رد: من هو مؤيد الدين ابن العلقمى؟؟؟؟
عند ذلك خرج المستعصم بالله في جمع من الأعيان للقاء هولاكو ، وأما من تأخر عن الخروج فقد تكفل ابن العلقمي بإقناعهم بالخروج لحضور عقد قران ابن الخليفة ، فخرج قرابة السبعمائة ، وقيل : ثلاثة آلاف من الأعيان قتلوا جميعاً خارج بغداد.
وفي اليوم الرابع من شهر صفر دخل هولاكو بغداد بصحبة الخليفة ، وتوجه معه إلى قصر الخلافة وأجلسه في مجلس الخليفة ، فقال له هولاكو : ( إنك مضيف ونحن الضيوف ، فهيا أحضر ما يليق بنا ، فأخرج لهم من الأموال والجواهر والحلي ، والزركش ، والثياب ، وأواني الذهب والفضة ، والأعلاق النفيسة جملة عظيمة. بعد ذلك وضع هولاكو أمام الخليفة طبقاً مملوءاً بالذهب وقال له: كل ، فأجابه ، إن هذا لا يؤكل، فقال له هولاكو : لقد بذل الملوك الآخرون الذهب والفضة لدفع الأعداء عن بلادهم ، ومساعدة شعبهم ، بينما لم تفعل أنت شيئاً، قل لي : أي رجل أنت ؟ وأي عقل تحمل ؟ ثم قال له : وأين خزائنك الدفينة ؟ فأراه حوضاً في ساحة القصر مملوءاً بالذهب الأحمر، كله سبائك).
وقصارى القول كما ذكر الهمذاني مؤرخ المغول: ( إن كل ما كان الخلفاء قد جمعوه خلال خمسة قرون ، أخذه المغول بأيام).
وأورد الذهبي: ( أنه كان قد مشى حال الخليفة بأن يكون للتتار نصف دخل البلاد ، وما بقي شيء أن يتم ذلك ، وإنما الوزير ابن العلقمي قال : ما هذه مصلحة ، والمصلحة قتله ، وإلا ما يتم ملك العراق).
عند ذلك عزم هولاكو على قتل الخليفة ، وعن كيفية قتله يقول الذهبي : ( وقتلوا الخليفة خنقاً ، وقيل غموه في بساط حتى مات ، والأشهر أنه رفس حتى خرجت روحه).
بعد ذلك قتلوا أبا العباس أحمد الابن الأكبر للخليفة ، ثم أبا الفضل عبد الرحمن، وهو الابن الأوسط للخليفة ، وأما ولد الخليفة الأصغر مبارك ، وبنات الخليفة فاطمة وخديجة ومريم ، فإنهم لم يقتلوا بل أسروا ، وأخذهم المغول معهم إلى بلاد العجم ، فإنا لله وإنا لله إليه راجعون.
وعن فاطمة ابنة المستعصم يقول الذهبي : ( ماتت في سنة ثمان وخمسين وستمائة ، غريبة ، أسيرة ببخارى ، في دار الشيخ شرف الدين الباخرزي ، استنقذها من العدو ، وشيعها الخلق).
وبعد قتل الخليفة قاموا بقتل أعمام الخليفة وأنسابه عن آخرهم ، ولم يكتف المغول بذلك تجاه بني العباس ، بل دخلوا مقابر خلفاء بني العباس ، ونبشوا قبور الخلفاء ، وفي ذلك يقول الواعظ محمد بن عبيد الله الكوفي وقد شاهد تلك المأساة :
إن ترد عبرة فتلك بنو العبـ *** ــاس حلت عليهم الآفات
استبيح الحريم إذ قتل الأحـ *** ــياء منهم وأحرق الأموات
إنا لله وإنا إليه راجعون.
وفي الخامس من شهر صفر وضع المغول السيف في أهل بغداد ، وما زالوا في قتل ونهب وأسر ، وتعذيب الناس بأنواع العذاب ، واستخراج الأموال منهم بأليم العقاب مدة أربعين يوماً.
وعن هذه المصيبة يقول السبكي رحمه الله: ( وانتهك الحرم من بيت الخليفة وغيره ، وأريقت الخمور في المساجد والجوامع ، ومنع المسلمون من الإعلان بالآذان ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، هذه بغداد – لم تكن دار كفر قط – قد جرى عليها هذا... وإن كان وقع في الدنيا أعظم منها ، إلا أنه أضيف له هوان الدين ، والبلاء الذي لم يختص بل عم سائر المسلمين).
همسة
ليس شرطا ان يكون ماذكرته فى موضعى ان اكون مؤيد له او معارض
بل انقل لحضراتكم بعض ماكتب عن الشخصية المذكورة[/COLOR]
|