربي حيث الغبار والفقر والصحراء الجافة , ورحبت الأسرة الحاكمة من آل خليفة بهؤلاء المهاجرين , ولم يمضي عقد أو عقدين حتى استقرت إيران الإمبراطورية , ثم حكمها شاه اتصف بالغرور هو محمد علي رضا بهلوي الذي رسم مخططات إمبراطورية فارسية نحو الخليج العربي ,
ورأى أن الشاطئ الشرقي للخليج العربي يحتله العرب بقبائلهم التي ميزت تاريخ هذا الشاطئ منذ الفتح العربي في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( عربستان ) , فقرر شاه إيران أن يعمل بعض التوازن الديموغرافي على الجانب الغربي من الخليج , وشجع هجرة الفرس إلى البلدان العربية ؛ لكي يستطيع القول : بأنه كما أن العرب يسكنون الشاطئ الشرقي للخليج فإن أعداداً كبيرة من الفرس تسكن في الشاطئ الغربي ,
ولذا فالخليج يجب أن يكون وفق خطته فارسياً وبذل جهده لمنع استخدام مصطلح الخليج العربي .
حين قامت الثورة الإيرانية قام من يسمى بآية الله روحاني بتصريحات مستفزة من أن البحرين هي جزء من إيران تاريخياً [ في حقيقة الأمر كانت قد تبعت إيران كبلد محتل لعدة عقود قبل أكثر من ألف وخمسمائة سنة ] ,
ثم تعاقب العرب دولاً وإمارات مستقلة عن الخلافة في هذه الجزيرة ورغم أنها خضعت لسنوات قليلة في العصر الحديث إلا أنها سرعان ما تستعيد استقلالها . ولكن الإيرانيون كانوا ولا يزالون يطمعون بمد إستراتيجيتهم نحو جزيرة العرب ,
عبر البحرين التي تمثل رأس حربة ليس إلا ؛ لذا فسقوط البحرين – لا سمح الله - بيد إيران يعني سقوط المنطقة الشرقية السعودية الغنية بالنفط بيد الإستراتيجية الإيرانية – لا قدر الله - .
الجديد خلال السنوات العشر الماضية هو أن الاتفاق الغربي - الإيراني , أو لنقل المسيحي – الصفوي , و ربما نطلق علي هذا الاتفاق السري بأنه بين النظام الدولي الجديد وبين نظام الملالي بإيران والذي تم بعد وفاة الخميني , ومن ثم هاجم النظام الدولي الجديد بتحالف مع إيران وفق صيغة التحالف السري تلك على أفغانستان والعراق واحتلهما في عامي 2001 و2003م , وسُلمَت العراق لإيران , وأصبحت العراق - التي كانت طوال عهد أصبحت البوابة الشرقية للعرب بلداً محتلاً من الإستراتيجية الإيرانية وعبيدهم الجعفري والمالكي والجلبي وسواهم . وابتلع النظام العربي القديم المتهالك الأمر؛ بل وساهم ذلك النظام في الصمت أمام ابتلاع إيران للعراق ,
الجديد في الاتفاق الإيراني مع النظام الدولي الجديد هذه الأيام كما تبدو ملامح هذا الاتفاق للمراقبين هو أنه مع قرار النظام الدولي الجديد تدمير النظام العربي القديم وإقامة النظام العربي الجديد من خلال إقامة الإمارات العربية الإسلامية أو قل الجمهوريات العربية الإسلامية في الهلال الإسلامي الممتد من إستانبول حتى طنجة ,
وهو الهلال المحيط بالبحر المتوسط من الجنوب والشرق, وإعداد الأرض العربية من خلال أنظمة إسلامية راديكالية للحرب العالمية الثالثة والتي يراد للشعوب العربية أن تكون وقود صواريخها النووية في ذلك الموعد القريب أو ما يسمى بكارثة عام 2012م التي ستفني العالم , هو أن يقدم النظام الدولي الجديد تنازلات جديدة لنظام الملالي ؛ وهي أن تحتل إيران كل من البحرين وبعض دول الخليج العربي ربما من أجل إقامة دولة خليجية تمتد من الكويت حتى عُمان شيعية المذهب تابعة للإستراتيجية الإيرانية في اقتسام جديد للعالم العربي كسايكس بيكو جديدة تقسم النفوذ بين النظام الدولي الجديد وبين إيران , ليعود العالم العربي إلى عهود الاستعمار من جديد مع نهاية الحرب العالمية الثالثة في عام 2012م بداية عام 2013م حيث حان موعد تطبيق البروتوكول الرابع والعشرين من بروتوكولات حكماء صهيون .
ومن هنا فقد فوجئ المراقبون للشأن الخليجي أنه حين فرغ الحرس الوطني السعودي , أو الجيش البحريني من تطهير دوار اللؤلؤة من عبيد وأتباع الإستراتيجية الإيرانية , فوجئوا بانسحاب الجيش والأمن , وأن يعود أولئك المأجورين إلى الميدان من جديد . كما لوحظ أن ملالي إيران صامتون يحبسون أنفاسهم مستعجلين أن تتم الخطة بنجاح ؛ بينما تتكفل وزيرة خارجية النظام الدولي الجديد هيلاري كلينتون بالتصريحات الضاغطة على مملكة البحرين , فهل كان انسحاب الجيش والأمن البحريني بناء على أوامر صادرة من النظام الدولي الجديد؟ , وهل البحرين في طور السقوط أسوة بتونس ومصر وليبيا تحت براثن النظام الدولي الجديد وعصابات منظمة بلاك ووتر القاتلة المجرمة ؟!.
بالنسبة لنا في المملكة العربية السعودية تعتبر البحرين الخط الأحمر الأخير الذي إذا ما كسر فذلك يعني أن مستقبلاً غامضاً وأسوداً قد كتب للأجيال القادمة وأننا بصدد وضع أن نكون أو لا نكون , بل يجب أن نعلم أننا أصبحنا في دائرة وقلب الخطر الحقيقي .
ونحن في المملكة العربية السعودية النظام الوحيد في الشرق الأوسط الذي وجده النظام الدولي الجديد موجوداً – قبل تشكيل الشرق الأوسط وفق اتفاقية سايكس بيكو 1916م - رغم أن النظام الدولي الجديد قد قام بإسقاط النظام السعودي( الإمامي ) مرتين في الدولة السعودية الأولى والثانية , واضطر مرغماً تحت وطأة خوفه من الصحراء على التعامل معه في الدولة الثالثة , أي أننا كوطن لسنا من منظومة سايكس بيكو القديمة 1916م , ولذا نجد أن صوت خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأطال في عمره هو الصوت الوحيد الذي كان يعترض على قرارات النظام الدولي الجديد خلال انتفاضتي تونس ومصر والآن مع البحرين والأردن , وعليه فمن الواجب إن كنا سنموت أن نموت أبطالاً كما مات الشهيد فيصل بن عبدالعزيز رحمهما الله أمام التسلط الصهيو- غربي بوضوع القدس وقضية فلسطين , وكما مات صدام حسين بسبب التسلط الصفوي الرافضي أمام قضية البوابة الشرقية للأمة العربية ,
يجب علينا أن نموت واقفين ولا نسلم أوطاننا للنظام الدولي الجديد , ولا للنظام الصفوي الذي اتصف بالوحشية عبر التاريخ , يجب أن نعتبر البحرين خطاً أحمراً حقيقياً للأمن الوطني السعودي ؛ بحيث لا نكتفي بإرسال كتائب الجيش والحرس الوطني لحماية مملكة البحرين ؛ بل أن نسمح بالمتطوعين دعماً للمظاهرات التي قامت مؤيدة للحكومة البحرينية والتي يمكن أن نطلق عليه ذات مائة ألف شماغ أحمر , بما في ذلك الشماغ الأحمر من تعبير رمزي للعرب السنة التابعين لإستراتيجية جزيرة العرب .
إذا كان النظام العربي القديم المتهالك والذي ولد من رحم سايكس بيكو 1916م قد لفظ أنفاسه وما يزال يلفظ بقيتها , فيجب أن نستعيد ثقتنا بأنفسنا نحن بالمملكة العربية السعودية ؛ لأننا جئنا قبل هذا النظام و قد اعترف بنا ذلك النظام مرغماً , وكما ناور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل مناورات استمرت لسبعين عاماً كي يوجد هذا الوطن ويضم أطرافه ؛ فعلينا أن نناور لسبعة شهور قادمة من أجل بقاء نظامنا في الخليج بل و تطويره .
من المهم أن نبني تطوير نظامنا العربي في الخليج العربي على وحدة فيدرالية سياسية واقتصادية وعسكرية , ونفاوض النظام الدولي الجديد من مركز القوة ؛ فنحن بيدنا أهم سلعة مهمة إليه وهي النفط يجب أن يشعروا أنهم رهائن لنا من خلال هذه السلعة , يجب أن يدرس الساسة في الخليج هذه الوحدة على عجل كمشروع مقابل ومناهض للمشروع الصفوي المسيحي الذي يعمل عليه النظام الدولي الجديد مع نظام الملالي في طهران .
كما يجب أن يبدأ التجنيد الإجباري كإجراء احترازي ؛ لأن الحرب مبدؤها الكلام , وقد أعلنت هيلاري كلينتون الحرب بينما أوباما نظراً لأصوله الإسلامية القديمة يتوارى عن الأنظار .
وقفة :
قد لا نأسى على النظام العربي القديم الهالك .. ولكننا حتماً - ما لم يرحمنا الله - سنبكي دماً على الأحداث القادمة الدامية , وكم منا ستتحول فرحته إلى تعاسة أبدية , أقول لمن لا يتفق معي هنا: { فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد }.
د.صالح السعدون