عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-09, 11:49 AM   #5
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: العدرا مريم فى سماء القاهرة


مسألة: الجزء التاسع عشر التحليل الموضوعي

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ( 99 ) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( 100 ) )

يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الْمَوْتُ ، وَعَايَنَ نُزُولَ أَمْرِ اللَّهِ بِهِ ، قَالَ : - لِعَظِيمِ مَا يُعَايِنُ مِمَّا يَقْدُمُ عَلَيْهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ تَنَدُّمًا عَلَى مَا فَاتَ ، وَتَلَهُّفًا عَلَى مَا فَرَّطَ فِيهِ قَبْلَ ذَلِكَ ، مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَمَسْأَلَتِهِ لِلْإِقَالَةِ - : ( رَبِّ ارْجِعُونِ ) إِلَى الدُّنْيَا فَرُدُّونِي إِلَيْهَا ، ( لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا ) يَقُولُ : كَيْ أَعْمَلَ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ قَبْلَ الْيَوْمِ مِنَ الْعَمَلِ فَضَيَّعْتُهُ ، وَفَرَّطْتُ فِيهِ .

وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي حَجَّاجٌ ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، قَالَ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ يَقْرَأُ عَلَيْنَا : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ) قَالَ مُحَمَّدٌ : إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يُرِيدُ؟ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَرْغَبُ؟ أَجَمْعُ الْمَالِ ، أَوْ غَرْسُ الْغِرَاسِ ، أَوْ بَنْيُ بُنْيَانٍ ، أَوْ شَقُّ أَنْهَارٍ؟ : ( لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ) يَقُولُ الْجَبَّارُ : كَلَّا .

حَدَّثَنِي يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : ( رَبِّ ارْجِعُونِ ) قَالَ : هَذِهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، أَلَا تَرَاهُ يَقُولُ : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ ) قَالَ : حِينَ تَنْقَطِعُ الدُّنْيَا ، وَيُعَايِنُ الْآخِرَةَ ، قَبْلَ أَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ .

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثَنِي حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ : " إِذَا عَايَنَ الْمُؤْمِنُ الْمَلَائِكَةَ قَالُوا : نُرْجِعُكَ إِلَى الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ : إِلَى دَارِ الْهُمُومِ وَالْأَحْزَانِ؟ فَيَقُولُ : بَلْ قَدِّمَانِي إِلَى اللَّهِ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُقَالُ : نُرْجِعُكَ؟ فَيَقُولُ : ( لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ) . " الْآيَةَ .

[ ص: 70 ] حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ يَقُولُ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ) يَعْنِي أَهْلَ الشِّرْكِ ، وَقِيلَ : رَبِّ ارْجِعُونِ ، فَابْتَدَأَ الْكَلَامَ بِخِطَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، ثُمَّ قِيلَ : ارْجِعُونِ فَصَارَ إِلَى خِطَابِ الْجَمَاعَةِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ وَاحِدٌ . وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ ; لِأَنَّ مَسْأَلَةَ الْقَوْمِ الرَّدَّ إِلَى الدُّنْيَا إِنَّمَا كَانَتْ مِنْهُمْ لِلْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ يَقْبِضُونَ رُوحَهُمْ ، كَمَا ذَكَرَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ . وَإِنَّمَا ابْتُدِئَ الْكَلَامُ بِخِطَابِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ، لِأَنَّهُمُ اسْتَغَاثُوا بِهِ ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى مَسْأَلَةِ الْمَلَائِكَةِ الرُّجُوعَ وَالرَّدَّ إِلَى الدُّنْيَا .

وَكَانَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ يَقُولُ : قِيلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ ; لِأَنَّهُ مِمَّا جَرَى عَلَى وَصْفِ اللَّهِ نَفْسَهُ مِنْ قَوْلِهِ : ( وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ) فِي غَيْرِ مَكَانٍ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَجَرَى هَذَا عَلَى ذَلِكَ .

قَوْلُهُ : ( كَلَّا ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : لَيْسَ الْأَمْرُ عَلَى مَا قَالَ هَذَا الْمُشْرِكُ ، لَنْ يُرْجَعَ إِلَى الدُّنْيَا ، وَلَنْ يُعَادَ إِلَيْهَا ( كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ) يَقُولُ : هَذِهِ الْكَلِمَةُ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : ( رَبِّ ارْجِعُونِ ) كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا يَقُولُ : هَذَا الْمُشْرِكُ هُوَ قَائِلُهَا .

كَمَا حَدَّثَنِي يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : ( كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ) لَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَقُولَهَا يَقُولُ ( وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ ) يَقُولُ : وَمِنْ أَمَامِهِمْ حَاجِزٌ يَحْجِزُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الرُّجُوعِ ، يَعْنِي : إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ ، وَذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالْبَرْزَخُ وَالْحَاجِزُ وَالْمُهْلَةُ مُتَقَارِبَاتٌ فِي الْمَعْنَى .

وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنِي عَمِّي ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : ( يتبــــــــــــــــع .


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس