عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-10, 02:03 PM   #1
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,839
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
بنى اسرائيل فى رسالة دكتوارة للشيخ / سيد طنطاوى


قراءة جديدة لأشهر رسالة دكتوراه عن «بنى إسرائيل» (الحلقة الأولى) شيخ الأزهر الراحل يرصد جذور القتل والعدوان فى التاريخ اليهودى

كتب أحمد رجب ظ،ظ*/ ظ¦/ ظ¢ظ*ظ،ظ*


طنطاوى
للوهلة الأولى، بدا كما لو أن العالم مصدوم من الجريمة الإسرائيلية الأخيرة، التى ارتكبتها بحق أسطول الحرية، ومبعث الصدمة هنا أن الغرب نفسه هو الذى ظل طوال ما يزيد على ظ¦ظ* سنة يروج لديمقراطية الدولة اليهودية، ويدفع ثمن صورتها كدولة مظلومة مضطهدة من جانب جيرانها العرب. تلك الصورة المغلوطة، فندها الدكتور سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الإمام الأكبر الراحل، إذ خصص رسالته للدكتوراة، فى عام ظ،ظ©ظ¦ظ©، لكشف ما يمكن تسميته جذور العنف فى التاريخ اليهودى، منذ دخولهم مصر، وخروجهم منها وتأسيس دولتهم، بعد أن أبادوا شعوباً بكاملها فى سبيل ذلك.
«المصرى اليوم» تعيد قراءة تلك الرسالة البحثية شديدة الأهمية، بعد أن فرضت الظروف الأخيرة، ضرورة البحث والتقصى عن ثقافة العدوان فى التاريخ اليهودى.
وتنقسم الدراسة إلى سبعة فصول، الأول عن تاريخ بنى إسرائيل وأحوالهم منذ هجرتهم إلى مصر، ثم ينتقل فى فصله الثانى إلى منهاج القرآن فى دعوة أهل الكتاب، وفى الثالث يصف «الإمام الراحل» مسالك اليهود لكيد المسلمين ووسائلهم «الخبيثة» التى اتبعوها فى ذلك.
وفى الفصل الرابع يبحث «طنطاوى» فيما حدث فى الغزوات بين المسلمين واليهود، ثم ينتقل ليبحث، فى فصله الخامس، نعم الله على بنى إسرائيل، قبل أن يبحث رذائل اليهود فى الفصل السادس للدراسة، والتى يختتمها بتفنيد «دعاواهم الباطلة» كما حكاها القرآن عنهم .
«المصرى اليوم» تقدم قراءة جديدة فى علم الراحل، احتفاء به من ناحية، ولضرورة كتبها هو نفسه فى مقدمة دراسته، حينما قال «كان مقصدى الأول أن أكشف للشباب المسلم بصفة خاصة وللعقلاء والمنصفين بصفة عامة عن أحوال بنى إسرائيل وتاريخهم وأخلاقهم وأكاذيبهم وقبائحهم معتمدا فى بيان ذلك على ما جاء فى القرآن الكريم وفى السنة النبوية المطهرة وفى التاريخ الصحيح.



يبدأ الإمام الراحل دراسته بدراسة تاريخ بنى إسرائيل وأحوالهم فى جزيرة العرب، بنظرة مجملة فى تاريخهم منذ نزوحهم إلى مصر بقيادة يعقوب، عليه السلام، إلى خراب «أورشليم» الثانى على يد «تيطس» الرومانى، وهجرتهم إلى جزيرة العرب، وبيان أحوالهم الدينية والاجتماعية والاقتصادية.
يستهل «طنطاوى» الدراسة ببحث فى أشهر أسماء بنى إسرائيل، وهى أسماء «العبريون»، و«إسرائيل»، و«اليهود»، فيعود باسم «عبريون» إلى لقب «إبراهيم العبرانى» الذى منحه «سفر التكوين» للنبى إبراهيم، عليه السلام، بعد عبوره نهر الفرات، مستندا إلى رأى الأب «إسحاق ساكا» الذى نشره فى دراسته «معنى التسميات للشعوب السامية الثلاثة الكبرى» ويقول فيه «رجح العلماء الثقات، ومنهم السريانيان ابن الصليبى وابن العبرى، أن التسمية ناتجة عن عبور إبراهيم، عليه السلام، نهر الفرات وأيد ابن العبرى قوله بالترجمة اليونانية لكلمة «عبرى»، «أكوبلا»، والتى تعنى «المجتاز» أو «العابر»، وما يؤكد الرأى ما جاء فى سفر يشوع «هكذا قال الرب إله إسرائيل فى عبر النهر سكن آباؤكم منذ الدهر، تارح أبو إبراهيم وأبوناحور، وعبدوا آلهة أخرى، فأخذت أباكم إبراهيم عبر النهر، وسيرته فى جميع أرض كنعان». وهو الرأى الذى فضله طنطاوى على الآراء الأخرى التى تقول إنهم سموا العبريين نسبة إلى «عبِر» وهو الجد الخامس لإبراهيم عليه السلام، أو لأنهم كانوا أهل بدو وترحال وكثيرا ما رحلوا من مكان لآخر.
ويعود الإمام بكلمة يهود إلى الأصل «هادا» ويقول: قيل إنهم سموا بذلك الاسم حين تابوا عن عبادة العجل، وقالوا «إنا هدنا إليك»، أى تبنا ورجعنا، أما كلمة «بنى إسرائيل» فتعود بها الدراسة إلى أبيهم إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم السلام.
وبعد بيان أصل الأسماء، تبحث الدراسة فى قسمها الثانى «تاريخ بنى إسرائيل» فتقسمه إلى ظ¥ أجزاء، الأول يبدأ بهجرة يعقوب عليه السلام، بأهله، من فلسطين إلى مصر حوالى القرن التاسع عشر قبل الميلاد «على إثر ما حاق بفلسطين من مجاعة وما أصاب مراعيها من جدب وقحط وجفاف، وعندها كان أبناء يعقوب يترددون على مصر للتجارة وطلب القوت، فتعرفوا إلى أخيهم يوسف، عليه السلام، الذى كان فى ذلك الوقت أمينا على خزائن مصر، فأكرمهم وطلب أن يحضروا جميعا، ومعهم أبوهم يعقوب، إلى أرض مصر، ليعيشوا فيها ويهجروا فلسطين.. واستجاب يعقوب لطلب يوسف، عليه السلام، فحضروا إلى مصر وكان عددهم ظ¦ظ¦ نفسا سوى نسوة أولاده، حسب سفر التكوين الإصحاح السادس والأربعين، وقد أكرم يوسف، عليه السلام، مثوى أبيه وإخوته، ورقق عليهم قلب ملك مصر فى ذلك الوقت، وطلب بنو إسرائيل من ملك مصر أن يسكنهم فى أرض جاسان - يقال إن مكانها الآن صفط الحنة بمحافظة الشرقية - فاستجاب لهم وقال ليوسف كما جاء فى سفر التكوين «أبوك وإخوتك جاءوا إليك أرض مصر، ففى أفضل أرضها أسكن أباك وأخوتك ليكونوا فى أرض جاسان».
ولكن من الذى كان يحكم مصر عندما وصل يعقوب إليها وبنوه؟ تتساءل الدراسة، قبل أن تجيب «يقول المؤرخون أن الذى كان يحكم مصر عندما هاجر إليها يعقوب وذريته، هم الهكسوس، وقد نعم بنو إسرائيل بحياة آمنة رخية طوال حكم الهكسوس الغرباء عن أرض مصر، فلما تمكن أحمس من الانتصار، وطردهم من مصر، وأسس الأسرة الثامنة عشرة، بدأت المخاوف تراود بنى إسرائيل من نظام الحكم الجديد، ولما قامت الأسرة التاسعة عشرة التى من ملوكها رمسيس الثانى، جاهر المصريون بعداوتهم لبنى إسرائيل، وهو ما يقول فيه محمد عزة، صاحب كتاب «تاريخ بنى إسرائيل من أسفارهم»: الراجح أن حالة إسرائيل تبدلت بعد تقويض حكم الهكسوس، ويستدل من أوراق البردى المذكورة، أن تسخيرهم بلغ الذروة فى عهد رمسيس الثانى.
ويصف الدكتور أحمد بدوى علاقة المصريين ببنى إسرائيل فى تلك الفترة فيقول: «من الثابت فى تاريخ مصر بناء على ما جاء فى كتب السماء من ناحية، وما شهدت به آثار الفراعنة من ناحية أخرى، أن العبرانيين، عرفوا مصر منذ أيام الدولة الوسطى على الأقل، يجيئونها أول الأمر لاجئين، يطلبون الرزق فى أرضها، ويلتمسون فيها وسائل العيش الناعم والحياة السهلة الرضية بين أهلها الكرام.
ثم يجيئونها أسارى فى ركاب فرعون كلما عاد من حروبه فى أقاليم الشرق ظافرا منصورا، فينزلهم من حول دور العبادة، يخدمون فى أعمال البناء، ويعبدون أربابهم أحرارا، لم يكرههم أحد على قبول مذهب أو اعتناق دين، وتطيب لهم الإقامة فى مصر، وتستقيم لهم فيها أمور الحياة ثم تنزل بالمصريين بعض الشدائد وتحل بديارهم بعض المحن والنوائب، فيتنكر لهم بنو إسرائيل ويتربصون بهم الدوائر، ويعملون على إفقارهم، وإضعاف الروح المعنوية بين طبقات الشعب، ابتغاء السيطرة على وسائل العيش فى هذا القطر، ليفرضوا عليه سلطانهم، تارة عن طريق الضغط الاقتصادى، وأخرى عن طريق الدين والعقيدة».
وخلال تلك البلايا والمصائب التى كانت تنزل ببنى إسرائيل من فرعون وجنده، أراد الله أن يمن عليهم وأن ينقذهم مما هم فيه من بلاء، فأرسل لإنقاذهم وهدايتهم رسوله، موسى عليه السلام. وحكى لنا القرآن الكريم فى آيات كثيرة أن موسى، عليه السلام، طلب من فرعون أن يقلع عن إيذاء بنى إسرائيل، وأن يترك الكفر والغرور ويعبد الله وحده لا شريك له، ثم حكى القرآن الكريم بعد ذلك أن أشراف قوم فرعون طلبوا منه أن يزيد فى إيذاء بنى إسرائيل، وأن يحملهم على عبادة آلهته.
وتنقل الدراسة عن بعض المؤرخين أن بنى إسرائيل خرجوا من مصر بقيادة موسى، عليه السلام، فى عهد منفتاح بن رمسيس الثانى، بعد أن طالبه موسى، عليه السلام، أكثر من مرة بأن يرسل معه بنى إسرائيل، ليخرجوا إلى أرض الشام، وفى سفر الإصحاح الأول «أن موسى أحصى بنى إسرائيل عند الخروج من مصر فوجد حملة السلاح منهم، أى: الذكور ابتداء من سن العشرين، يبلغون حوالى ظ¦ظ*ظ* ألف نسمة «ومعنى هذا أن تعدادهم العام يزيد على المليون.
ويعلق محمد عزة فى كتاب «تاريخ بنى إسرائيل» على قصة استلاب بنى إسرائيل حلى المصريين عند خروجهم من مصر، ويلفت النظر خاصة إلى ما جاء فى التوراة من سلب رجال ونساء بنى إسرائيل أمتعة جيرانهم الذهبية والفضية بحيلة الاستعارة ونسبة ذلك إلى الله تعالى ومهما كان فإن تسجيل هذا الخبر بهذا الأسلوب، يدل على ما كان وظل يتحكم فى نفوس بنى إسرائيل من فكرة استحلال أموال الغير وسلبها بأى وسيلة، ولو لم تكن حالة حرب أو دفاع عن النفس. كما أنه كان ذا أثر شديد فى رسوخ هذا الخلق العجيب فى ذراريهم ثم من دخل فى دينهم من غير جنسهم». وتتابع الدراسة قصة خروج بنى إسرائيل المعروفة وعبورهم البحر ومطاردة فرعون لهم حتى غرقه.

غدا


التعديل الأخير تم بواسطة zahrah ; 09-12-21 الساعة 11:08 PM
okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس