عرض مشاركة واحدة
قديم 30-04-10, 01:18 AM   #2
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: مظاهر من فواجع المشهد السياسي


تابع

لقد أثبت هؤلاء الذين يدعون بأنهم ساسة العراق اليوم..عجزهم عن تجسيد منطق الدولة أو المنطق الوطني في نمط تفكيرهم وما ينتج عنه من سلوكيات. بحيث أن تلك الحقيقة ألقت بضلالها على مختلف جوانب الوضع العراقي، وتجسدت في شكل مظاهر وهن كبير وهشاشة في الوئام الاجتماعي والسلم الأهلي وإرباك شديد الوطأة في حياة الفرد والمجتمع تحول إلى ثغرات بالغة الخطورة في صميم هيكلية الأمن الوطني العراقي، وكان لذلك كله تداعيات مباشر وآثار مدمرة على علاقات العراق الخارجية ومكانته الإقليمية.
أما سفينة النجاة للعراق وشعبه، فهو التقيد بمنطق الدولة وأصول التعامل المسؤول مع القضايا الوطنية بمختلف مستوياتها، سواء ما له علاقة بالشأن الداخلي أو الخارجي المرتبط بدول الجوار الإقليمي أو المحيط العربي أو الإسلامي أو بقية المجتمع الدولي.
وحصيلة القول أن الطبقة السياسية العراقية ـ أو لنسميها مجازاً النخبة السياسية العراقية ـ تقف أمام مشكلة مفادها أن تلك الطبقة تتنكر لمنطق الدولة في إدارتها للشؤون العراقية، فعلى الصعيد الداخلي يطغى مظهر التعامل مع العراقيين باعتبارهم طوائف متناحرة ـ وفق منطق المعادلة الصفرية المهلكة للجميع ـ لا كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات التي حددها الدستور. أما على الصعيد الخارجي فإن التصرف على أساس المصلحة الحزبية والانتماء القومي أو المذهبي أمر لابد من مغادرته.
وفي الختام نجد من حقنا كمواطنين عراقيين أن نتساءل...كيف يمكن لنا أن نرضى بأمر دبر بليل..وأن نثق بصفقة سياسية أبرمت خارج حدود العراق وفي غفلة من أهله..؟؟
كيف لنا أن نثق بمن يفضلون أن يتم تقرير مصير البلاد ومستقبلها برعاية الطامعين بها وبثرواتها.. ويهرعون ترهقهم الذلة وهوان التبعية المتأصلة في اللاوعي لديهم، متقمصين إرهاصات المعارضة التي تحرك سلوكياتهم ومواقفهم تجاه هذه القضية أو تلك..؟؟
هل يرضى أي عراقي وطني غيور على وطنه أن يظهر مسؤولو بلده بهذا المظهر البائس ... مهرولين مولين وجوههم شطر عمائم طهران، ليمنحوهم ((شرعية إقليمية)) على حساب ((الشرعية الوطنية)) التي نزعتها منهم الإرادة الوطنية عبر صناديق الاقتراع، بعدما فشلوا في اكتساب ((شهادة وشرعية الانجاز)) رغم مكوثهم لأكثر من أربع سنوات في السلطة..؟؟
لقد خلطوا الحابل بالنابل، وجعلوا حال العراق كخلطة بيض مخفوق.. لا يُعرف له رأس أو قدم... ونتيجة فعلتهم الهوجاء لم يعد أمام هإلا مصير واحد محتوم هو الانتحار السياسي السريع..!!!!


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس