الموضوع: تمثال الألم
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-07-10, 11:20 PM   #1
 
الصورة الرمزية شبح الظلام

شبح الظلام
عضوية جديدة

رقم العضوية : 13852
تاريخ التسجيل : Feb 2010
عدد المشاركات : 29
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ شبح الظلام
 اوافق تمثال الألم


ها قد غادرت اللحظة , ودعتني بكلماتها الساحرة تلك حتى أنها لم تبد كوداع لحلاوتها ... بصوتها الخافت الخائف من نظراتي العاشقة قالتها بكل هدوء . لم أنتبه أنها غادرت إلى الأن فقد عشت اللحظات الماضية عاشقا متيما بعيدا عن صواب العاقل الذي تزينت به منذ سنين .. ما أرق كلماتها عندما تحادثني وما أبسط كلماتي عندما تذكرها وما أضعف استيعابي لإبتسامتها –قد يكون السبب أنك تركز بعينيك الجامدتين على تفاصيل ذلك الوجه الجميل البريء حتى تنسى أنك تتحدث عن ابتسامة – ....

لكن هنالك شيئا يرافقنا دائما , يرافقني أنا دائما عندما أقترب... منها .. اخترت له هذا العنوان الغريب بكل عفوية ...وسبب وجيه أدسه لقلبي....

لكن... في فترات.. ترتسم الأحزان مع كل كلمة تقولها, مع كل قصصها ... حتى في ابتسامتها !! لكم عجزت عن تفسير تلك النظرات و لكم حيرتني تلك السكنات المفاجئة التي تجتاح وجهها الصبوح لترتسم تلك الموجة من الغموض ... ليتني أستطيع قراءة الأفكار لأزيح عنها تلك الغيمات , ليتني أستطيع بفكاهتي الدائمة إختلاس اعتراف يريحني من تلك النظرات . لكم تدميني تلك الكلمات عندما أنتبه أنها قد ارتحلت إلى هناك !!

إلى مستنقع ماضيها البغيض .. كم كرهت أن تبقى تلك الهالة التي ترتسم عليها.... تعذب لحظتي ...

ما الذي أستطيع أن أفعله حتى أخلصها من ذاك الألم, ما الذي يجب أن أدفعه من أجل تخليصها من هذا الدين ... كم أتمنى أن أراها على حقيقتها الجميلة . كم أتمنى أن أراها ببسمتها الحالمة و كلماتها الساحرة ...ورغم أنني دائما الأول في حياتها وهذا ما يريده أي عاشق إلا أن استسلامها ذاك يجعلني أقيس قوة جرحها – لأحتقر ذلك التافه أكثر – وأقيس بذلك رقتها وشفافيتها ومراعاتها الكبيرة وألتمس حاجتها لقلب يضمها وكتف يحتويها بدموعها لتبكي فيه كل ماضيها ... آه ..ليتني أستطيع دخول البئر المحرمة بئر ذكرياتها واستطيع رؤية وجهه عل التضحية به تريح عينيها من تلك السرحان الذي أتعب قلبي من البكاء من أجله ...

عل جراحها تلتئم بجراحه ... أعلم أنها لن تعترف لي بأثر ذلك الجرح – تخاف أني أغضب وأستاء وتكون هي السبب في ذلك !! يا قلبي كم أعشقها – أعلم أنها تتعذب كل لحظة تبتسم فيها و في كل لحظة تراني فيها ...

وكل لحظة لا تستطيع فيها الهروب من تلك البلية ... حقا أن أصحاب الرقيقة أتعس الناس !!

ليتني أستطيع دخول قلبها وكتابة اسمي عليه وأخيط ذلك الجرح القديم اللعين بقطعة من جسدي ...ليتني أستطيع كسر تلك التعويذة المؤلمة التي ربطها حول قلبها لتبقى ولو بدوني .. المهم أن تعود العصفورة المغردة التي لم يكتب لي أن أراها وأقارنها بالأساطير التي كتبت عنها وأعلم أن تلك الأساطير كاذبة لا محالة فمثلها .... لم تخلق للكلمات.

لم تتحدث كثيرا الليلة لكنها ضحكت من مزحاتي طويلا – ما أعمق ذلك الجرح و ما أقوى محاولاتها نسيان ذلك الماضي الأليم – ابتسمت بطريقة استفزت دموعي و أتعبت قناعي المتظاهر بالقوة .. ليتني أصل إليه وأسأله لماذا جعلتها هكذا ... لماذا ... ألا تملك الدواء فقد كنت الداء أيها القاتل ...

لن أياس ولن افقد الأمل . حبيبتي قد لا تعلمين ما يدور في قلبي المستهتر من الوجود دائما لكن ثقي بأني سأحبك حتى النهاية و سأغنيك بعشقي عن البشرية جمعاء فقط لأنك علمتني هذا الغرام ...وأسف لإختياري هذا العنوان يا سيدة الأحزان فقد أحببتك بكل تفاصيلك ولن أرضى إلا وقبري .. بجانبك . وحتى ذاك الزمان ...صورتك في بالي وقلبي وجيبي فلا تقلقي فإن شعلة حبي لن تذوب أبدا ....


شبح الظلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس