عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-10, 02:23 PM   #15
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى


ويقول صاحب كتاب (تاريخ الإسرائيليين): «وظل القتل والذبح منتشرا فى اليهود إلى أن صدرت الأوامر بطردهم من أنحاء ألمانيا فى أزمنة متتابعة، وذلك ما بين القرنين الثانى عشر والرابع عشر، حتى لم يكد يبقى منهم واحد فيها». وكان آخر ما لاقوه من عذاب وتقتيل وتشريد على يد (هتلر)، ابتداء من توليه حكم ألمانيا سنة ١٩٣٣ إلى أن سقط حكمه سنة ١٩٤٥م.
وتشرح الدراسة أسباب ما نزل على اليهود «من نقمة» طوال تاريخهم، فتستشهد بما كتبه كارل ماركس عن اليهود فى كتابه «المسألة اليهودية» والذى يقول فيه «المال هو إله إسرائيل المطاع، وأمامه لا ينبغى لأى إله أن يعيش، لأن المال يخفض جميع آلهة الشر ويحولها إلى سلعة، المال هو القيمة العامة والمكونة فى ذاتها لجميع الأشياء، لقد أصبح إله اليهود إلها دنيويا، هذا هو الإله الحقيقى لليهود»، ويكمل فى موقع آخر «ما هو الأساس الدنيوى لليهودية؟ المصلحة العملية والمنفعة الشخصية، إذن فالعهد الحاضر بتحرره من المتاجرة والمال بالتالى من اليهودية الواقعية والعملية، إنما يحرر نفسه أيضا».
وبنفس الطريقة يكمل «طنطاوى» استشهاده بعدد من كتابات السياسيين الأجانب فينقل من خطاب الرئيس الأمريكى السابق «بنيامين فرانكلين» عام ١٧٨٩ قوله: «هناك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة، وذلك الخطر هو اليهود، أيها السادة، حيثما استقر اليهود، نجدهم يوهنون من عزيمة الشعب، ويزعزعون الخلق التجارى الشريف، إنهم لا يندمجون بالشعب، لقد كونوا حكومة داخل الحكومة، وحينما يجدون معارضة من أحد فإنهم يعملون على خنق الأمة مالياً، كما حدث للبرتغال وإسبانيا..
إذا لم يمنع اليهود من الهجرة بموجب الدستور، ففى أقل من مائة سنة سوف يتدفقون على هذه البلاد، بأعداد ضخمة تجعلهم يحكموننا ويدمروننا ويغيرون شكل الحكومة التى ضحينا وبذلنا لإقامتها دماءنا وحياتنا وأموالنا وحريتنا.
إذا لم يستثن اليهود من الهجرة فإنه لن يمضى أكثر من مائتى سنة ليصبح أبناؤنا عمالاً فى الحقول لتأمين الغذاء لليهود.. إنى أحذركم أيها السادة إذا لم تستثنوا اليهود من الهجرة إلى الأبد فسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم فى قبوركم. إن عقليتهم تختلف عنا حتى لو عاشوا بيننا عشرة أجيال، والنمر لا يستطيع تغيير لونه.. اليهود خطر على هذه البلاد، وإذا دخلوها فسوف يخربونها ويفسدونها».
ويرى «طنطاوى» أن أهم أسباب ما «حل باليهود من نقمة» هو غرورهم ويشرح: يعتبر اليهود أنفسهم أبناء الله وأحباءه، وشعبه المختار، ومن قديم الزمن وهم يقسمون العالم إلى قسمين متقابلين: قسم إسرائيل وهم: صفوة الخلق، وأصحاب الحظوة عند الله، وقسم آخر يسمونه: الأمم أو«الجوييم» أى: غير اليهود، ومعنى «جوييم» عندهم: وثنيون وكفرة وبهائم وأنجاس.
وقد أدى هذا الغرور والتعالى باليهود إلى إهدار كل حق لغيرهم عليهم، وأن من حق اليهود أن يسرقوا من ليس يهوديا وأن يغشوه ويكذبوا عليه، ويقتلوه إذا أمنوا اكتشاف جرائمهم، وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك الرذيلة، التى تمكنت من اليهود بقوله «ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً ذلك بأنهم قالوا ليس علينا فى الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون».
ويستشهد «طنطاوى» بتحليل الدكتور (وايزمان) أول رئيس لإسرائيل لطابع العزلة فى اليهود بقوله: «وكان اليهود فى موتول (مسقط رأسه) بروسيا، يعيشون كما يعيش اليهود فى مئات المدن الصغيرة والكبيرة، منعزلين منكمشين، وفى عالم غير عالم الناس الذين يعيشون معهم»، ولعل أدق صورة للتحريض على العزلة والتمسك بها، ما ذكره (سلامون شختر) فى خطابه بمدرسة اللاهوت اليهودية العليا، حيث قال: «إن معنى الاندماج فى الأمم هو فقدان الذاتية، وهذا النوع من الاندماج مع ما يترتب عليه من النتائج، هو ما أخشاه أكثر مما أخشى المذابح والاضطهادات».
أو ما تقوله جولدا مائير، وزيرة خارجية إسرائيل سابقاً: إن اليهود المقيمين خارج إسرائيل طوائف مشتتة، تعيش فى المنفى، وإنهم مواطنون إسرائيليون قبل كل شىء، ويتحتم عليهم الولاء المطلق لهذه الدولة الجديدة، مهما تكن جنسيتهم الرسمية التى يسبغونها على أنفسهم، وإن اليهودى الإنجليزى الذى ينشد بحكم إنجليزيته نشيد (حفظ الله الملكة) لا يمكن أن يكون فى نفس الوقت صهيونياً».
ويختم «طنطاوى» الفصل الأخير من الدراسة بما كتبه المؤرخ البريطانى «أرنولد توينبى» فى كتابه دراسة التاريخ: «لو أن بشاعة الخطيئة قيست بدرجة الجرم، الذى يقترفه المذنب فى حق ما منحه الله من قدرة على التمييز، لكان اليهود أقل عذراً فيما اقترفوه عام ١٩٤٨، ولكن اليهود يعلمون بما اقترفوه، وهكذا تتلخص مأساتهم الضخمة فى أن الدرس الذى تعلموه بمصادماتهم مع الألمان النازيين لم يجعلهم يحيدون عن أعمال النازى الشريرة ضد اليهود، بل دفعهم إلى مواصلة تلك الأعمال، وأن هذه الأعمال الشريرة التى ارتكبها اليهود ضد الفلسطينيين العرب اشتملت على تقتيل النساء والأطفال والرجال، وأدت إلى هروبهم من بلادهم


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس