منتديات زهرة الشرق - عرض مشاركة واحدة

حبىالزهرة · 20-04-10, 07:00 AM

اضطرابات الأحبال الصوتية.. تبدأ بالبحَّة وتنتهي بالبُكم

2010/4/19 الساعة 14:57 بتوقيت مكّة المكرّمة

صحيفة فلسطين - بالرغم من عدم استخدام محمد تايه لصوته المرتفع بشكل دائم، إلا أنه يعاني من بحَّةٍ دائمة في صوته، ومن ثم اعتاد على سماع النصائح من والدته بتناول"السكر الفضي " الذي يصفه الكثيرون كعلاج لبحة الصوت، ولكن الأمر لم يتوقف عند بحة الصوت فحسب، إذ بدأ محمد يعاني من مشاكل في التنفس إلى جانب شعوره بالاختناق في العديد من الأوقات وخاصة عند خلوده للنوم.

في حين أن صوت الطفل ضياء البيومي بات أكبر من عمره بشكلٍ واضح، وذلك نتيجة خلل أصاب حنجرته بعد عملية إزالة اللوزتين مما ضاعف المشاكل لديه.. فوجِئْتُ عندما سمعت صوته فهو لم يتجاوز الثامنة في حين يبدو صوته أقرب للعشرين، العديد من الأطباء شخصوا حالة ضياء أنها حالة مرحلية وسرعان ما يعود صوته لوضعه الطبيعي ، لكن وبعد عام من العملية لا يزال ذلك الصغير ينتظر عودة صوته الطفولي..

أما السيدة أم جهاد والتي تجاوزت الأربعين من العمر فلم يخطر على بالها أنها تعاني من مشاكل في الحنجرة والتي بدورها أثرت على أحبالها الصوتية وأدائها فنتيجة استنشاق أم جهاد الأبخرة المتصاعدة من المنظفات "المركَّزة" خاصة " ماء النار" أصبحت حنجرتها تهتاج من أقل الأسباب ، مما جعل صوتها أقرب للمبحوح، ناهيك عن السعلة التي أصبحت " صديقة لدودة" لا تفارقها.

مرض اضطرابات وظيفة الأحبال الصوتية والذي يعرف بـ "جتناقض حركة الطَّيَّة الصوتية" والذي يسبب إعاقة لتدفق الهواء عند مستوى الحنجرة، هذه العلة لم تجد علاجاً جذرياً حتى اللحظة، فالعديد من الحالات تعالج -دون استجابة للعلاج- بجرعات كبيرة من الكورتيكوستيرويد المستنشق وموسعات الشعب الهوائية.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور منذر أهل اختصاصي أنف وأذن وحنجرة، أن اضطرابات الأحبال الصوتية يقصد بها تغيراً في حركة الأحبال أو فقدان وظيفتها أو إصابتها بإعاقة معينة، بالإضافة إلى تغير تكوين الحبل الصوتي من ناحية الحجم أو الشكل أو بروز أجزاء لم تكن موجودة كالعقد أو اللحمية أو أورام حميدة ، وهي نتيجة لتكلس الأحبال الصوتية نظراً لإجهادها المستمر.

وأضاف :"هذه التغييرات تظهر في لحن الصوت، غالباً ما تبدأ ببحة خفيفة ثم سرعان ما يتضاعف الأمر مصطحباً معه أعراضاً جانبية أخرى"، موضحاً أن هذه الاضطرابات لها علاقة بالأداء الوظيفي للأحبال الصوتية، حيث إن الاستعمال الخاطئ للصوت يساهم بشكل كبير في مضاعفة هذه المشكلة.

وأشار أهل إلى أن العديد من الحالات تعاني مشاكل سواء في الحنجرة أو الأحبال الصوتية مثل بحة خفيفة ولكن بعد الفحص يتضح أنها لا تعاني مشاكل في الأحبال وبالتالي يتم علاجها من خلال متخصصين نطق، حيث يتم العلاج بآلية معينة يتم من خلالها استعادة الصوت الأصلي.

وفي هذه الزاوية ، أوضحت العديد من الدراسات والبحوث العلمية أن الحالة النفسية أو أمراض الحساسية ونقص المناعة لها علاقة بشكل كبير من ناحية التأثير على وظيفة الأحبال الصوتية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

إذا عرف السبب..!!

وعن الأسباب الأساسية التي تكمن وراء هذا الخلل، قال أهل :" قد تكون المشكلة الأساسية مرتبطة بعطب في أعصاب الأحبال الصوتية "العصب الحنجري " ينتج عنها شلل الحبل الصوتي أو قطع عصب الحبل الصوتي ويكون علاجه من خلال الجراحة"، منوهاً إلى أن العديد من الجراحات التي تجرى في الحنجرة لعلاج أمراض أخرى تؤدي لقطع العصب الحنجري.

وبخصوص الأعراض التي تصاحب اضطرابات الأحبال الصوتية بيّن أهل أنها تبدأ من إخراج الصوت وعملية التنفس، فالصوت يصبح خشن ويتبعه بحة في الصوت لتزداد حدتها وينتهي الأمر في العديد من الحالات لفقدان الصوت ولكن بشكل مؤقت يعود لطبيعته في حال تلقي العلاج الفوري، مستعرضاً آلية عمل الأحبال الصوتية التي تكون عادة كاملة الانغلاق عند الحديث، وبالتالي تحافظ على الهواء داخل الرئتين مما يسمح للإنسان التحدث فترة أطول ، ولكن بعد الخلل يصبح هناك تسرب في الهواء مما يجعل الإنسان يتحدث بشكل أقل على الرغم من ثبات كمية الهواء المأخوذة.

ويتابع :" المدخنون هم أكثر الناس تعرضاً لهذا الخلل، فهم يعانون من احتقان دائم في الأحبال الصوتية مما يجعل عملية الحديث لفترات طويلة نسبياً مجهدة لهم"، لافتاً إلى أن المدخنين أكثر الناس عرضة لتلف الأحبال الصوتية والرئتين والحنجرة نتيجة لزيادة إفرازات الغشاء المخاطي المبطن للحنجرة.

أما فيما يتعلق بعملية التنفس، فأكد أهل أن البدايات تكون بالتنفس بصوت مسموع ويشعر المريض باختناق لأن الأحبال الصوتية لم ترتح بالشكل المطلوب، وبالتالي هذا يؤثر على عملية التنفس التي تواجه عثرات خاصة في عملية الشهيق.

سريعة العطب..!!

من الواضح أن تلك الأحبال الصوتية سريعة التأثر بالإجهاد الصوتي للإنسان، فاللحميات التي تظهر على جانبي الحبل أو التكلس الذي يصيبه ينتج من الصوت المرتفع الذي ينتج عنه اهتزاز الأحبال الصوتية بشدة ،كما أن أكثر الفئات عرضة لهذا الخلل هم خطباء المساجد والمدرسين وأساتذة الجامعات والمطربين وكل من يستخدم الصوت مرتفع الدرجة.

ففي حالات الأطفال، أوضح أهل أن الأمر يختلف قليلاً، حيث هم أكثر عرضة للخطر نظراً لرخاوة الغشاء المخاطي للحنجرة بالإضافة إلى صغر حجم الحنجرة فيبدأ الخلل من التهاب الحنجرة الحاد وتورم الأحبال ولذلك عند حدوث أي احتقان في حنجرة الطفل يجب علاجه على الفور لمنع المضاعفات الأخرى.

وتوضيحاً لأهمية الحبل الصوتي، قال أهل :" الحبل الصوتي والحنجرة كيانان متلازمان، حيث إن كليهما يعمل على حماية القنوات التنفسية السفلى سواء في عملية الأكل والشرب بالإضافة إلى العمل على التحكم في التنفس وكمية الصوت وتثبيت القفص الصدري الذي بدوره يثبت التجويف البطني".

كما أكد أهل أن أي التهاب أو احتقان يصيب الحنجرة بالضرورة يؤثر سلباً على الأحبال الصوتية فسواء تلقى الإنسان ضربة حادة على الحنجرة أو استنشق غازات مهيجة أو أصيب بنتوءات في الحنجرة إلى جانب نزلات البرد الحادة أو تغير درجة حرارة الحنجرة سواء كان ذلك بالهواء المستنشق أو بالسوائل كله يؤدي إلى اضطراب الأحبال الصوتية وإصابتها بالأضرار المختلفة.

إجراءات وقائية

ومن الإجراءات الوقائية للحفاظ على الحنجرة والأحبال الصوتية، شدد أهل على ضرورة استخدام نبرة الصوت المتوسطة ، ترك التدخين وعدم تناول المشروبات الكحولية ، تجنب السوائل شديدة البرودة ، بالإضافة إلى عدم استنشاق الغازات والأبخرة المهيجة للحنجرة.

في العديد من الحالات يكون العلاج الأساسي لاضطرابات الأحبال الصوتية والحنجرة بشكل عام هي الجراحة أو على الأقل العلاج من خلال " المنظار " الطبي الذي من خلاله يتم التعرف على موضع الخلل في كل من الحنجرة والأحبال الصوتية ، أو عمل تبخيرات قابضة للأنسجة المخاطية.

وأخيراً.. ليس بالضرورة أن يحدق الخطر بكل من أصيب ببحة بسيطة، فأحياناً أمور بسيطة تؤدي لهذه البحة فلا داعي للهلع ، ولكن إن تكررت هذه البحة فمن الواجب استشارة طبيب ، للقضاء على المرض من بدايته , وحتى لا يصل الإنسان إلى مرحلة من الصعب الخروج منها.. صحيفة فلسطين